كسرت روسيا مجدداً قواعد الاشتباك في شمال غربي سوريا، بقصفها مدينة مارع بريف حلب الشمالي عبر الطيران الحربي، معلنةً بشكل غير مباشر دعمها لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بقصف مناطق النفوذ التركي، واستهداف القواعد والآليات العسكرية التركية، بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الهجمات على قوات بلاده، والتحرشات التي تستهدف أرضها بلغت حداً لا يحتمل.
وأفاد أردوغان خلال مؤتمر صحفي عقب ترؤسه اجتماعاً للحكومة التركية، أمس الاثنين، بأن صبر أنقرة نفد حيال "بؤرة الإرهاب" شمالي سوريا، وأنها عزمت على القضاء على التهديدات القادمة من تلك المنطقة، وهو ما يشي بتطورات عسكرية جديدة ربما يشهدها الشمال السوري، في حال استنفدت تركيا الخيارات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وروسيا الرامية لوقف الهجمات ضد جنودها وأراضيها.
الجنود الأتراك في مرمى الصواريخ والقذائف
بات استهداف القوات التركية شمالي سوريا خبراً اعتيادياً نظراً لتكرره، لكن التصعيد ضد الجيش التركي دخل مرحلة جديدة ومتطورة يوم الخميس الماضي، بعد مقتل جندي تركي من جراء تعرض قاعدة عسكرية في منطقة تويس شرق مدينة مارع للقصف المدفعي من قبل "قسد".
وبعد الهجوم، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إطلاق العمليات فوراً ضد "الإرهابيين" الذين تسببوا بمقتل الجندي، والقضاء على 5 منهم، مضيفاً أن "عدد قتلى الإرهابيين سيزداد في الساعات القادمة، وأن دماء الشهداء الأتراك لن تذهب سدى".
وتؤكد المعطيات أن قسد لم تكن لتقدم على التصعيد غير المسبوق ضد الجيش التركي، دون الحصول على ضوء أخضر ودعم غير محدود من الجانب الروسي، إذ أفادت مصادر عسكرية في الجيش الوطني لموقع تلفزيون سوريا، بأن قسد تسلمت مؤخراً صواريخ متطورة لاستهداف العربات المدرعة، كما أن المواقع التي تنطلق منها الهجمات، تتشارك كل من قوات قسد ونظام الأسد السيطرة عليها.
وتنطلق معظم الهجمات من مواقع قسد في مدينة تل رفعت، حيث أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن صاروخاً موجهاً أطلقته قسد الأحد الماضي تجاه مدرعة تركية في مدينة مارع، ما أدى لمقتل عنصري شرطة المهام الخاصة جهاد شاهين، وفاتح دوغان.
تصعيد بعد مقتل جنديين روسيين
بعد غياب لسنوات، عاد سلاح الجو الروسي ليقصف محيط مدينة مارع شمالي حلب، وكانت أولى الغارات يوم الخميس الماضي، تبع ذلك قصف أطراف المدينة مساء الأمس بصاروخ لم ينفجر، دون وقوع إصابات.
تواصل موقع تلفزيون سوريا مع مصدر عسكري داخل الجيش الوطني السوري لمعرفة أسباب دخول الطيران الروسي على خط المواجهة والتصعيد بين تركيا وقسد، وقصفه محيط مارع مرتين على التوالي.
وقال المصدر - الذي فضل عدم ذكر اسمه - إن التصعيد أخذ شكلاً مختلفاً منذ الخميس الماضي، بعد أن استهدفت قسد قاعدة للجيش التركي في منطقة تويس شرقي مارع، وقتلت جندياً تركياً.
وأشار المصدر إلى أن الجيش التركي رد بشكل مكثف على مواقع عسكرية مشتركة للنظام وقسد في ريف حلب الشمالي، ما أدى لمقتل جنديين روسيين، مضيفاً أن مقتل الجنديين كان نقطة التحول، حيث أقلعت طائرة روسية من قاعدة حميميم وقصفت مقراً عسكرياً للجيش الوطني، دون أن يسفر القصف عن وقوع خسائر.
ومنذ تلك اللحظة، رفعت قسد من وتيرة قصفها على مناطق وجود الجيش التركي، لكن المصدر أفاد بأن القصف ينطلق من نقاط مشتركة للنظام وقسد، ما يعني أنه يتم بأمر من روسيا انتقاماً لمقتل اثنين من جنودها.
ولم تقتصر الهجمات على مناطق الوجود التركي في سوريا، بل امتدت لتطول الأراضي التركية، حيث سقطت ثلاث قذائف صاروخية في منطقة قرقميش في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، في حين نفت قسد مسؤوليتها عن ذلك الاستهداف.
بدوره أعرب الرئيس التركي عن غضبه حيال الهجمات المتكررة على جنود بلاده، حيث قال: "الهجوم الأخير على قواتنا (في منطقة عملية درع الفرات) والتحرشات التي تستهدف أراضينا بلغت حداً لا يحتمل"، مضيفاً "نفد صبرنا تجاه بعض المناطق التي تعد مصدراً للهجمات الإرهابية من سوريا تجاه بلادنا".
وشدد على أنهم "عازمون على القضاء على التهديدات التي مصدرها من هناك (شمال سوريا) إما عبر القوى الفاعلة هناك أو بإمكاناتنا الخاصة"، وأنهم سيقدمون "على الخطوات اللازمة لحل هذه المشكلات في أسرع وقت".
تصريحات أردوغان تنبئ بعملية عسكرية
تحمل تصريحات الرئيس التركي في طياتها تهديداً بشن عملية عسكرية جديدة ضد مواقع انتشار "قسد" في الشمال السوري، لكن الهجوم في حال حدوثه لن يكون بالسهولة المتوقعة، في ظل الدعم الأميركي والروسي المقدم لقسد.
وأفاد الباحث في الشأن السوري، عبد الوهاب عاصي، بأنه لا يُمكن إيقاف هجمات "وحدات حماية الشعب" و"حزب العمال الكردستاني" على القوات التركية شمال حلب إلا بضمان إخراجها من تل رفعت ومنبج بشكل كامل، مؤكداً أن تعويل تركيا على الحلول الدبلوماسية مع روسيا لن يعطي أي نتائج مثلما كان الحال إبان التعاون مع أميركا في ملف منبج.
واستدرك "عاصي" أن تركيا لا يمكنها اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية جديدة في سوريا دون امتلاك غطاء سياسي من روسيا أو الولايات المتحدة، وإن كان جزئياً على غرار عملية نبع السلام، مؤكداً أن هذا الغطاء غير متوفر حالياً، بل إن تجديد الولايات المتحدة دعمها لقسد يقلص حظوظ تركيا لمدة سنة على أقل تقدير.
وفي شهر أيلول الماضي ذكر القيادي في الجبهة السوريّة للتحرير بالجيش الوطني، مصطفى سيجري، أنه "سيتم تحرير مدينة تل رفعت والمناطق المحتلة الأخرى من قبل المنظمات الإرهابية"، وأن الجيش الوطني سيختار "الوقت والمكان المناسبين لاستئناف العمليات العسكرية".
وبحسب المصدر في الجيش الوطني الذي تحدث لموقع تلفزيون سوريا، فإن الخيار الوحيد أمام الجيش الوطني هو التصعيد مقابل التصعيد، ورأى أن التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة يؤكد "أننا مقبلون على معركة عسكرية ضد مناطق محتلة من قبل ميليشيا قسد، وربما تكون تل رفعت وما حولها، أو مناطق أخرى شرق الفرات".
من جانبه أكد المتحدث باسم الجيش الوطني السوري الرائد يوسف حمود أن الهجمات من قبل قسد على الجنود الأتراك، تتناغم مع التصعيد الروسي، وأشار في حديث لموقع تلفزيون سوريا، إلى أن الصاروخ الذي استهدف العربة التركية في مارع الأحد الماضي، من طراز "كورنيت" روسي الصنع.
وعن احتمالية بدء الجيش الوطني عمليات عسكرية ضد قسد في قادم الأيام، قال حمود، إن الأمور في سوريا مفتوحة على كل الاحتمالات، والمعارك في البلاد تنتهِ.
أهداف "قسد" من الهجمات ضد الجيش التركي
يعتقد الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية، محمود علوش، أن تصعيد قسد ضد تركيا في شمال سوريا هو نتيجة طبيعية لرسائل الدعم الأميركية الأخيرة لقسد التي تشعر بأن مواصلة الغطاء الأميركي لها يمنحها قوة في استفزاز تركيا.
وأضاف علوش في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن قسد تحاول استثمار هذا الغطاء من أجل خلق ساحة صراع جديدة بين تركيا وإدارة بايدن، وقطع الطريق على إمكانية أي تفاهم بين الجانبين حول هذه المسألة.
ورأى أن توسيع العمليات العسكرية التركية ضد "وحدات الحماية" خيار مطروح، لكنّه ينطوي على مخاطر إذا تم من دون التفاهم أو استنفاد سبل التفاهم مع اللاعبين الدوليين المؤثرين في هذه المسألة، كروسيا والولايات المتحدة، أو أحدهما على الأقل، موضحاً أن أي تحرك عسكري بمعزل عن هذا التفاهم من شأنه أن يؤجج الخلافات التركية الأميركية على نحو خطير والإضرار كذلك بالتفاهمات التركية الروسية في سوريا، لذلك تُعطي أنقرة أولوية في الوقت الراهن لإمكانية التفاهم مع موسكو وواشنطن بهذا الخصوص.
وبحسب علوش فإن الخطوات الأميركية الأخيرة تجاه قسد لا تُشير إلى أن إدارة بايدن بوارد التخلي عنها، وهذا ما سيدفع تركيا إلى البحث عن إمكانية التفاهم مع روسيا بمعزل عن واشنطن.
وأردف: "رغم الخلافات التركية الروسية في سوريا إلا أن ما يجمعهما هو إخراج الولايات المتحدة من المعادلة السورية وإبعاد الوحدات الكردية عنها، كما أن تجارب التفاهمات العديدة بين تركيا وروسيا في المسألة السورية أثبت قدرة البلدين على التوصل إلى حلول مرضية لهما".
وفي 8 تشرين الأول الجاري، أدخلت الولايات المتحدة نحو 60 آلية عسكرية إلى قواعدها في شمال شرقي سوريا، وشملت التعزيزات الجديدة أسلحة وذخائر، وزعت على القواعد في دير الزور والحسكة، وأكد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا أن هذه التعزيزات التي شملت جنوداً أميركيين ليست أرتال تبديل نوبات للقوات الموجودة في سوريا، وإنما قوات إضافية لتعزيز القواعد في المنطقة، وذلك تزامناً مع تأكيد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" أنها حصلت على ضمانات من واشنطن بعدم الانسحاب من سوريا كما جرى في أفغانستان.
سيناريوهات عملية عسكرية تركية خامسة في سوريا
إذا ما فشلت تركيا بوقف الهجمات على جنودها ومناطق نفوذها في سوريا، عبر الحلول الدبلوماسية والحوار مع روسيا، ستكون مضطرة لبدء عمليتها العسكرية الخامسة في سوريا للحد من هذه الهجمات، وإبعاد قسد عن حدودها.
ومنذ أن تدخل الجيش التركي في سوريا، شن أربع عمليات عسكرية، أولها "درع الفرات" ضد تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي والشرقي عامي 2016 و2017، وعملية "غصن الزيتون" ضد قسد في عفرين عام 2018، وعملية "نبع السلام" ضد قسد شرق الفرات عام 2019، وعملية "درع الربيع" ضد نظام الأسد في إدلب عام 2020.
وأكد الباحث محمود علوش، أن أي تصاعد في وتيرة هجمات قسد على الجيش التركي، سيسرع من اتجاه أنقرة إلى الخيار العسكري، وإذا كانت واشنطن وموسكو جادتين بالفعل في مراعاة مصالح تركيا الأمنية في هذه المسألة، فإن بمقدورهما أن تساهمان بتجنب التصعيد العسكري والضغط على قسد للابتعاد عن الحدود التركية.
وأضاف: "هناك التزامات قدّمتها روسيا لتركيا بخصوص إبعاد خطر وحدات الحماية عن تركيا وعن المنطقتين الآمنتين القائمتين حالياً في شرق الفرات وغربه، لكنها لم تفِ بتلك الالتزامات، ولا زالت الوحدات تهاجم منطقة نبع السلام من عين عيسى، كما أنّها موجودة في منبج وتشن هجمات باستمرار على عفرين انطلاقاً من تل رفعت".
ورجح علوش أن تكون أولوية أنقرة حالياً توسيع المنطقة الآمنة لتشمل المنطقة الممتدة بين جرابلس وتل أبيض من جهة، وبين رأس العين والحدود السورية العراقية بعمق 30 كيلومتراً من جهة أخرى، وإذا لم تُحقق ذلك بالتفاهم مع اللاعبين المؤثرين، فإنها ستتحرك عسكرياً لفرض هذه المنطقة.
العملية التركية مسألة وقت
يرى الباحث في الشؤون التركية الروسية الدكتور باسل الحاج جاسم، أن قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة في سوريا ضد الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني (قسد)، تبقى مسألة وقت.
وتوافق الحاج جاسم مع الباحث محمود علوش، على أن أولوية تركيا حالياً تتمثل بمتابعة التفاهمات الثنائية مع موسكو، سواء شمال شرقي سوريا أو شمال غربها، خاصة أن معظم المناطق على الشريط الحدودي مع تركيا شرق الفرات باتت محكومة بتفاهمات روسية تركية، بعد قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانسحاب من سوريا قبل أكثر من عامين، وقبل أيام من بدء تركيا عملية نبع السلام لمحاربة "الإرهاب" داخل الأراضي السورية.
وقال "الحاج جاسم" في حديث لموقع تلفزيون سوريا: "مثلما تعتبر موسكو أن أنقرة لم تفِ بالتزاماتها في إدلب، ترى أنقرة أن موسكو أيضاً لم تفِ بتعهداتها شرق الفرات، ومناطق أخرى غرب الفرات تحتلها قسد".
وشدد على أن ما يسرّع العملية العسكرية التركية، هو استمرار الهجمات ضد الأراضي التركية من المناطق الخاضعة لسيطرة قسد، والتلويح الروسي بالضغط على تركيا، لتنفيذ التزامات إدلب فقط دون التطرق لالتزامات موسكو شرق الفرات.
وتابع: "الهدف الأول لتركيا في حال قررت شن عملية عسكرية، هو ضرب الإرهاب الانفصالي وقطع الطريق على أي مشاريع عرقية إرهابية تستهدف وحدة أراضي سوريا، وإعادة أبناء المناطق المهجرين منها منذ احتلال الفروع السورية للعمال الكردستاني لتلك البلدات، وجعل المنطقة آمنة لسكانها ولجوارها التركي، وتهيئة الأجواء لحل سياسي شامل".
خمس مدن سورية في بنك الأهداف التركي
لدى الجيش التركي بنك من الأهداف في سوريا، فيما لو قرر بدء هجوم بري جديد ضد قسد، لكن تبقى الأولوية بالنسبة لتركيا، إبعاد قسد من المناطق التي تشكل خطورة كبيرة على قواتها في الوقت الحالي.
المدن المرجح أن تكون ضمن أهداف الجيش التركي:
- تل رفعت: تقع تل رفعت جنوبي مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وتخضع لسيطرة قسد منذ عام 2016، وتنتشر داخل المدينة قوات قسد ونظام الأسد والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية.
وتعتبر المدينة أشبه بغرفة عمليات تدير وتوجه المواقع العسكرية في البلدات والقرى المجاورة لها، ومنها تنطلق معظم الهجمات على مدن عفرين واعزاز ومارع.
وتشكل السيطرة على تل رفعت أهمية كبيرة للجيش التركي، لكون ذلك سيبعد قسد عن الحدود التركية، ويمنع الهجمات على الجيش التركي، فضلاً عن دور العملية بعودة عشرات آلاف المهجرين من تل رفعت إلى مدينتهم.
- منبج: كانت مدينة منبج بريف حلب الشرقي من أبرز الأهداف بالنسبة للجيش التركي في عام 2019، لكن الوجود الأميركي فيها حينذاك حال دون سيطرة تركيا عليها.
وفي حال تمكنت أنقرة من السيطرة على منبج، ستكون على بعد خطوات قليلة من السيطرة على مدينة عين العرب.
- عين العرب: تقع مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، بالقرب من الحدود مع تركيا، وتهدف تركيا للسيطرة على المدينة، من أجل إبعاد قسد عن حدودها، وفي الوقت نفسه، وصل مناطق سيطرة المعارضة السورية غرب الفرات، بمناطق المعارضة شرق الفرات (نبع السلام).
وتعد "عين العرب" معقلاً لكثير من قيادات "قسد" ومسقط رأسهم، ومنها خرج العديد من الشبان إلى جبال قنديل للانضمام إلى "حزب العمال الكردستاني"، وبذلك لها رمزية كبيرة لدى "الحزب" و"قسد" على حد سواء.
- عين عيسى: تقع مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، بمحاذاة الطريق الدولي حلب - الحسكة (M4)، وتكمن أهمية السيطرة على المدينة بالنسبة لأنقرة، بتعزيز حضورها على الطريق الدولي، ومنع الهجمات على منطقة "نبع السلام"، من قبل مواقع قسد في عين عيسى.
- تل تمر: تقع مدينة تل تمر على الطريق الدولي حلب - الحسكة أيضاً، وتتبع إدارياً لمحافظة الحسكة، وفيها عدة مقارّ ونقاط للقوات الروسية، وفيها قواعد لقسد تنطلق منها القذائف الصاروخية نحو منطقة "نبع السلام"، لذلك فإن سيطرة تركيا على المدينة، تعني الحد من الهجمات على مناطق نفوذها شرق الفرات.
وبحكم موقعها الجغرافي فإن تل تمر عقدة مواصلات رئيسية في محافظة الحسكة وبين المحافظة وريف الرقة الشرقي، وفيها بدأ انتشار قوات النظام والقوات الروسية عام 2019 بعد عملية نبع السلام، وفيها أكبر تجمع قروي آشوري على ضفاف نهر الخابور