ملخص:
- استمرار الشعب المصري في دعم السوريين المقيمين في مصر رغم حملات التحريض الإلكتروني ضدهم.
- لم يلاحظ السوريون أي تغيير سلبي من المصريين في معاملتهم أو في معدلات الشراء من منتجاتهم.
- الإقبال على المحال والمطاعم السورية في مصر لم يتأثر، بل زاد في بعض الأحيان كرد فعل ضد حملات التحريض.
- المصريون يرفضون حملات التحريض ويعبرون عن تضامنهم مع السوريين، ويعتبرونهم جزءًا من المجتمع المصري.
- الحكومة المصرية ترفض أي حملات تحريضية أو عنصرية ضد اللاجئين، وتؤكد أنهم ضيوف في مصر.
بعد مرور أكثر من عام على حملات التحريض الإلكتروني ضد السوريين المقيمين في مصر، التي طالبت بمقاطعة محالهم التجارية ومنتجاتهم، ما يزال الشعب المصري هو الداعم الأكبر لأي مشروع سوري جديد، وما تزال "أم الدنيا" تمنح الطمأنينة للموجودين على أراضيها.
يطلق معظم السوريين والمصريين على أصحاب هذه الحملات "الذباب الإلكتروني"، لأنها لا تعبر عن الشعب المصري الودود الذي احتضن اللاجئين منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، ورحب بالمنتجات السورية ومشاريعهم الصغيرة والكبيرة.
لم يلاحظ أصحاب المشاريع السورية أي تغيير ملحوظ من قبل المصريين، سواء بإساءات لفظية أو عنصرية، أو حتى تراجع في معدلات الشراء من منتجاتهم المختلفة، سواء كانت مطاعم أو غيرها.
يعيش في مصر نحو مليون ونصف المليون سوري، مسجل منهم 150 ألفًا فقط في المفوضية العليا للاجئين، بينما يعتبر الباقي "مقيمين" اندمجوا داخل المجتمع المصري.
الإقبال على المحال السورية "لم يتوقف"
لم يتوقف الإقبال على المطاعم والمحال السورية على الرغم من الحملات المطالبة بمقاطعة منتجات اللاجئين، بل على العكس، كان هناك رد فعل من كثيرين بالتصدي لها عن طريق الشراء بشكل أكبر ودعم مشاريعهم.
ماجد الأحمد (43 عامًا)، سوري وصاحب محل أجبان وألبان، يقول: "في البداية شعرنا بالقلق من أن نتعرض للعنف أو للعنصرية بعد انطلاق بعض الحملات المحرضة ضدنا على 'فيسبوك'، ولكن على العكس، تزايدت أعداد الزبائن الذين لا ينفكون يذكرون لنا أننا إخوة يجمعنا تاريخ مشترك".
بالنسبة للمطاعم السورية، ما تزال تشهد ازدحامًا كبيرًا وإقبالًا من المصريين، وتنتشر في جميع المدن والأحياء في البلاد.
حسن يسري (32 عامًا)، مصري، يقول في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا": "السوريون شعب نشيط ويحبون العمل، ومأكولاتهم لها نكهة مميزة. لا يمكن لبعض المنشورات أن تجعلنا نقاطع محلاتهم".
بدوره، سامي جبر (40 عامًا)، سوري وصاحب مطعم في مدينة "ستة أكتوبر" التابعة للعاصمة القاهرة، يقول: "لم نتعرض لأي مواقف عنصرية في مصر ولم نسمع عنها سوى على مواقع التواصل الاجتماعي"، مشيرًا إلى أن زبائنه المصريين أكثر من السوريين.
القبول الشعبي للسوريين
سيد المصطفى، مصري وسائق سيارة أجرة، يحاول شرح العلاقة الوطيدة بين المصريين والسوريين بكلماته البسيطة ولهجته المصرية، ويقول في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا" عن مطلقي حملات التحريض: "دول مستحيل يكونوا مصريين، إحنا بنحبكوا وانتو أخواتنا وأولادنا، حاربنا مع بعض وهنفضل دايمًا سند لبعض".
وعلى غرار سيد، هناك ملايين من المصريين المتعاطفين، الذين لا يزالون يقابلون السوري بابتسامة وبعبارة "أحسن ناس" في كل مرة يتم فيها ذكر الجنسية السورية أمامهم.
ويعبر كثير من المصريين عن استيائهم من هذه الحملات المحرضة على اللاجئين عبر منشورات على مواقع التواصل، يحاولون من خلالها دعم منتجات السوريين وذكر صفاتهم الإيجابية.
كتب المحامي المصري عصام حامد على صفحته على فيسبوك: "السوريون منا ونحن منهم. مضى ما يزيد عن عقد تشاركنا معكم الحياة بحلوها ومرها فكنا معكم قلبًا لقلب وكتفًا لكتف".
قاسم عبد الله، سوري، يقول: "في كل مرة أشعر فيها بالخوف من العنصرية، أتعرض لمواقف من مصريين أطمئن فيها وأمتن لوجودي داخل بلد طيب كمصر. فالبارحة كنت مع سائق سيارة 'أوبر' ورفض بشكل قاطع أن أدفع عندما علم أني سوري، وقال بالحرف: 'دي أقل حاجة نقدمها لأخواتنا".
الحكومة ترفض الحملات التحريضية
ترفض الحكومة المصرية أي حملات تحريضية أو عنصرية ضد اللاجئين، ومن ضمنهم السوريون، وتؤكد دائمًا أنهم ضيوف في بلادهم.
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحفي في مدينة العلمين في 24 تموز/يوليو الماضي: "السوريون ضيوف مصر وسيبقون، وأن جزءًا من مكانة مصر التاريخية هي أنها كانت وما تزال المقصد والملجأ للجميع".
كما أشاد مدبولي بمساهمة اللاجئين في التنمية الاقتصادية في البلاد، وأن العديد منهم ضخوا أموالًا داخل السوق المصرية وأنشأوا مشروعات استثمارية، وكان لهم مساهمة في نمو الاقتصاد، بالإضافة إلى تأمين فرص عمل للمصريين.
بدوره، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في تصريح تداولته وسائل الإعلام المصرية منتصف تموز/يوليو الماضي: "الإخوة العرب هم ضيوف مصر وأشقاء، النزاعات هي التي دفعتهم للجوء إلى مصر، ولذلك أرفض أي عنصرية ضد أشقائنا السودانيين أو غيرهم من الجنسيات، ومن يتجاوز يُطبق عليه القانون".
كما أكد وزير الخارجية أن مصر ترفض أي حملات للتحريض على الترحيل الجماعي للاجئين.