البث المباشر
ملخص
- "لجنة التفتيش الحزبي" التابعة لحزب "البعث" تقوم بمراجعة شاملة وتدقيق في سجلات القيادة المركزية للحزب، بعد اكتشاف فساد مالي واختلاسات بمليارات الليرات.
- التحقيقات تشمل أملاك الحزب من عقارات ومركبات، والصرفيات المالية، واستثمارات الحزب مثل جامعة الشام الخاصة.
- أوصت اللجنة بإخلاء مساكن تم إشغالها من قبل غير مستحقين، وإعادة عشرات السيارات الموزعة على أشخاص خارج الجهاز الحزبي.
- تم القبض على مديري نافذين في الحزب، بما في ذلك مدير المكتب المالي والمكتب الفني ومدير الشؤون القانونية.
أفادت وسائل إعلام محلية مقربة من النظام السوري أن "لجنة التفتيش الحزبي" التابعة لحزب "البعث" تقوم بعملية مراجعة شاملة وتدقيق في سجلات القيادة المركزية للحزب، بعد تحقيقات كشفت فساداً مالياً واختلاسات بمليارات الليرات، متورط فيها قياديون نافذون.
ونقل موقع "الجمل" المحلي عن مصادر في القيادة المركزية لحزب "البعث" قولها إن عملية التفتيش تأتي "ضمن الخطة الاستراتيجية لمكافحة الفساد داخل الهيكل السياسي التنظيمي الرئيسي للدولة التي وجه بها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلال اجتماعه الأخير مع قيادة اللجنة المركزية السابقة للحزب، ومن ثم حث القيادة الحالية على الاستمرار بها".
وذكرت المصادر أن "عملية التدقيق، ومن ثم التحقيقات الرسمية، أملاك الحزب من عقارات ومركبات، ثم الصرفيات المالية، وبعض استثمارات الحزب كجامعة الشام الخاصة".
توزيع مساكن وسيارات بتوجيهات شفهية وبموجب علاقات نفعية
ووفق المصادر، أوصت لجنة التفتيش الحزبي بمعالجة الخلل الإداري الحاصل في توزيع المساكن، مشيرة إلى أنه تم إخلاء العشرات من القاطنين فيها، بعد أن تم إشغالها من قبل أشخاص غير مستحقين "بموجب توجيهات شفهية من قبل القيادة السابقة للحزب، بموجب علاقات شخصية ونفعية وبعيدة عن المعايير المهنية التي تحقق العدالة".
كما أوصت اللجنة بإعادة عشرات السيارات التي كانت موزعة على أشخاص، بعضهم من خارج الجهاز الحزبي، "كبدت موازنة الدولة خلال السنوات الفائتة خسارات مالية كبيرة دون حسيب أو رقيب".
مديرون نافذون وقيادات داخل الحزب وخارجه
وأكدت مصادر مطلعة على سير التحقيقات، التي بدأت الشهر الماضي، أن التحقيقات كانت "مشتركة بين التفتيش الحزبي ووزارة الداخلية"، مضيفة أنه تم القبض على مديرين نافذين في قيادة حزب "البعث"، منهم مدير المكتب المالي والمكتب الفني ومدير الشؤون القانونية.
وأشارت إلى أن التحقيقات وصلت إلى اعترافات طالت نافذين في قيادة الحزب وخارجه، مكّنت الجهات التي تقوم بالتحقيق من كشف فساد مالي وهدر للمال العام يقدر بعشرات المليارات".
وزعمت المصادر أنه "تم استرجاع مئات آلاف الدولارات فور مباشرة التحقيقات، فيما يتم إحصاء وتدقيق الكثير من حلقات الفساد وأماكن توطينه حتى اللحظة، وقد توزع بين أموال الحزب وصفقات خارج العمل الحزبي تمت بناء على سلطة نافذي الحزب".
فساد "ملياري" في جامعة "الشام الخاصة"
من جانب آخر، ذكر موقع "الجمل" أنه "تمت المباشرة بتحقيقات في الصرفيات المالية لجامعة الشام الخاصة، لتطول مديرين هامين في الجامعة، وكذلك رؤساء الجامعة الحالي والسابق، وحلقات الترابط بين الجامعة وقيادة الحزب".
وقال الموقع إنه "تبين وجود فساد ملياري في مشتريات الجامعة، منها آليات النقل وكراسي عيادات طب الأسنان، التي بلغت فواتيرها ملايين الدولارات، وكذلك اكتشاف ودائع شخصية ضمن المصارف لكتل كبيرة من الأموال التابعة للجامعة للاستفادة من فوائد الأموال المودعة".
وأكدت مصادر الموقع أن "التحقيقات لا تزال مستمرة، وأوصت بالحجز على أموال بعض المشتبه بهم ومنع سفر آخرين بعد أن تم توقيف المتورطين الرئيسيين، فيما تقود التحقيقات التي لا تزال في طور السرية، كونها لم تنته بعد إلى بعض المتورطين النافذين جداً".
سوريا الأكثر فساداً في العالم
يشار إلى أن سوريا احتلت المرتبة الأولى في قائمة مؤشر الفساد العالمي لعام 2023، وفقاً لتصنيف "منظمة غلوبال ريسك"، والذي يرصد حالتي الشفافية والفساد، في 196 دولة حول العالم.
وأشار تقرير سابق لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز العمليات الانتقالية الدستورية نهاية عام 2022، إلى أن الإحباط المتنامي بسبب الفساد في سوريا كان أحد الأسباب الكامنة وراء الثورة السورية عام 2011.
وذكر التقرير الأممي أن بشار الأسد، وعلى غرار أبيه حافظ الأسد، قام بشراء الولاء عبر منظومة محكمة من المحسوبية العائلية وجماعات المصالح، يضاف إليها اليوم أمراء الميليشيات "الأثرياء الجدد".
