عقد مسؤولو غرفة القيادة الموحدة "عزم" في الجيش الوطني السوري، اليوم الإثنين، لقاءً مع عدد من الصحفيين والإعلاميين في منطقة ريف حلب الشمالي والشرقي، للإجابة عن استفساراتهم حول آخر التطورات العسكرية والسياسية، والقضايا الداخلية في شمال غربي سوريا.
وحضر اللقاء عدة صحفيين من مختلف القنوات والوكالات الإعلامية، في حين حضر اللقاء من جانب قيادة "عزم"، قائدها العام (أبو أحمد نور)، ونائبه فهيم عيسى، وأعضاء من مجلس القيادة، والناطق الرسمي باسم الغرفة الرائد يوسف حمود.
وتناول اللقاء القضايا العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والخدمية، كما تم الحديث عن طبيعة العلاقة بين فصائل الجيش الوطني السوري، خاصة بعد الإعلان عن تشكيل غرفة "عزم"، ثم تشكيل "الجبهة السورية للتحرير "من قبل عدة فصائل أخرى بالجيش.
تشكيل "عزم" والعلاقة مع الحكومة المؤقتة
تحدث قائد "عزم" في بداية اللقاء عن تشكيل الغرفة، وطبيعة علاقتها مع الحكومة السورية المؤقتة، قائلاً إن الغرفة تهدف إلى تعزيز التنسيق بين الفصائل العاملة فيها على مختلف المستويات، مؤكداً أن تشكيل "عزم" لا يعتبر تفكيكاً للجيش الوطني كما وصفه البعض.
وأشار إلى أن الفصائل العاملة في الغرفة، وقّعت على ميثاق عام، مضمونه العمل بإخلاص على إنجاح مشروع القيادة الموحدة، الرامي إلى توحيد كل الجهود لتحقيق أهداف الثورة المتمثلة بالمبادئ الخمسة التي أقرتها وثيقة "المجلس الإسلامي السوري"، وأن تكون الفصائل يداً واحدة في نصرة المظلومين ومحاسبة المفسدين.
وتنص الوثيقة على العمل للحفاظ على وحدة المشروع، وتحقيق رسالته بما ينفع الناس ويوحد الصف ويقدم المصلحة العامة على ما سواها، وأن تلتزم الفصائل بكل القرارات الصادرة عن القيادة الموحدة، وفي حال حدوث أي خلاف بين التشكيلات المكونة للمشروع، يُرد إلى لجنة التحكيم الخاصة بالقيادة للبت فيه، على أن تلتزم "عزم" بتنفيذ قرارات اللجنة.
واستعرضت القيادة أعمالها بعد أكثر من 60 يوماً على تشكيلها، حيث تم إطلاق عدة حملات أمنية شمالي حلب ضد بعض المطلوبين وتجار المخدرات، واعتقال نحو 40 شخصاً في مدينة الباب يعملون ضمن خلايا نظام الأسد وتنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والرد على القصف الذي تعرضت له منازل المدنيين خلال الأسابيع الماضية.
وقال "أبو أحمد"، إن خطوة تشكيل "عزم"، جاءت بعد مشاورات بين فصيلي "الجبهة الشامية" و"فرقة السلطان مراد"، مضيفاً أن الخطوة أثارت الريبة لدى البعض، وبدأت تنتشر العديد من الشائعات حول المشروع، وتصويره على أنه مشروع يهدف إلى إقصاء الآخرين، وتكرار ما جرى في إدلب من البغي والقضاء على الفصائل، وهو أمر غير صحيح.
مهام "عزم" ودورها العسكري
وتحدث قائد "عزم" عن جهودهم في ضبط الملف الأمني، وتوحيد الجهود العسكرية، وإنهاء التجاوزات، ورد الحقوق إلى أصحابها، ومحاسبة المسيئين من عناصر غرفة القيادة الموحدة بحق الأهالي.
ولفت إلى أنهم يركزون على الملف الأمني، إذ قال إن أكبر ما يهدد المناطق المحررة، هي خلايا نظام الأسد وتنظيم الدولة وقسد، وانتشار المخدرات.
وحول الجهود العسكرية، أوضح أن القيادة الموحدة لديها 260 نقطة رباط في مختلف المناطق، من إدلب مروراً بريف حلب الشمالي، حتى ريفي الرقة والحسكة الشماليين، مشيراً إلى أنهم كلفوا لجنة لزيارة نقاط الرباط ووضع خطة تحصين واحدة، وتجهيز خطوط دفاعية، وشبكة تواصل واحدة بين مختلف الفصائل.
وتعمل "عزم" على توحيد الخطاب الإعلامي بشكل كامل، وتعزيز العلاقة مع مكونات الثورة، سواء العسكرية أو السياسية، وتعريف عناصرها بالملف الحقوقي.
استقالة سليم إدريس والعلاقة مع "الجبهة السورية للتحرير"
وجّه الحضور أسئلة لقيادة "عزم" عن علاقة الغرفة باستقالة وزير الدفاع في "الحكومة السورية المؤقتة" سليم إدريس، وعن طبيعة العلاقة بين الغرفة، و"الجبهة السورية للتحرير" التي أُعلن عن تشكيلها قبل أيام من قبل 5 فصائل في الجيش الوطني.
وذكر "أبو أحمد نور" أن اللواء سليم إدريس قدّم في وقت سابق استقالته عدة مرات، لكن القادة في الجيش الوطني كانوا يتحدثون معه لثنيه عن قراره، وقد نجحوا في ذلك عدة مرات.
وأضاف أن "إدريس" كان مصراً في المرة الأخيرة على الاستقالة، بسبب وضعه الصحي، مشدداً على أن قراره بالاستقالة لا علاقة له بـ "عزم" إطلاقاً.
ورداً على سؤال بخصوص التواصل مع "الحكومة السورية المؤقتة"، أوضح قائد "عزم" أنهم يعملون تحت مظلة الجيش الوطني ، نافياً ما يتم تداوله عن وجود قطيعة بينهم وبين الحكومة المؤقتة أو وزارة الدفاع.
ووفقاً لـ"عزم" فإن أبوابها مفتوحة لانضمام مختلف تشكيلات الجيش الوطني إليها، بما فيها الجبهة السورية للتحرير.
الوجود العسكري في إدلب والموقف من هيئة "تحرير الشام"
يبلغ عدد عناصر غرفة القيادة الموحدة وفقاً لما أُعلن في اللقاء 38 ألف مقاتل، منهم 3 آلاف مقاتل ينتشرون على 40 نقطة رباط في جبل الزاوية جنوبي إدلب، ومنطقة ريف حلب الغربي، للدفاع عنها من أي هجمات محتملة.
وأكد "أبو أحمد نور"، أنه تم تشكيل 6 ألوية عسكرية خلال الفترة الماضية في محافظة إدلب، 4 منها أُسست من "الجبهة الوطنية للتحرير"، واثنان من قبل الفصائل الأخرى في الجيش الوطني.
وبحسب عضو مجلس القيادة في الغرفة، يامن تلجو، فإن التنسيق حول الوضع العسكري في إدلب يتم مع الجبهة الوطنية للتحرير فقط، مضيفاً "لا يوجد أي تواصل مع هيئة تحرير الشام لا من قريب ولا من بعيد، وعندما يحصل حدث يستدعي التواصل أو التنسيق معها، لن نخجل من الإعلان عن ذلك".
وعن احتمالية وجود خلايا لهيئة "تحرير الشام" شمالي حلب، ذكر قائد "عزم" أنه من الطبيعي وجود خلايا لمختلف الأطراف، والحل لمواجهتها يكمن بتوحيد الجهود.
ترتيبات جديدة داخل "عزم"
أفاد القائمون على "عزم"، بأن عدة مشاورات تجري في البيت الداخلي، لتحقيق الاندماج الكامل بين كل فصائل غرفة القيادة الموحدة.
ورجح قائد "عزم" أن يتم الإعلان خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، عن نموذجين أو ثلاثة نماذج للاندماج الكامل داخل غرفة القيادة الموحدة (على سبيل المثال انصهار كل 3 أو 4 فصائل ضمن تشكيل واحد)، إلى حين الوصول إلى جسم موحد.
وأوضح أنهم يدعمون وجود جهة واحدة للحكم في ريف حلب الشمالي، لكن بشرط أن تكون غير ظالمة، ولا أن تسلك طريق البعض، حيث يكون الحكم بطريقة شرعية، دون حدوث اقتتال أو بغي أو تجاوزات، أو صدام مع أي جهة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة.
وبخصوص حقوق المدنيين وممتلكاتهم، أكدت قيادة "عزم"، أنها تتابع 74 قضية داخل القضاء، تتعلق برد الحقوق وغيرها، تم حل نصفها، ويجري العمل على حل النصف الآخر، مضيفة أن أي شخص يمتنع عن المثول أمام القضاء سيتم إحضاره بالقوة، كما لفتت إلى أن السجون العسكرية في المنطقة تحوي أكثر من 1600 سجين بمختلف القضايا.
غرفة "عزم"
تشكلت غرفة القيادة الموحدة "عزم" من قبل فصيلي "الجبهة الشامية" وفرقة "السلطان مراد" منتصف شهر تموز الفائت، وبعد ذلك انضمت عدة فصائل إلى الغرفة على دفعات متتالية، وهي "جيش الإسلام"، و"جيش الشرقية"، و"فرقة أحرار الشرقية"، و"فرقة الحمزة"، و"فرقة ملكشاه"، و"لواء صقور الشمال"، و"فرقة السلطان سليمان شاه"، و"الفرقة 51"، و"الفرقة الأولى"، و"الفرقة 13"، و"فيلق المجد"، و"الفرقة الثانية"، و"فيلق الشام قطاع الشمال"، و"لواء السلام".
وانسحبت كل من "فرقة السلطان سليمان شاه"، و"فرقة الحمزة"، و"لواء صقور الشمال"، من "عزم" في شهر آب الفائت، مبررة ذلك "بتجاهل طلبها في التمثيل العادل داخل الغرفة"، لتعلن بعدها الفصائل الثلاثة المذكورة الاندماج إلى جانب "فرقة المعتصم" و"الفرقة 20"، تحت اسم "الجبهة السورية للتحرير" بقيادة المعتصم عباس، قائد فرقة المعتصم.
وبذلك تصبح فصائل الجيش الوطني موزعة على ثلاثة تشكيلات، هي "غرفة القيادة الموحدة عزم" بقيادة أبي أحمد نور، و"الجبهة السورية للتحرير" بقيادة المعتصم عباس، و"الجبهة الوطنية للتحرير" بقيادة فضل الله الحجي، في حين لا تزال نحو ثلاثة فصائل خارج هذه التشكيلات، بالرغم من تبعيتها للجيش الوطني، مثل "فيلق الرحمن".