البث المباشر
لم يتغير الوضع في سوريا عام 2021 عما سبقه من الأعوام، فنظام الأسد ما زال مستمراً بالقتل والتهجير، بالتوازي مع عقد المؤتمرات والاجتماعات السياسية لحل الأزمة السورية والتي لم تأت بجديد، وأيضاً ما زال الاحتلال الإسرائيلي مستمراً بضرباته على الأراضي السورية دون ردود، وفي خضم كل ما يحصل يقيم بشار الأسد انتخاباته في الوقت الذي يزداد الخناق الاقتصادي على الشعب السوري.
مع كل ذلك بدأت تتضح معالم عهد جديد في طريق العلاقات العربية مع نظام الأسد هذا العام، في السطور التالية نقدم سرداً لأبرز الأحداث التي حصلت في سوريا خلال عام 2021.
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 1271 مدنياً بينهم 299 طفلاً و211 أنثى على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة بسوريا في عام 2021، النسبة الأكبر منهم على يد نظام الأسد.
ووثقت الشبكة هذا العام ما لا يقل عن 19 مجزرة ارتكبتها أطراف النزاع وما لا يقل عن 2218 حالة اعتقال تعسفي ومقتل 104 أشخاص بسبب التعذيب، وما لا يقل عن 113 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية.
إحياء ذكرى الثورة
بدأت الاحتفالات بالذكرى العاشرة للثورة بالتحضير للمظاهرات والمهرجانات، والتئمت مظاهرة كبيرة في إدلب في دوار السبع بحرات الذي أقيمت فيه لوحة جدارية كبيرة إحياءً للذكرى، وأقيمت لقاءات رسمية في ريف حلب الشمالي، وكذلك انضمت درعا مهد الثورة لإحياء الذكرى بمظاهرات كبيرة في المحافظة وبلدات الريف الحوراني.
غارات إسرائيلية متواصلة بموافقة روسية ضمنية
لم تتوقف إسرائيل خلال سنة 2021 عن ضرب الأهداف الإيرانية وأماكن وجود حزب الله والقوات التابعة للنظام السوري موقعة خسائر كبيرة، كما حصل في آخر ضرباتها لشحنة أسلحة إيرانية مخزنة في ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية، في ثاني استهداف من نوعه للمرفق الحيوي في البلاد منذ عام 2011.
سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نيفتالي بينيت لم تختلف عن سلفه بنيامين نتنياهو بشأن الضربات الجوية على المواقع الإيرانية في سوريا، وكان بينيت اجتمع في مدينة سوتشي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد الاجتماع مع بوتين قال بنيت: "وجدت لدى الرئيس بوتين أذناً مصغية لاحتياجات إسرائيل الأمنية"، مضيفاً: "ناقشنا الوضع في سوريا بالطبع.. بطريقة ما الروس هم جيراننا في الشمال (سوريا)، ومن المهم أن ندير الوضع الدقيق والمعقّد هناك بسلاسة ودون وقوع حوادث".
وأكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" على وجود "توافق روسي إسرائيلي لإخراج إيران من المشهد السوري"، وذكرت أن "إسرائيل تعمل على المهمة الصعبة المتمثلة في تدمير أحلام طهران بالهيمنة الإقليمية، من خلال شنّ مئات الضربات الجوية في سوريا". إلى ذلك قال وزير البناء والإسكان الإسرائيلي زئيف إلكين إن "الجانبَين اتفقا على استمرار سياسة إسرائيل تجاه سوريا، بما في ذلك الضربات الجوية".
داعش ما زالت حاضرة
تعرضت قوات النظام السوري للعديد من الهجمات في مناطق مختلفة من سوريا، ففي البادية السورية نفذت العديد من الهجمات على يد خلايا تنظيم "داعش"، وتكبّد النظام خسائر بشرية فادحة، وهذه الهجمات قابلتها قوات النظام بحملات تمشيط برية دعمتها القوات الروسية بغارات جوية، كما شهدت مدينة دمشق تفجيرات طالت قوات النظام، كان أهمها التفجير الحاصل في أكتوبر/تشرين الأول، وقتل فيه 14 عنصراً وجرح ثلاثة آخرين.
وشهدت مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي كثيرا من الاغتيالات والتهديدات على يد خلايا داعش، والتي وصل الحد معها في أن تطلب ضرائب وإتاوات من التجار وأصحاب المحال التجارية.
وكذلك حملت كثيرا من العمليات في مخيم الهول بصمات خلايا التنظيم.
تهديد تركي بعملية عسكرية
في تشرين الأول / أوكتوبر هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشن عملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وقال إن الهجمات على قوات بلاده، والتحرشات التي تستهدف أرضها بلغت حداً لا يحتمل.
وكثفت الطائرات التركية الحربية والمسيرة هجماتها على قيادات من "حزب العمال الكردستاني" في شمال شرقي سوريا، في حين ردت "قسد" بقصف مواقع للجيش التركي في ريف حلب الشمالي.
ولم تثمر المفاوضات التركية مع موسكو وواشنطن في إطلاق عملية عسكرية تستكمل عملية "نبع السلام"، وتوقف التصريحات والتهديدات التركية بعد شهر تشرين الأول.
انتخابات الأسد
أجرى نظام الأسد في مناطق سيطرته انتخابات رئاسية، هذه الانتخابات التي وُصفت بالمسرحية، أدت لفوز بشار الأسد رئيساً بنسبة أكثر من 95% من أصوات الناخبين، ولاقت ردوداً منددة من الدول الغربية حيث أصدر وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بياناً مشتركاً سبق الانتخابات قالوا فيه إن "الانتخابات لن تكون حرة ولا نزيهة"، في حين وصفت المعارضة السورية تلك الانتخابات بـ"المسرحية".
اجتماعات لحل سياسي دون نتائج
في إطار الحراك السياسي المستمر منذ سنوات من أجل القضية السورية، أُقيمت بعض الاجتماعات المتممة لما قبلها ومثال ذلك سلسلة مؤتمرات أستانة، حيث شهد عام 2021 ثلاث جولات من اجتماعات أستانا، وهي:
الجولة الـ 15 جرت في فبراير/ شباط والـ 16 عقدت في يوليو/ تموز والـ 17 في الشهر الأخير من العام، وكما جرت العادة شددت الدول الضامنة لمسار أستانا في ختام كل اجتماع، على ضرورة مواصلة جميع الاتفاقات المتعلقة بالتهدئة في منطقة إدلب، مؤكدة رفضها للأجندات الانفصالية في البلد. كما دانت الدول الضامنة "تزايد الأنشطة الإرهابية في مختلف أنحاء سوريا، التي أدت إلى إزهاق أرواح الأبرياء، وأكدت على ضرورة ضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وفقا للقانون الدولي الإنساني، ومحاربة التنظيمات الإرهابية المصنفة أمميا". وكان ذلك الاجتماع في شهر فبراير/ شباط بمدينة سوتشي الروسية.
كما عقدت خلال هذا العام جولتان من اجتماعات اللجنة الدستورية، إذ عقد الاجتماع الخامس في يناير/ كانون الثاني، واستمر خمسة أيام. لم يفض هذا الاجتماع عن نتائج تذكر وبحسب وصف المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون، فإن الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، كانت "مخيبة للآمال".
عقدت الجولة السادسة في أكتوبر/ تشرين الأول، وكالتي سبقتها لم تأت الجلسات هذه بجديد حيث قال بيدرسون، إنّ "الجولة السادسة لاجتماع اللجنة الدستورية السورية كانت محبطة للغاية" ولم تصل إلى تفاهم لصياغة مسوّدة دستور جديد أو الاتفاق على موعد الجولة المقبلة.
درعا إلى الواجهة
لم تشارك درعا في مسرحية الانتخابات الأسدية، إضافة إلى ذلك لم تتوقف فيها المظاهر الثورية، نتيجة لذلك ضربت قوات النظام منذ أواخر يونيو / حزيران حصاراً شديداً على مدينة درعا واستمر لما يقارب الشهرين، وتخلل هذا الحصار معارك عنيفة حيث شهدت المحافظة اشتباكات بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة وقوات معارضة من أهالي المدينة، تلك الأحداث أعقبت طلب الجنرال الروسي أسد الله، من الأهالي درعا، تسليم ما يقرب من 200 قطعة سلاح فردي ورشاش يملكها الأهالي والمقاتلون الذين كانوا في صفوف الجيش السوري الحر سابقاً، مقابل عرض يتم تنفيذه بعد تسليم السلاح.
العرض الروسي كان إخراج اللِّجان المحلية التابعة للأجهزة الأمنية من مواقعها في حي المنشية وحي سجنة وجمرك درعا القديم، المسؤولة عن عمليات الاغتيال بحق معارضين سابقين شاركوا في مؤسسات المعارضة العسكرية والمدنية، وعن انتهاكات كبيرة بحق الأهالي.
كان الضابط الروسي يريد من أهل درعا تسوية جديدة بشروط جديدة وفتح معبر درعا القديم وإنشاء نقاط روسية في درعا البلد، بالإضافة إلى تسليح مجموعة محدَّدة من المقاتلين، وهو ما قوبل برفض لجنة الأهالي، ما جعل النظام السوري وبتنسيق مع القوات الروسية يغلق الطرقات المؤدية إلى درعا البلد، ويحشد القوات والجنود على محيط المنطقة والتهديد بعملية عسكرية واسعة.
كما شهدت المدينة مفاوضات بين لجنة الأهالي وروسيا والنظام من طرف آخر، لرفع الحصار المفروض، لكن النظام انتهج سبيل الحل العسكري، إذ حشد آلاف الجنود والدبابات والمدرّعات باتجاه المدينة، وعلى رأسهم قوات الفرقة الرابعة التي تُعتبَر حليفة إيران، وبدأت معركة كبيرة استخدم فيها النظام راجمات الصواريخ شديدة الانفجار. وفي النهاية وقع الطرفان على اتفاقية جديدة تحدد الوضع في درعا حيث نص الاتفاق على نشر 9 حواجز ضمن مدينة درعا، مع وجود وحدات خارج المدينة للتغطية النارية في حال حدث هناك خرق للاتفاق من قبل الأهالي. كما قضى الاتفاق بسحب عدد من الأسلحة الفردية.
خط الغاز العربي
في 8 من أيلول/سبتمبر الماضي، وقعت مصر والأردن وسوريا ولبنان في العاصمة الأردنية عمان على اتفاق لإعادة إحياء "خط الغاز العربي" المتوقف منذ 2012، بهدف تزويد لبنان بالغاز من مصر والكهرباء من الأردن لإنقاذ اقتصاده المنهار.
أعطت الولايات المتحدة "الضوء الأخضر" للمشروع، وأعلنت الرئاسة اللبنانية في 19 من آب/أغسطس أنها تلقت الموافقة من السفارة الأميركية في بيروت، ما يعني استثناء المشروع من قانون عقوبات قيصر التي تحظر التعاملات التجارية مع نظام الأسد.
وتوقعت الرئاسة اللبنانية وصول الغاز المصري إلى لبنان عبر الأراضي السورية في شباط المقبل.
وكشف تحقيق لموقع تلفزيون سوريا حقيقة مصدر الغاز الذي سيصل لبنان عبر سوريا، وما إذا كان غازاً مصرياً أم إسرائيلياً.
شكل جديد للجيش الوطني السوري
أعلن أكبر فصيلان في الجيش الوطني وهما الجبهة الشامية وفرقة السلطان مراد، منتصف تموز الفائت عن تشكيل غرفة عمليات "عزم" التي انضمت لها معظم الفصائل في الجيش الوطني تباعاً، في حين أعلنت فرقة المعتصم وفرقة الحمزة عن تشكيل الجبهة السورية للتحرير.
شهد الجيش الوطني لقاءات عديدة ومبادرات لاندماج كامل بين التشكيلين الجديدين ولم تسفر حتى الآن عن جديد.
أطلقت "عزم" حملة لمحاكفة من وصفتهم بـ "المفسدين"، وألقت القبض على عدد من العناصر وقادة الكتائب وتجار المخدرات، ووصل هذا الملف منذ أيام إلى "فرقة السلطان سليمان شاه" حيث تم اعتقال أخوَي قائد الفصيل محمد جاسم "أبو عمشة".
منبج تشتعل
شهدت مدينة منبج في يونيو/ حزيران احتجاجات عنيفة بسبب حملات التجنيد الإجباري التي تقوم بها وحدات حماية الشعب. وتظاهر الآلاف من أبناء العشائر العربية ضد ما سموه "التمييز العنصري ضد العرب والتجنيد الإلزامي"، كما شهدت المدينة إضراباً عاماً. مما دفع "مجلس منبج العسكري" إلى فرض حظر تجوال في المدينة، لمدة 48 ساعة. نتيجة لتصدي قوات "قسد" للمظاهرات السلمية بالرصاص الحي قتل 8 أشخاص على الأقل وأصيب عشرات آخرين، نتيجة لذلك تم عقد اجتماع بين وجهاء العشائر في المنطقة مع ممثلين عن "الإدارة الذاتية" لبحث تطورات الأوضاع، واتفق الطرفان على وقف العمل بحملة الدفاع الذاتي في منبج وريفها وإحالتها للدراسة والنقاش، وإطلاق سراح جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة للتحقيق بالحيثيات التي تم فيها إطلاق النار ومحاسبة كل من كان متورطاً بذلك.
مفاوضات المعابر
اعتمد مجلس الأمن الدولي في شهر يوليو/ تموز بالإجماع قراراً يجدد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة سنة عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، وينص القرار على تجديد معبر باب الهوى لفترة أولية مدتها 6 أشهر، مع تمديد لـ6 أشهر إضافية بعد إصدار تقرير للأمين العام للأمم المتحدة يركز بشكل خاص على الشفافية في العمليات والتقدم في إيصال المساعدات عبر الخطوط الأمامية للقتال لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وحصل التمديد للقرار بعد مفاوضات طويلة، في حين تصاعدت حدة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة بشأن ملف المساعدات الإنسانية وكيفية إدخالها إلى سوريا، حيث ركّز ساسة الدولتين على حشد تأييد واسع لمواقف بلادهم، حيث سعت الولايات المتحدة إلى حشد دعم دولي واسع للملف الإنساني وكذا فعلت موسكو.
وبعد مباحثات أميركية روسية تم الاتفاق بين البلدين على التجديد التفويض للقرار، ودفعت الولايات المتحدة ودول أخرى لتجديد التفويض، في حين طالبت روسيا بضرورة إشراك النظام السوري في الأمر، بحجة وقوع محافظة إدلب في يد من سمتهم "الإرهابيين". وفي عام 2014 منح مجلس الأمن تفويضا لعمليات المساعدة عبر الحدود في سوريا من خلال 4 منافذ. وفي 2020 قلص عدد المعابر إلى واحد فقط عبر تركيا وهو باب الهوى وذلك بسبب معارضة روسيا والصين تجديد التفويض عبر المنافذ الأربعة.
انتخابات الائتلاف
انتخب الائتلاف السوري المعارض، سالم المسلط رئيساً له خلفاً لنصر الحريري في يوليو/ تموز. جاء ذلك خلال انتخابات جرت على هامش اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف في إسطنبول، والمسلط هو رئيس "مجلس القبائل والعشائر" من مواليد محافظة الحسكة وحاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية، وأتم دراسته في الولايات المتحدة. عمل المسلط باحثا في "مركز الخليج للأبحاث"، وكان عضوا في الهيئة العليا للمفاوضات، وناطقا باسمها في محادثات جنيف، التي جرت بين النظام والمعارضة بين عامي 2016 و2017.
مجزرة أريحا
ارتكبت طائرات النظام في العشرين من تشرين الأول / أوكتوبر مجزرة في مدينة أريحا راح ضحيتها 11 مدنياً بحسب توثيقات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي المجزرة الأكبر منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب في آذار 2020. ووثق تقرير الشبكة مقتل 11 شخصاً بينهم 4 أطفال من جرّاء قصف المدينة تزامناً مع ذهاب الأطفال إلى مدارسهم كما وثّق إصابة 30 شخصاً آخرين، إلى جانب أضرار مادية في أربعة مراكز حيوية مدنية.
منصب الإفتاء
ألغى مرسوم لرئيس النظام السوري بشار الأسد، منصب "مفتي الجمهورية" في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، في سابقة اعتبرها رجال دين وناشطون خطيرة تهدد الهوية والديمغرافيا السورية بالإضافة إلى إلغاء دور الأكثرية السنية في مجالي الأوقاف وقوانين الأحوال الشخصية، ونص المرسوم على إلغاء المادة رقم 35 من القانون الذي ينظم عمل وزارة الأوقاف ويُسمى بموجبها المفتي العام للجمهورية، في حين تم تعزيز دور ما يسمى "المجلس العلمي الفقهي" في وزارة الأوقاف الذي كان حسون عضواً فيه.
وانتقلت كل صلاحيات المفتي إلى المجلس الذي يضم أعضاء من كل الطوائف، بما فيها العلويون والدروز والإسماعيليون، وحَصَر المرسوم، إصدار الفتاوى "المسندة بالأدلة الفقهية الإسلامية المعتمدة على الفقه الإسلامي بمذاهبه كافة".
إلى ذلك أعلن المجلس الإسلامي السوري المعارض انتخاب الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية، في رد منه على قرار النظام، الأمر الذي لقي ترحيباً واسعاً من السياسيين والناشطين السوريين وكذلك معظم الكيانات والفصائل العسكرية.
التطبيع العربي مع الأسد
على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول، عقد بعض المسؤولين العرب للمرة الأول منذ سنوات اجتماعاً مع فيصل المقداد وزير خارجية النظام السوري في ما يبدو أنه إعلاناً لمرحلة تطبيع العلاقات العربية مع النظام السوري، ومن الوزراء الذين التقاهم المقداد كان وزراء خارجية مصر والأردن والعراق وتونس وعُمان وموريتانيا وفلسطين.
كما أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى أن القمة العربية التي ستحتضنها بلاده في مارس/ آذار القادم ستشهد عودة سوريا إلى الجامعة العربية. وسئل تبون إن كانت القمة العربية القادمة بالجزائر ستشهد عودة سوريا إلى الجماعة العربية فرد قائلا: "من المفروض أن تكون سوريا حاضرة". وأضاف: "نحن عندما ننظم قمة عربية نريد أن تكون جامعة وانطلاقة للم شمل العالم العربي الممزق (..) نحن دولة تجمع الفرقاء دائما".
وكان بشار الأسد أجرى اتصالاً هاتفياً بالعاهل الأردني عبد الله الثاني، في اتصال هو الأول من نوعه منذ سنوات بعد محاولات أردنية حثيثة لإعادة العلاقات العربية مع نظام الأسد، واستقبل بشار الأسد في دمشق عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، وناقش الجانبان بحسب بيان لهما "تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، وخصوصاً في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات".
إلى ذلك أصدر العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة مرسوماً بتعيين أول سفير لدى النظام السوري منذ العام 2011. وتضمن المرسوم "تعيين السفير وحيد مبارك سيار رئيساً للبعثة الدبلوماسية لمملكة البحرين لدى النظام السوري بلقب سفير فوق العادة مفوض". واشتمل المرسوم أنه "على وزير الخارجية تنفيذ هذا المرسوم ويعمل به من تاريخ صدوره، وينشر في الجريدة الرسمية".
لكن هذا التطبيع لا يبدو أنه يمر بسلام، إذ إن السعودية ما زالت ترفض إعادة علاقاتها مع النظام السوري من خلال أكثر من تصريح، ولعل آخرها ما تكلم به مندوبها في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، الذي شن هجوماً عنيفاً على نظام بشار الأسد، حيث قال "إن الحرب في سوريا لم تنته وإن النصر الذي تتحدث الحكومة السورية لا يمكن أن يكون حقيقة لأنه جاء على أشلاء الشعب السوري". وتساءل المعلمي في كلمته التي اشتهرت بعنوان "لا تصدقوهم"، عن فائدة النصر حين يكون "زعيمهم واقفاً على هرم من الجثث".
وبرز الموقف القطري واضحاً من العلاقات مع نظام بشار الأسد إذ أعلنت الدوحة أن أسباب تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية لم تتغير وأنه لا منطق لتطبيع العلاقات مع النظام السوري في الوقت الحالي، حيث قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "إذا لم تتم إعادة اللاجئين والنازحين لمنازلهم ومناطقهم وتغير سلوك النظام، فإنه لا منطق لتطبيع العلاقات مع النظام السوري، ولا أعتقد أننا في موقف يسمح لنا بحضور النظام السوري قمة الدول العربية".
تخريج الطلاب
في إطار تطور الحراك التعليمي في مناطق الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة السورية، احتفلت جامعة "الشام" في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، بتخريج نحو 120 من طلابها بمختلف التخصصات، كما خرّجت جامعة حلب في المناطق المحررة، دفعة طلاب جديدة للعام الدراسي (2020 ـ 2021)، وهي الأكبر منذ تأسيسها، ضمن حفل واسع في مدينة اعزاز شمالي حلب.
لاحقاً أقامت "جامعة حلب الحرة"، حفل تخريج الدفعة الأولى من كلية الطب البشري في مدينة مارع بريف حلب الشمالي.
وضمت الدفعة الأولى 114 طالبا وطالبة من كلية الطب البشري في الجامعة، بعد أن أتموا ست سنوات دراسية. وهي الدفعة الأولى من نوعها.
عاصمة المخدرات
قالت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) الأميركية في تحقيق لها إن شركاء متنفذين ومقربين من رئيس النظام السوري بشار الأسد "متورطون في صناعة وترويج مخدر الكبتاغون مما يؤشر على قيام "دولة مخدرات" جديدة في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت الصحيفة -في تحقيق مطول أن "تجارة مخدرات غير قانونية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات يديرها شركاء أقوياء وأقارب للرئيس الأسد، بُنيت على أنقاض 10 سنوات من الحرب في سوريا متجاوزة حجم الصادرات القانونية السورية، ومحولة البلد إلى أحدث دولة تعتمد على التجارة غير الشرعية للمخدرات في العالم". وأكدت أن هذه الصناعة المرتكزة على عقار الكبتاغون المسبب للإدمان والشائع الاستخدام في عدة دول عربية تمتد عملياتها في عموم سوريا، من خلال ورشات للتصنيع ومصانع للتعبئة يتم فيها إخفاء المخدرات وتجهيزها للتصدير وشبكات للتهريب تتكفل بنقلها إلى الأسواق الخارجية".
الأزمة المعيشية في سوريا
تدهورت الأحوال المعيشية للسوريين في كل مناطق السيطرة، وظهرت بشكل أكبر في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث يعجز الملايين عن الحصول على مخصصاتهم من المحروقات والغاز والخدمات، وعلى الرغم من التحسن في أزمة الخبز وطوابير الأفران مقارنة مع عام 2020، إلا أنها ما زالت قائمة حتى الآن.
ولا يتوقف مسؤولو النظام ووزراء حكومته عن التبرير لفشل الخطط والمشاريع وعدم الوفاء بالوعود المتكررة بتحسين الواقع المعيشي والخدمي، وخاصة الكهرباء التي ازداد التقنين بها هذا العام كثيراً ما تسبب بزيادة التكاليف المعيشية للعائلات وتضررت كذلك العملية الصناعية والإنتاجية.
وبعد زيادة الرواتب التي أعلن عنها النظام وإعلان الحد الأدنى للأجور (93 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 25 دولاراً أميركياً)، حصل ما كان متوقعاً، فارتفعت الأسعار مجدداً.
وارتفعت تكاليف المعيشة في سوريا خلال الأشهر القليلة الفائتة، إلى أرقام أصبحت بعيدة جداً عن الأجور ورواتب الموظفين، حيث وصلت كلفة معيشة عائلة مكونة من 5 أشخاص إلى أكثر من مليوني ليرة سورية، بحسب دراسة لصحيفة "قاسيون".
أما في الشمال السوري فما زالت حصص الدعم الدولي للنازحين والمحتاجين أقل بكثير عن المطلوب، وتسبب قرار التعامل بالليرة التركية بأزمة خانقة للسكان بعد تدهور سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار، وارتفاع أسعار كل المواد والبضائع والخدمات.
