icon
التغطية الحية

شح في البضائع المستوردة وانهيار متسارع لليرة السوريّة.. ما علاقة رئيس إيران؟

2023.05.04 | 12:37 دمشق

الرئيس الإيراني
شح في البضائع المستوردة بالأسواق السوريّة
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

شهدت الأسواق في مناطق سيطرة النظام السوري اختفاء شبه كامل لـ معظم أنواع الدخان الأجنبي المستورد والمهرّب عبر لبنان، وسط شحٍ كبير في البضائع المستوردة بشكل عام وارتفاع أسعار الموجود منها، حيث أكّد بائعون أنّ التجّار أخفوا بضائعهم مع الانهيار المتسارع لليرة السورية، ما أدّى إلى قلة المعروض.

وفي جولة لـ موقع تلفزيون سوريا على بعض الأسواق في دمشق، تبيّن أنّ أنواعاً كثيرة من الدخان مثل "كينت ومالبورو وغلواز" وغيرها إضافةً إلى أنواع من المعسّل، بينما بقيت الأنواع المحلية مثل "الحمراء والـ1970" لكن مع ارتفاع سعرها نحو 1000 ليرة خلال أيام فقط.

"مكافحة البسطات فاقمت المشكلة"

تزامن اختفاء الدخّان أيضاً مع اختفاء البسطات من شوارع العاصمة دمشق، التي كانت تكتظ ببسطات الدخان والمواد الغذائية المهرّبة مثل الزيت النباتي، وذلك بعد حملة نفّذتها محافظة دمشق لإزالتها، قبيل زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، التي أجراها أمس الأربعاء (3 من أيار 2023).

وبحسب مصادر لـ موقع تلفزيون سوريان فإنّ زيارة الرئيس الإيراني هي التي دفعت المحافظة لتسريع حملة إزالة مظاهر الإشغالات من الشوارع، بما فيها الحواجز الأمنية والسور الإسمنتي حول السفارة الإيرانية، حيث تضمّنت خطة زيارة "رئيسي" جولة في دمشق.

ولكن بحسب صاحب أحد الأكشاك في شارع الثورة بدمشق، فإنّ السبب الرئيسي لاختفاء الدخان هو انهيار الليرة السوريّة، كما أن محاربة البسطات أسهم في مفاقمة المشكلة،  مشيراً إلى أنّه من بعد عيد الفطر إلى اليوم لم تُوزّع كميات دخان جديدة من الموزّعين، مردفاً أنّ هذا الوضع يحدث عادةً لفترة وجيزة ريثما يستقر سعر الصرف.

ويتوقّع صاحب الكشك وبعض التجّار، أن يهدأ سعر صرف الليرة، موضحاً: "ستعود الليرة للاستقرار ويعود الدخان مرة أخرة والبسطات أيضاً، لكن بعد انتهاء زيارة الرئيس الإيراني، حيث تحاول حكومة النظام أن تجعل لزيارته تأثيراً سريعاً على الاقتصاد، خاصّة أن أجندته تضم الكثير من الوعود الاقتصادية".

اقرأ أيضاً.. الرئيس الإيراني يوقع ثماني مذكرات تفاهم مع بشار الأسد في دمشق

وأعلنت محافظة دمشق بشكل مفاجئ نهاية الشهر الماضي، أنها ستعمل على إزالة الإشغالات والبسطات غير النظامية من الأرصفة والطرقات اعتباراً من بداية شهر أيار الجاري، كما أشارت عبر صفحتها في "فيس بوك"، إلى تنظيم ضبوط بحق المخالفين ومصادرة الأكشاك غير النظامية، نظراً لما تسبّبه من "ازدحام ومضايقات لحركة مشاة المواطنين ومرور السيارات".

"ارتفاع في كل شيء"

يُعطي صاحب الكشك بعداً سياسياً واقتصادياً لقضية الدخّان، لكن ما يحدث هو ما حدث سابقاً في كل مرة كانت تنهار به الليرة السورية، حيث امتنع العديد من التجّار عن عرض بضائعهم المستوردة، كما ارتفع سعر باكيت الدخان المستورد إن وجد نحو 5 آلاف ليرة دفعة واحدة، وارتفعت أسعار الكثير من السلع كالبطاريات الكبيرة وألواح الطاقة الشمسية بين 200 – 300 ألف ليرة على سبيل المثال لا الحصر.

يؤكّد ناهض - وهو فني كهرباء - لـ موقع تلفزيون سوريا أنّ جميع تجّار سوق الكهرباء ضربوا أسعار بضائعهم التي أخفوا معظمها وعرضوا قليلاً جداً منها بـ10 آلاف ليرة للدولار، خشيةَ الخسارة في حال استمرار التدهور في سعر صرف الليرة وعدم قدرتهم على شراء بضائع مرة أخرى بذات رأس المال.

هل يصل الدولار إلى 10 آلاف ليرة؟

ذات الفرضية أشار إليها أكثر من شخص التقاهم موقع تلفزيون سوريا، لافتين إلى أن "التجّار رفعوا أسعار كل المواد حتى الغذائية منها بشكل متسارع تبعاً لسعر صرف الدولار عند 10 آلاف ليرة، ومنهم مَن توقّف عن شراء البضائع خوفاً من عودة سعر الليرة للتحسّن إلى 7500 ليرة خلال أيام وفق الشائعات".

ما بين الشائعات والحقيقة، ما تزال الأسواق في سوريا تعاني من التخبّط في كل مرة ينهار فيها سعر الليرة بشكل متسارع، حيث تشير التجارب إلى أنه بعد كل انخفاض سريع يكون هناك تحسّن سريع بعد فترة، رغم أن التحسّن لا يستمر طويلاً ليعود الانهيار مرة أخرى بشكل أبطأ، عقب كسر حاجز الخوف النفسي لدى المواطنين، لكن ذلك ليس بقاعدة فهناك مَن يتوقّع أن تستمر الليرة بالانهيار إلى 10 آلاف ليرة، وبتواطؤ من "مصرف سوريا المركزي".

وأرجع خبير اقتصادي انهيار سعر الليرة السوريّة في حديثه لـ صحيفة "الشرق الأوسط"، مؤخراً، إلى عدم توفّر الدولار وعجز "حكومة النظام" عن السيطرة على سوق الصرف، رغم كل إجراءاتها وحاجتها الماسة للعملة الصعبة من أجل تمويل مستورداتها، وذلك بعد تراجع احتياطي "المركزي" من العملات الأجنبية، من نحو 20 مليار دولار إلى الصفر خلال سنوات الحرب، في حين توقّع خبير آخر، أن "يتدهور سعر صرف الليرة أمام الدولار خلال أشهر قليلة إلى 10 آلاف إذا استمر الوضع على ما هو عليه".