البث المباشر
تشكّل قرى جبل الشيخ بريف دمشق ممراً حيوياً لتجار ومهربين سوريين ولبنانيين، إذ تنشط حركة التهريب بين البلدين عبر قرى "شبعا وعين عطا" من الجانب اللبناني مع القرى المقابلة من الجانب السوري نظراً لأن كلفة نقل (تهريب البضاعة) عبر هذا الخط أقل من خط لبنان، (حمص- دمشق).
وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا بأن "سبب لجوء بعض التجار لهذه الطرق غير الشرعية، يعود لصعوبة حصولهم على إجازة استيراد لبعض المواد، وكذلك لتدخل الجمارك التابعة للنظام السوري في عمليات الاستيراد للحصول على نسبة معينة، فضلاً عن صعوبة إجراءات التخليص الجمركي لبعض البضائع".
وقال تاجر مواد غذائية (تحفّظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) يعمل في ريف دمشق، لموقع تلفزيون سوريا إن "عمليات الاستيراد النظامية باتت مكلفة نتيجة تدخل الجمارك وفرض الإتاوات على التجار لقاء إدخال بضائعهم بطرق قانونية سواء عبر البر أو البحر، فضلا عن سيطرة بعض رجال الأعمال المحسوبين على النظام السوري على معظم إجازات الاستيراد".
وعليه، "كان لا بد من إيجاد مخرج لهؤلاء التجار الذين هم خارج دائرة النظام الاقتصادية، وهو اللجوء إلى تنشيط تجارتهم عبر استيراد بضائعهم إلى لبنان، ومن ثم إدخالها عن طريق التهريب إلى سوريا بالتواطؤ مع عناصر جمركية تحصل على مقابل مادي يرضى عنه المستورد"، وفق ما أوضح التاجر ذاته لموقع تلفزيون سوريا.
كيف تجري عمليات التهريب؟
ولا تقتصر المواد المستوردة إلى لبنان والداخلة عبر التهريب إلى سوريا من قبل هؤلاء التجار، على المواد الغذائية والتموينية فقط، بل تتعداها إلى مواد العلف، خصوصاً علف السمك الممنوع استيراده من قبل حكومة النظام، وكذلك معدات طبية أيضاً، وفق ما أفاد به مهرب سوري يدعى (يحيى) يعمل في التهريب ضمن قرى جبل الشيخ بريف دمشق.
ويقول يحيى في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إن "تجارا سوريين يستوردون بضائعهم إلى لبنان على أن تُنقل تهريباً إلى سوريا"، مضيفاً أن "التاجر السوري يستلم بضاعته في بيروت ويسلمها للمهربين في لبنان الذين ينقلونها بدورهم عبر طريق (شبعا وعين عطا)، وصولاً إلى قرى جبل الشيخ بريف دمشق، ومن ثم تُنقل عبر مهربين سوريين إلى داخل دمشق".
ويوضح يحيى أن "البضاعة تُحمَّل من قبل المهربين اللبنانيين على البغال، بتكلفة 50 دولارا لكل حمل وصولاً إلى رأس الجبل بين لبنان وسوريا، وهي نقطة تسليم الحمولة للمهربين السوريين لنقل البضائع إلى قرى (عرنة، الريمة، قلعة جندل وبيت جن، وحضر) وهي الضيع الجنوبية الغربية من ريف دمشق مقابل 1250 دولارا لكل نقلة".
ويضيف "بعدها تأتي مرحلة المهربين المتعاملين مع الحواجز على طريق (جبل الشيخ، قطنا، عرطوز) الذين يأخذون البضاعة ويتكفلون بإيصالها إلى مستودعات التاجر المستورد لها".
وهكذا، "تُنقل البضاعة على مراحل ومن مكان إلى مكان حتى تصل لمكانها النهائي"، بحسب يحيى، الذي أشار إلى أنهم "يهربون كل شيء عدا الممنوعات، إذ هناك من يحميهم لكن بدون ممنوعات". وفق قوله.
وتشير المعلومات التي حصل عليها موقع تلفزيون سوريا إلى تواطؤ دوريات الجمارك التابعة للنظام السوري، الموجودين في أطراف دمشق وريفها في موضوع التهريب، خصوصاً السيارات المنتشرة على الطرقات والتي تستلم سيارة التهريب على أنها مصادرة ومن ثم تسلمها إلى المكان المحدد وتقبض عمولتها.
