تشتد أزمة البنزين والمازوت على السوريين أكثر فأكثر، وتشتد معها أزمة المواصلات التي رمت بالمواطنين من طلاب وموظفين على قارعة الطرقات بانتظار وسيلة نقل تقلهم إلى أشغالهم، بعد أن خفّضت وسائل النقل العامة ساعات العمل خلال اليوم بسبب نقص مخصصات الوقود.
وأكد أصحاب سيارات خاصة أن رسائل البنزين باتت تتأخر من 12 إلى 15 يوماً، بمعدل تعبئتين في الشهر، علماً أن شركة "محروقات" حددت الرسائل كل 10 أيام بقرار صدر مؤخراً دون تحديد السبب، في حين تتأخر رسائل السيارات العامة بين 8 – 10 أيام، بمعدل 3 تعبئات في الشهر، رغم أن القرار حددها كل 6 أيام، وبمعدل 25 ليترا لنوعي السيارات.
ووصل سعر ليتر البنزين في السوق السوداء إلى 7 آلاف ليرة سورية، و"التنكة" إلى 140 ألف ليرة سورية، وسط شح المادة وبطء شديد بتوزيع البنزين الحر على البطاقة الذكية في المحطات المخصصة، وأكد سائقون أن المحطات التي تبيع البنزين الحر، قد تقوم بالتوزيع مرة أو مرتين في الأسبوع فقط، وتنتهي المخصصات خلال ساعات قليلة، وسط طوابير من السيارات المنتظرة.
حلول بديلة لأزمة الوقود في سوريا
وصار المواطنون المنطلقون إلى وجهة واحدة، يقومون بتجميع أنفسهم لاستقلال سيارة أجرة بشكل جماعي، حيث وصل متوسط أجرة التكسي ضمن مدينة دمشق إلى 12 ألف ليرة سورية، وقد تزيد تبعاً للبعد عن مركز المدينة.
ولجأ أصحاب الدراجات النارية إلى تشغيل دراجاتهم كوسيلة نقل عامة بمتوسط أجرة يترواح بين 5 – 7 آلاف ليرة سورية وسط العاصمة، وقد يقومون بنقل راكبين في كل توصيلة، إلا أنهم يعانون أيضاً من الحصول على البنزين حيث حدد لهم القرار الأخير المخصصات بـ4 ليترات كل 10 أيام لكن الرسالة لا تصل إلا كل أسبوعين، وفقاً لبعضهم.
ويتّبع سائقو الدراجات النارية عدة أساليب لتعبئة البنزين، منها شراء ليتر من كل صاحب سيارة خاصة بالوقوف عند المضخات في محطات الوقود، أو تسوّل التعبئة مجاناً بحجة أن دراجاتهم مقطوعة نهائياً من البنزين، ويؤكد عامل في إحدى المحطات للموقع، إن سائقي الدراجات باتوا يتسولون يومياً من السيارات البنزين وبأي كمية كانت ولو نصف ليتر.
وعود غير رسمية
وكشف مصدر مؤخراً، لم يتم تسميته أو توصيف منصبه، عن وصول ناقلة نفط خام إلى ميناء بانياس، مشيراً إلى أنها بدأت بتفريغ حمولتها في المصب على أن تصل ناقلة نفط أخرى خلال الأيام القليلة القادمة.
ونقل موقع "أثر برس" عن المصدر الذي تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي حديثه قبل نقله عبر الموقع، أن حمولة الناقلة بلغت مليون برميل، مؤكداً أن المصفاة في بانياس تعمل على مدار 24 ساعة لتكرير النفط الخام، موضحاً أن ناقلة أخرى ستلحق بهذه الناقلة قريباً ومن شأن ذلك أن "يسهم في انفراج كبير فيما يتعلق بتوفر المحروقات قبل حلول عطلة عيد الفطر".
وبدوره، قال رئيس تحرير موقع "سيريانديز" أيمن قحف عبر منشور له على صفحته أنه سيكون هناك انفراج قريب في أزمة المحروقات وبشكل خاص البنزين قبيل العيد، بينما سيحصل "انفراج حقيقي بعد العيد" على حد تعبيره.
وانتقد القحف من يتحدث عن تفاقم أزمة المحروقات، واصفاً إياهم "بأنهم مخطئون هذه المرة"، مشيراً إلى أن حديثه عن الانفراج مبني على "معلومات وليس تحليلات".
ولم يصدر أي تصريح رسمي أو شبه رسمي حول وصول ناقلات النفط أو مصدرها، أو حتى عن انفراجة ولو جزئية في ملف المحروقات كما جرت العادة.
ويأتي الحديث عن انفراج بملف المحروقات بعد تصريح لوزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، منذ أسبوع، لصحيفة "إزفيستيا"، أكد فيه أن موسكو مستعدة لبيع النفط والمنتجات النفطية "في أي نطاق سعري للدول الصديقة"، لكنه لم يعدد تلك الدول وإن كانت سوريا بينها، حيث تعاني سوريا من الحصول على النفط من إيران التي تعاني أيضاً من ضغوط كبيرة بالتوازي مع المفاوضات النووية لفك الحصار عنها، ما يشير إلى احتمال أن تكون الناقلات التي وردت إلى سوريا روسية المنشأ.