قدّم اللواء سليم إدريس اليوم الأربعاء، استقالته من منصب وزيرِ الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة ورئاسة أركان الجيش الوطني السوري.
وأصدر "إدريس" بياناً - تداوله ناشطون - جاء فيه: "يسعدني ويشرفني أنني كنت معكم وبين صفوفكم خلال هذه المرحلة من عمر ثورتنا المباركة، واليوم.. أغادر موقعي في الحكومة المؤقتة والجيش الوطني السوري مستقيلاً من المناصب التي كُلفت بها ومتابعاً لعملي كجندي في هذه الثورة".
وأضاف "إدريس" في بيانه "أتقدم بالشكر الجزيل للإخوة في الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة على الثقة التي منحوني إياها، ولرئيس الحكومة السورية المؤقتة والإخوة الوزراء، ولكافة العاملين في الحكومة السورية المؤقتة".
اقرأ أيضاً.. بإشراف سليم إدريس.. خطوات جدية لدمج الجيش الوطني والجبهة الوطنية
وتابع "أشكر إخوتي نواب رئيس الأركان، ومعاوني وزير الدفاع، وقادة الجبهة الوطنية للتحرير والفيالق الأول والثاني والثالث، ومديري إدارات القضاء، والشرطة العسكرية، وشؤون الضباط، والتوجيه المعنوي، وكافة الضباط والقادة الثوريين والمقاتلين في كافة التشكيلات والقطعات والوحدات".
يذكر أنّ اللواء سليم إدريس سبق أن تقدّم باستقالته من منصبه كوزير للدفاع أكثر من مرّة، إلّا أنّها - وفق المصادر - عاد عنها بعد رفض من الحكومة المؤقتة، التي وافقت على استقالتهِ الأخيرة.
مَن هو اللواء سليم إدريس؟
ولد سليم إدريس عام 1957 في بلدة المباركية بريف حمص الغربي، عمل قبل انشقاقه عن قوات نظام الأسد، في 20 آب 2012، محاضراً فيما يُسمى "أكاديمية الأسد العسكرية" وأدار معهد الهندسة فيها.
يُتقن "إدريس" خمس لغات أهمها الإنكليزية والفرنسية، كما يُتقن ثلاث لغات برمجة، وهو حائز على درجة الإجازة في الهندسة الإلكترونية من جامعة حلب، عام 1982، ويحمل أيضاً ماجستيراً في تقنية المعلومات من المعهد العالي لعلوم النقل والمواصلات في ألمانيا عام 1987، ودرجة الدكتوراه في اختصاص "الرادرات الإلكترونية".
وبتأييد من مجموعة "دول أصدقاء سوريا"، ترأس "إدريس" هيئة أركان الجيش الحر خلال الفترة من كانون الأول 2012 حتى آذار 2014، وبسبب إتقانه للغات متعددة فقد تمكّن من التواصل بسلاسة مع مختلف الجهات الدولية وأبرزها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، ما دفع صحيفة "واشنطن بوست" إلى تلقيبه في إحدى مقالاتها بـ"الجنرال الدمث"، نظراً لامتلاكه علاقات دبلوماسية دولية جيدة.
ولذلك عُرف "إدريس" - خلال ترؤسه لـ هيئة الأركان في الجيش الحر - بقربه من المسؤولين الأجانب خاصة مسؤولين في الولايات الأميركية المتحدة، التي قدّمت دعماً عسكرياً للأركان من ذخائر ومعدات عسكرية، فضلاً عن تدريبات للمقاتلين أجرتها في قطر والسعودية.
وتولّى سليم إدريس منصب وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، شهر آذار عام 2019، خلفاً لـ جواد أبو حطب الذي سُميّ إلى جانب رئاسته للحكومة المؤقتة وزيراً للدفاع، وذلك عقب تشكيل الوزارة في الـ5 من شهر أيلول عام 2017.
وكان "إدريس" قد رفض منصب وزير الدفاع عقب تشكيل الوزارة إضافةً إلى منصب رئيس هيئة الأركان في الجيش الوطني، وذلك لقناعته بشكلية هذه المناصب وعدم وجود توجّه دولي للتعاطي مع الفصائل من خلال وزارة الدفاع، إلّا أنّ قبوله المنصبين لاحقاً، أعطى مؤشراً على تغيّر الظروف، حينذاك.