icon
التغطية الحية

السوريون في مدينة الغردقة المصرية.. مشروعات متنوعة ونجاح ملحوظ واندماج منذ سنوات

2024.09.12 | 06:26 دمشق

مطاعم ومحلات سورية في مدينة الغردقة المصرية السياحية، أيلول/سبتمبر 2024 (تلفزيون سوريا)
مطاعم ومحال سورية في مدينة الغردقة المصرية السياحية، أيلول/سبتمبر 2024 (تلفزيون سوريا)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • يعيش نحو 300 عائلة سورية في الغردقة، حيث نجح السوريون في الاندماج بفضل الأمان وغياب المضايقات.
  • السوريون برعوا في مشروعات متنوعة، منها افتتاح المطاعم والحلاقة والمقاولات، حيث أسهم المصريون في دعمهم ونجاحهم.
  • يشكل المطبخ السوري جزءاً مميزاً في الغردقة، ويجذب العديد من السياح الأجانب والمصريين.
  • المصريون في الغردقة يتقبلون السوريين بشكل إيجابي، ويعتبرونهم جزءاً من النسيج الاجتماعي والثقافي للمدينة.

تعيش نحو 300 عائلة سورية في مدينة الغردقة إحدى أبرز الوجهات السياحية في مصر على سواحل البحر، وتنوعت المشروعات التي برز من خلالها السوريون ومنها افتتاح المطاعم.

وفي جولة بأحد أشهر الشوارع في الغردقة "الشيراتون" تجد المطاعم السورية ومحال الحلويات، ومتاجر الأجبان والألبان، وكل ما يحتاجه السوريون هناك، بالإضافة إلى محال لبيع الملابس.

تعد الغردقة من أهم مقاصد السياحة في مصر، مما جعلها وجهة لعدد من السوريين الذين نجحوا في الاندماج فيها لأكثر من عقد، وكانوا يبحثون عن حياة بعيدة عن صخب المدن الكبيرة مثل القاهرة والإسكندرية.

ويعود سبب اندماج السوريين إلى المعاملة الحسنة والخالية من المضايقات على المستوى الشعبي والحكومي مقارنة بالدول التي لجأ إليها السوريون.

الأمان والقدرة على التأقلم من أبرز أسباب الاندماج

يعود سبب الإندماج بين السوريين والمصريين وباقي الجنسيات التي تقيم في الغردقة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 215 ألف نسمة فقط، هو التنوع السكاني الموجود في المدينة من سنوات طويلة.

يعيش في الغردقة مصريون من محافظات مختلفة، بالإضافة إلى أجانب قرروا الاستقرار فيها بسبب هدوئها وبعدها عن زحام المدن، والسوريون كانوا جزءا من هذا الخليط السكاني.

أحمد حسين، سوري مقيم في الغردقة يقول لموقع "تلفزيون سوريا"، جميع السوريين في المدينة يعرفون بعضهم البعض، ويشعرون بالانتماء للمكان.

ويضيف أحمد، عشت في القاهرة لمدة سنة واحدة، لم أستطع تحمل الضوضاء، وفضلت الحياة في الغردقة كونها هادئة وآمنة وسكانها ودودون جداً.

بحسب أحمد، يعود سبب الراحة في المدينة إلى أن أغلب سكانها غرباء يحاولون التأقلم ومساندة بعضهم على الاندماج.

وتعتبر مدينة الغردقة من أكثر المدن أمانا في مصر، وذلك يعود لكونها مدينة سياحية، وهو ماجعلها مقصدا لفئة من السوريين.

طارق علي (37 عاما) سوري يقول، المدينة آمنة، ولا نسمع عن أي أعمال عنف أو سرقات أو غيرها، وعندما يذهب أطفالي إلى المدرسة أو غيرها أشعر بالاطمئنان عليهم.

يوجد في الغردقة مدارس حكومية يمكن للسوريين الدراسة بها إن كانوا يحملون بطاقة لجوء، بالإضافة إلى مدارس خاصة مصرية، وهو ما عزز الاندماج بين الأطفال.

ويشكل العيش في المدن السياحية فرصة لتعلم لغات والاطلاع على ثقافات مختلفة نظراً لأنها مقصد سياحي يأتيها الزوار من كل أنحاء العالم.

المطبخ السوري في الغردقة

تتنوع المشروعات التي يعمل بها السوريون في الغردقة، وبرز اسمهم في بعض المجالات كون المدينة صغيرة، مثل افتتاح المطاعم التي أضافت نوعا آخر من المأكولات.

محمود صبحي، سوري وصاحب مطعم في مدينة الغردقة يقول، أبرز زبائني من السائحين الأجانب، والمصريين، ويعتبر المطبخ السوري من المطابخ المفضلة لهم من بين أنواع متعددة منها الصيني والهندي والمطاعم الأميركية الشهيرة.

مشروعات ناجحة ومتنوعة

لم يقتصر نجاح السوريين في الغردقة على الأكل، بل برعوا في مجالات أخرى مثل الحلاقة، والمقاولات وغيرها.

أنس الحموري (34 عاما) سوري من ريف دمشق، يقيم في الغردقة منذ 13 عاما، وصاحب شركة لتصنيع الأسقف المعلقة والمقاولات، يقول لموقع "تلفزيون سوريا"  في البداية كنت أعمل عند أحد المصريين، وهو من عرفني على عدد من الزبائن وساعدني في الانطلاق،

يعمل أنس الآن  في مجال الأسقف المعلقة، وتوسع عمله ليشمل بناء وتجهيز الفيلات والقرى والفنادق السياحية في الغردقة، ومؤخرا في القاهرة.

يضيف أنس (السوري) كما يطلق عليه سكان المدينة، أن لليد العاملة المصرية دوراً كبيراً بنجاح مشروعه ويعمل معه مئات المصريين والسوريين، بالإضافة إلى أن المصريين هم من ساعدوا اسمه على الانتشار.

يعزو أنس سبب اندماج السوريين إلى طيبة المصريين المحيطين بهم ويقول، لا يمكنني أن أشرح كل المواقف الإيجابية التي قدموها لي منذ بداية وصولي إلى مصر حتى هذه اللحظة، كانوا أهلاً لنا في غربتنا ولم يشعرونا ولا للحظة بأننا نقاسهم رزقهم.

سوريون في الأسواق الكبيرة

وفي أحد أشهر الأسواق الكبيرة (المولات) في الغردقة، فتح محمد، سوري من دمشق، صالوناً للحلاقة (الرجالية والنسائية معا) منذ عشر سنوات، ويعتبر أغلب زبائنه من الأجانب والمصريين.

أتقن محمد وصديقه تسريحة (الرستا) المفضلة عند الأجانب واشتهر بها بنطاق الغردقة، وأصبحوا يحجزون الموعد قبل أن يأتوا إلى مصر عن طريق الإنترنت.

يقول محمد، أغلب زبائني من الروس والألبان والصربيين وغيرهم من السائحين الأجانب، حيث يقوم بالحجز مسبقا بسبب الضغط الكبير في موسم الصيف.

يضيف محمد، تعلمت تسريحة (الرستا) من المصريين، وهي عبارة عن جدائل صغيرة يتم إدخال أشرطة ملونة داخلها، وتعود أصولها إلى القارة الإفريقية، وتجذب الأجانب بشكل عام ويحبون الحصول عليها خلال إجازتهم مما جعل اسمي مرتبطاً بها في المدينة.

وجهة نظر المصريين

لا تختلف وجهة نظر المصريين في الغردقة عن مصر بشكل عام، حيث يتشارك المصريون حب ودعم السوريين منذ أكثر من عشر سنوات.

ولكن يوجد في الغردقة ميزة مختلفة، وهي التعود على وجود أجانب في المدينة، مما سهل عليهم تقبل السوريين وثقافتهم.

كريم سامي، شاب ثلاثيني مصري يعمل في محل بن سوري في الغردقة يقول، لا يوجد تفرقة بين المصري والسوري، هم أقرب لنا من الأجانب كوننا نتشارك اللغة والثقافة، خلال عشرتي معهم تعلمت منهم تفاصيل مختلفة لنجاح العمل.

بدوره سيد جاد الله، سبعيني مصري يقول، جاري سوري، في المناسبات نقوم بمعايدة بعضنا، وعند وفاة زوجتي كان هو وأسرته بمثابة أهل، لم يتركوني وحيدا وكانت زوجته تطهو لي الطعام وأولاده يعتنون بي.