البث المباشر
شهدَ مشروع عقدة المواساة في العاصمة دمشق، تغييراً للمهندسين المشرفين عليه ثلاث مرّات بحجة السرقات التي حدثت فيه، فضلاً عن زيادة الكلفة الإجمالية للمشروع آخر ستة أشهر من 26 مليار ليرة إلى 70 مليار ليرة سوريّة، أي ما نسبته 270 في المئة.
وأفادت مصادر من المشروع (فنيون ومهندسون) لـ موقع تلفزيون سوريا، بأنّ هؤلاء المهندسين هم فاسدون صغار تمكّنت عبرهم شركة "الإنشاءات العسكرية" (فرع دمشق) التابعة للنظام السوري، من رفع كلفة المشروع من 26 مليار ليرة عند البدء به إلى أكثر من 70 مليار ليرة لحين نهايته.
في التفاصيل، أوضحت المصادر لـ موقع تلفزيون سوريا أنّه "خلال العمل على المشروع حجزت شركة الإنشاءات العسكرية أغلب مواد المشروع من حديد وإسمنت ومحروقات وآليات وغيرها، عدا العمال والمشرفين والمهندسين مع حساب كل التكاليف المادية والتي قدرتها بنحو 26 مليار ليرة سورية".
وأضافت أنّ "الشركة عملت على إنجاز أكثر من 70% من المشروع خلال ستة أشهر فقط، ثم بدأت تماطل في تنفيذ الـ30% المتبقية بذريعة عدم توفر الاعتمادات المالية من جرّاء سرقة المواد والتضخم الاقتصادي، وانهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي".
- اقرأ أيضاً.. خطط لإحياء مشاريع سياحية متوقفة منذ 10 سنوات في دمشق
وبحسب المصادر، شهدت مراحل تنفيذ المشروع سرقات لمواد ونقص في أخرى، وهو ما أدّى إلى عزل 3 مهندسين كانوا مشرفين على المشروع خلال أوّل ستة أشهر من تنفيذه.
وبهدف تأمين تمويل إضافي للمشروع استغلت شركة "الإنشاءات العسكرية" قصة السرقات وتبدّل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، وعمِلت بالاتفاق مع "محافظة دمشق" على تعديل بنود العقد ورفعت سقف التمويل على دفعتين كل دفعة 22 مليار ليرة حتى وصل إلى 70 مليار ليرة.
وأوضحت أنّ "الإنشاءات العسكرية ادّعت أنه خلال العمل في المشروع ظهرت الحاجة إلى تحديث وتطوير بعض الشبكات والبنى التحتية داخل الأنفاق، التي لم تكن مدرجة على جدول أعمال المشروع وهو ما يستدعي تمويلها".
وهذا الادّعاء يكذّبه كلام مدير الدراسات الفنية في "محافظة دمشق" المهندس معمر الدكاك، حين البدء بالتنفيذ في شهر أيار الفائت عام 2023، إذ أكّد أن هذه الأعمال كانت مُدرجة ضمن المشروع، وقال حينذاك في تصريح لوكالة أنباء النظام "سانا"، إنّ "المشروع يتضمن تنفيذ أعمال صناعية، منها عبّارات لمجرى نهر بردى والقنوات وبانياس".
وكانت "محافظة دمشق" قد بدأت بتنفيذ مشروع عقدة المواساة، في أيار 2023، على أن ينتهي المشروع في نهاية العام ذاته، وهو ما لم يتحقق، إذ أنجزت المحافظة 70% من المشروع حتى تاريخ تشرين الأوّل 2023، وتابعت في الـ30% المتبقية بعد إضافة 44 ملياراً كتمويل خلال الأشهر الستّة اللاحقة، على أن تفتتح المشروع بعد أسبوع.
ويمتد مشروع المواساة من عقدة الربوة حتى عقدة 17 من نيسان بطول 525 متراً ومقطعين مغلقين، الأوّل أسفل تقاطع مشفى الأطفال بإجمالي طول 100 متر، الثاني أسفل ساحة المواساة بإجمالي طول 90 متراً، وحارتين مروريتين في كل اتجاه داخل النفق وثلاث حارات مرورية في أعلاه بكل اتجاه.
