انسحبت قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة لها، صباح اليوم الخميس، من عدة مواقع في محيط أحياء درعا البلد المُحاصرة، وذلك تنفيذاً لبنود الاتفاق الأخير الذي رعته القوات الروسيّة في المنطقة.
وقالت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ العديد من العناصر والآليات العسكرية التابعة لـ"الفرقة الرابعة" وميليشيات إيران انسحبوا من محيط درعا البلد باتجاه المنطقة الغربية من ضاحية درعا.
وأضافت المصادر أنّ الآليات انسحبت وهي محمّلة بالأدوات الكهربائية والأبواب الخشبية والحديدية من أثاث المنازل والمزارع التي كانت تستخدمها كمقار عسكرية لها، وقد سرقوها خلال انسحابهم.
وذكر "تجمّع أحرار حوران" أنّ المجموعات العسكرية "عفّشت" (سرقت) ممتلكات الأهالي في مناطق "النخلة، الشياح، الخوابي، والقبة" بدرعا البلد، كما اقتلعوا بعض أشجار الزيتون وحوّلوها إلى حطب، إضافة إلى تخريب الجدران وهدم بعضها.
وأضاف "التجمّع" أنّ “جزءاً من التعزيزات التي انسحبت من محيط مدينة درعا توجّهت إلى منطقة الري بين بلدتي اليادودة والمزيريب غربي درعا، والتي تعد ثكنة عسكرية للفرقة الرابعة وميليشيا حزب الله اللبناني".
من جهةٍ أخرى، فتحت قوات النظام مجدّداً حاجز السرايا الذي يصل درعا البلد بمركز المدينة، وبدأت عشرات العائلات من نازحي الأحياء المُحاصرة بالدخول إلى مناطقهم لتفقد منازلهم وممتلكاتهم.
وكانت قوات النظام قد أغلقت حاجز السرايا، أمس الأربعاء، عقب دخول عناصر من "اللواء الثامن" التابعة للفيلق الخامس المرتبط بروسيا، إلى أحياء درعا البلد، بالتزامن مع انسحاب آليات عسكرية وأكثر من 4 دبابات "T52" وحافلات محمّلة بالعناصر من محيط الأحياء.
اقرأ أيضاً.. بحضور ضابط روسي.. أهالي درعا البلد يبدؤون بتطبيق بنود الاتفاق |صور
وعمِل "اللواء الثامن" مع عناصر "الأمن العسكري"، أمس، على تفتيش ما تبقّى من أحياء "طريق السد، والسد الغربي، والحمادين، ومخيم اللاجئين الفلسطينيين، ومخيم نازحي الجولان المحتل" في منطقة درعا البلد.
وتنفيذاً للاتفاق أجرى، خلال اليومين الفائتين، قرابة 560 شخصاً - بينهم عسكريون منشقون ومطلوبون للنظام وأعضاء اللجنة المركزية في درعا - تسويةً مع "النظام" وسلّموا أكثر من 150 قطعة شملت السلاح الفردي والقواذف، إضافةً إلى رشاش "دوشكا" وصواريخ محمولة على الكتف وغيرها.
ومن المقرّر أن يبدأ، اليوم الخميس، تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق وتشمل نشر 9 نقاط عسكرية في مناطق "المسلخ، ومسجد بلال، ومدرسة القنيطرة، والحرش، ومبنى الشبيبة، ومبنى البريد" في درعا البلد، إضافة إلى إجراء قوات النظام حملة تفتيش على عدد من المناطق للبحث عن أسلحة.
وكانت اللجنة المركزية في درعا البلد و"لجنة النظام الأمنية" قد توصّلتا برعاية روسيا، يوم الإثنين الفائت، إلى اتفاق يقضي بتسليم السلاح المتوسط والخفيف، وإجراء "تسوية" للمطلوبين لدى "النظام"، ونشر 9 نقاط تفتيش في المنطقة، بعدها تنسحب قوات النظام والميليشيات المساندة لها من الأحياء وتفك الحصار عنها.
يشار إلى أنّ أحياء درعا البلد شهدت، منذ الـ 25 من شهر حزيران الماضي، حصاراً خانقاً فرضه نظام الأسد وميليشيات إيران في ظل تصعيد عسكري متواصل، تخلّله جولات مكوكية من المفاوضات -برعاية روسيّة- إلّا أنّ "النظام" عمِل على إفشالها كلّها، انتقاماً من رفض المنطقة الاعتراف بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي تسلّم خلالها رئيس النظام "بشار الأسد" ولاية رئاسية جديدة.