ملخص:
- طالبات الجامعة في سوريا يلجأن لمهنة العناية بالأظافر لتغطية نفقاتهن الدراسية والشخصية.
- بعض الطالبات يتعلمن المهنة من أقاربهن أو يخضعن لدورات تدريبية مكلفة.
- الأزمة الاقتصادية تدفع الخريجين للعمل في مهن لا تتوافق مع تخصصاتهم الأكاديمية.
- تزايد الإحباط بين الشباب بسبب صعوبة استثمار تعليمهم، مما يؤدي إلى هجرة داخلية وخارجية بحثاً عن فرص أفضل.
بدأت كثير من طالبات الجامعة في سوريا بالاعتماد على مهنة العناية بالأظافر كمصدر دخل لتغطية نفقاتهن الدراسية والشخصية، لا سيما أن الطلب على هذه الخدمة في ازدياد بين السيدات.
وتقول الشابة "ميس"، وهي خريجة جامعية، إنها اتجهت لهذا المجال بعد تخرجها إثر فشلها في العثور على عمل يتناسب مع تخصصها في الأدب العربي.
لممارسة هذه المهنة، التحقت "ميس" بدورة تدريبية لمدة 6 أشهر بكلفة مليوني ليرة في أحد مراكز التجميل، وبدأت العمل من منزلها بعد إكمال الدورة، وفقاً لما ذكره موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري.
أما "لمى"، فهي طالبة جامعية تعلمت هذه المهنة من قريبتها التي تملك صالون تجميل، حيث كانت تتدرب يومياً بعد الجامعة وخلال العطل الرسمية لتحقيق دخل يدعم متطلباتها الدراسية والشخصية.
أجور تتجاوز راتب الموظف في سوريا
تختلف أسعار خدمات الجل حسب المنطقة والجودة، حيث تبدأ من 200 ألف وتزيد في "المناطق الراقية"، بينما تتراوح بين 75 ألفاً و100 ألف ليرة في المناطق الشعبية، بحسب اختصاصية التجميل "روان"، التي أشارت إلى أن ارتفاع الأسعار يعود إلى غلاء المواد المطلوبة للعمل والتي غالباً ما تكون مستوردة من دول كالصين وروسيا وهولندا.
وبيّنت "ميس" أنها تحقق نحو مليون ليرة شهرياً إذا خدمت عشر فتيات خلال الشهر، مبررة لجوءها إلى هذه المهنة بالصعوبات الاقتصادية التي تدفعها للبحث عن دخل إضافي لتلبية احتياجاتها الشخصية.
في المقابل، تعتبر الكوافيرة "رهف" أن جل الأظافر يُفضّل على الأظافر الصناعية لدوامه الطويل وإمكانية تغيير اللون بسهولة، محذرة في الوقت نفسه من أضرار الأشعة فوق البنفسجية المستخدمة في العملية، التي قد تؤدي إلى تلف الجلد وزيادة فرص حدوث سرطان الجلد.
وتشمل تقنية جل الأظافر وضع ثلاث طبقات من الطلاء وتعريضها للأشعة فوق البنفسجية لتجفيف كل طبقة، بحسب "إيناس"، صاحبة صالون تجميل بدمشق.
التخصصات الجامعية تتحطم على صخرة الواقع الاقتصادي في سوريا
في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها سوريا، بات الشباب والشابات يواجهون تحديات جمّة في سوق العمل، خاصة الخريجين الجامعيين الذين يجدون أنفسهم مضطرين للعمل في مهن لا تتوافق مع تخصصاتهم الأكاديمية.
الرواتب المتدنية التي تقدمها الوظائف التقليدية لا تكفي لمواكبة الارتفاع المستمر في الأسعار، مما يدفع هؤلاء الشباب إلى البحث عن بدائل توفر دخلاً أفضل، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن مجالات دراستهم.
وتُظهر الإحصائيات والدراسات المحلية أن نسبة كبيرة من الخريجين الجامعيين يعملون في وظائف تعتمد على العمل اليدوي أو الخدمات، مثل المقاهي أو التجارة، حيث يوفر العمل في هذه القطاعات دخلاً يومياً يساعد على تلبية الاحتياجات الأساسية.
ويعكس هذا الواقع حجم الفجوة بين التعليم الجامعي وفرص العمل المتاحة، ويشير إلى عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
من ناحية أخرى، يشعر العديد من الشباب بالإحباط واليأس بسبب عدم قدرتهم على استثمار تعليمهم العالي في بناء مستقبل مهني مستقر، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية ويزيد من شعورهم بالغبن والظلم، خاصة عندما يجدون أنفسهم يعملون لساعات طويلة في مهن شاقة تفتقر إلى الأمان الوظيفي أو التقدير المهني.
إضافة إلى ذلك، يساهم هذا الوضع في تفاقم الهجرة الداخلية والخارجية بين الشباب، حيث يسعى الكثيرون للهجرة بحثاً عن فرص عمل أفضل في الخارج أو في مدن سورية أخرى توفر فرصاً اقتصادية أكبر.