بلغت الأسعار في أسواق طرطوس أرقاماً قياسية جديدة بتجاوز سعر كيلو الفروج حاجز 11 ألف ليرة سوريّة، ووصول سعر كيلو السكّر إلى 5300 ليرة.
كذلك تجاوز سعر كليو الرز الـ5 آلاف ليرة، وتراوحت أسعار المنظفات بين 500 إلى 1500 ليرة، أما البيضة الواحدة فليست أقل من 650 ليرة، والإجراء الوحيد الذي اتخذه النظام هو قطع "الوعود" على نفسه.
وادّعى أصحاب المحال إن هامش ربحهم لم يتغير، إنما تغيرت تسعيرات المواد لدى تاجر الجملة، ما أجبرهم على رفع الأسعار، في حين نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، اليوم الإثنين، عن أحد الباعة قوله: إنّ بعض الأسعار التي يتحدث عنها التموين غير موجودة في السوق.
وأوضح البائع أنه اشترى كيلو السكر بالجملة بسعر 4950 ليرة، الأسبوع الفائت، وبالتالي لن يبيعه بأقل من 5200 ليرة، أما التسعيرة التي حدّدتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بـ3900 ليرة فلا وجود لها في السوق.
خسارات وإغلاق للمداجن بالجملة
ونقلت الصحيفة عن التجار، استغرابهم من ارتفاع الأسعار فجأة ومن دون سابق إنذار، وادعى أحدهم أنه ومع وصول سعر الفروج إلى 5700 ليرة، خسر التجار وأغلقت كثير من المداجن، ومن بين كل 100 مدجنة اليوم تعمل 10 مداجن فقط.
وقال أحد الباعة، إن تاجر الجملة يبيع كيلو الفروج بـ10 آلاف و500 ليرة، علماً أن تسعيرة التموين تفرض على المحالّ بيعه بـ8000 ليرة، فضلاً عن أن الكميات التي يوزعها التجار على المحالّ قليلة ولا تغطي حاجتها.
وأشار آخرون، إلى حدوث ارتفاع مفاجئ في أسعار الرز، الأسبوع الماضي، لتتراوح اليوم بين 5 إلى 8 آلاف ليرة سورية، بحسب النوعية.
استغراب واستنكار ووعود.. إجراءات النظام
ردود فعل المسؤولين في مؤسسات النظام تراوحت بين التبرير والاستغراب والاستنكار، وصولاً إلى إطلاق تصريحات أشبه بالوعود، من دون أي إجراء فعلي.
وبرّر مدير المؤسسة السورية للتجارة في طرطوس محمود صقر، عدم توافر الفروج في صالات المؤسسة لانعدام وجود البرادات فيها، بسبب التقنين الكهربائي الطويل.
ووعد بتوفر السكر الحر في صالات المحافظة، خلال يومين، وذلك بتسعيرة "متوقعة" 3900 ليرة للكيلو، أما السكر المدعوم فالمؤسسة بانتظار الدورة الجديدة وليس لديها بعد أي معلومة بهذا الخصوص.
وادعى مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس بشار شدود، أن تسعيرة الفروج جرى تعديلها ليصبح الكيلو بـ9500 ليرة، والفروج المنظف بـ12 ألف و800 ليرة، مؤكداً أن خلاف ذلك "غير مقبول"، ويتم تنظيم الضبوط بالمخالفين.
وأبدى شدود، استغرابه من التجار الذين يشترون كيلو السكر بـ4950 ليرة، عوض الانتظار لأيام ريثما تتوافر المادة بـ3900 ليرة، موضحاً أن أي زيادة عن سعر الوزارة تعدّ مخالفة.
قطاع الدواجن في سوريا
وتسبب الارتفاع الكبير لتكاليف الإنتاج في قطاع الدواجن بمناطق سيطرة النظام السوري إلى إعلان أعداد كبيرة من المربين إفلاسهم وخروجهم من دائرة الإنتاج.
واستغنى كثير من السوريين في مناطق سيطرة النظام عن شراء اللحم الأحمر، وأخيراً الفروج والبيض نتيجة ارتفاع أسعارها، وازداد الأمر سوءاً مع رفع الدعم عن آلاف العائلات وارتفاع سعر المازوت والخبز إلى أكثر من الضعف، في ظل انهيار الليرة السورية وتلاشي قيمتها الشرائية مع تدني الرواتب في القطاعين العام والخاص.