مع بدء موسم شراء مستلزمات معمول العيد، الذي بات مكلفاً جداً بالنسبة لكثير من العائلات السوريّة التي استغنت عن هذا الطقس تماماً، وجدت بعض العائلات حلولاً جديدة هذا العام في محاولةٍ لتخفيض النفقات، رغم المعاناة من عدم استقرار التيار الكهربائي وانقطاعه المستمر، الذي يجعل صناعة الحلوى المنزلية أمراً مرهقاً يتطلب من ربة المنزل السهر ليلاً لكسب ساعة كهرباء متواصلة.
ارتفاع أسعار السمنة
وبحسب ما رصد موقع تلفزيون سوريا فإنّ أسعار السمنة ارتفعت مجدّداً في سوريا، إذ بلغ سعر سمنة البقرة الحلوب الحيوانية (وزن 800 غرام)، التي تدخل تهريباً، 130 ألف ليرة سوريّة. ويعدّ هذا السعر المرتفع أكثر من 233% من سعر عبوة الـ2 كيلوغرام من السمن النباتي للأنواع العادية، وهو سعر غير مناسب أيضاً لكثير من العائلات.
ومن أنواع السمن النباتي ذي النكهة القوية والذي يُستخدم غالباً في صنع الحلويات، سمنة تدعى "مرغريتا" يتراوح سعر العبوة 2 كيلو منها بين 53 و55 ألف ليرة، أي أن الكيلو الواحد يساوي أكثر من 26 ألف ليرة.
وسعر كيلو السمن الحيواني يتراوح بين 65 و75 ألف ليرة سوريّة (بحسب النوع)، ويعتبر هذا السعر أغلى من 2 كيلو النباتي بنحو 100%، وأرخص من سمنة البقرة الحلوب بنحو 100%.
حلويات بالزيت
تحدّث أحد الباعة في دمشق لـ موقع تلفزيون سوريا عن الأسعار، مشيراً إلى أنّ بعض النساء باتت تتجه لصناعة الحلويات بالزيت النباتي وهو أرخص نسبياً، حيث توجد أنواع بـ16 ألف ليرة للتر، علماً أن الأنواع الجيدة تصل إلى 19 ألف ليرة، وهناك بعض البسطات تبيع أنواعاً غير معروفة أو عبوات من المساعدات الغذائية بـ15 ألف ليرة، ومع ذلك تضطر بعض النساء إلى وضع بعض الزبدة للنكهة.
السيدة "أم سوار" قالت إنها ستصنع هذا العام المعمول بالزيت، موضحةً أنها شاهدت عدة فيديوهات على موقع "يوتيوب" لطرق عمل المعمول بالزيت النباتي، وأنّ هذه الطريقة صحيّة، كما أنها تقلل النفقات.
وشرحت "أم سوار" طريقة عمل المعمول بالزيت، قائلةً: "تتم عبر خلط الزيت مع السكر البودرة حتى يذوب، ثم يتم وضع الطحين ويُضاف إليه ماء الزهر وماء الورد، ثم وضع حشوة التمر أو أي حشوة أخرى".
وهناك عائلة أخرى التقاها موقع تلفزيون سوريا وقالت إنها ستشتري كميات قليلة (بالفرط) من السمنة تبعاً للحاجة، وستختصر كميات الحلويات الخاصة بالعيد، وإنها ستستخدم حشوات مثل جوز الهند والراحة لضبط النفقات أكثر.
أسعار "حشوات المعمول" بمئات الآلاف
بالنسبة للحشوات، وصل سعر كيلو الفستق الحلبي المبروش إلى 170 ألف ليرة سوريّة، والكسر إلى 190 ألف ليرة، والحبة الصاغ بـ210 آلاف ليرة وتصل إلى 230 ألفاً، في حين وصل سعر كيلو الجوز الأميركي إلى 90 ألف ليرة ، وهناك أنواع مبروشة أرخص بـ50 ألف ليرة سوريّة، لكنها ذات جودة سيئة وطعم سيئ، أمّا الطحين فتراوح سعر الكيلو بين 6500 و7500 ليرة، والسكر الناعم بنحو 7000 ليرة.
وفي مقارنة مع العام الفائت، تراوح سعر كيلو الفستق الحلبي في سوق البزورية بدمشق القديمة بين 60 و65 ألف ليرة سوريّة، وكيلو الجوز بين 45 و50 ألفاً، والسمن الحيواني (البقرة الحلوب) بـ75 ألف ليرة، وكيلو الطحين 2500 ليرة، والسكر 3500 ليرة.
مشكلة الكهرباء
تبقى الكهرباء هي المشكلة الأساسية في حال توفّرت الأموال لشراء المستلزمات، كما تقول السيدة "أم عصمت"، التي أكّدت أن ابنها في ألمانيا سيرسل لها 100 دولار لصناعة حلويات العيد، وهي تساوي تقريباً 750 ألف ليرة، أي أن ثمن المستلزمات كافية، لكن لا يوجد كهرباء متوفرة لصناعتها في المنزل.
وقال إنّ الحلول المتاحة هي الذهاب إلى منزل ابنها في جرمانا، حيث تأتي الكهرباء ليلاً في بعض الأحياء هناك حتى الصباح، مردفةً: "سنضطر للسهر طوال الليل في صنع المعمول، أو سأضطر إلى تسليمه لفرن المعجنات أو بعض ورش صناعة الحلويات التي تأخذ طلبيات قبل أيام من العيد"، مشيرةً إلى أن أجرة الوعاء (الصينية) الواحد قد تتراوح بين 5 و7 آلاف ليرة في الفرن.