دانت وزارة الخارجية الأميركية، "بشدة" تصويت البرلمان الروسي "الدوما" على الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، بحسب وكالة الأناضول.
والثلاثاء، صدق مجلس "الدوما" على قرار بتقديم مقترح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للاعتراف باستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" شرقي أوكرانيا، في خطوة قد تهدد الجهود الدبلوماسية لتجنب حرب أوسع بين البلدين.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان الأربعاء، إن خطوة كهذه "ستمثّل انتهاكا جسيما للقانون الدولي".
وأضاف البيان أن "الدوما الروسي صرح بأنه يخطط لإرسال مقترح للرئيس بوتين للاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المزعومتين".
وتابع "لنكن واضحين، إن موافقة الكرملين على هذا الطلب قد ترقى إلى مستوى الرفض الشامل للحكومة الروسية لالتزاماتها بموجب اتفاقيات مينسك".
وقال البيان: "كذلك إن إصدار هذا القرار (الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك) سيؤدي إلى تقويض سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ويدعو إلى مزيد من التساؤل عن التزام روسيا المعلن بمواصلة الانخراط في الدبلوماسية لتحقيق حل سلمي لهذه الأزمة".
وأضاف أن خطوة من هذا النوع "تتطلب ردا سريعا وحازما من الولايات المتحدة بتنسيق كامل مع حلفائنا وشركائنا".
وكان الانفصاليون المدعومون من روسيا أعلنوا من جانب واحد استقلال مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا في ربيع عام 2014.
وتقع منطقتا دونيتسك ولوغانسك في حوض دونباس الشرقية التي مزقتها النزاعات والتي يسيطر عليها جزئيا الانفصاليون المدعومون من روسيا منذ 2014.
وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو منذ نحو 7 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
ومؤخرا، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بالتحضير لغزو أوكرانيا، عقب حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال "شنت هجوما" على الحدود الشرقية لحلف الناتو.
أهمية دونباس
التوقعات تفيد بأن دونباس تضم احتياطيات من الفحم حوالي 60 مليار طن، وكانت تنتج ما يقارب من 75 في المئة من إجمالي الفحم المنتج في أوكرانيا، وذلك قبل إعلان الانفصاليين الموالين لروسيا استقلالهم عام 2014.
كما كانت منتجات دونباس قبل عام 2014، تستحوذ على 30 في المئة من إجمالي صادرات أوكرانيا.
وأواخر العام الماضي وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي باتخاذ إجراءات استثنائية في غضون شهر تضمن تحقيق التسوية السياسية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، واعتراف روسيا بالشهادات حول منشأ البضائع الصادرة عن الأجهزة العاملة بالفعل في أراضي المنطقتين الواقعتين شرقي أوكرانيا.
وبحسب تقارير معهد "ستوكهولم" الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، فإن روسيا قامت حينها بتأمين دبابات وصواريخ مضادة للطائرات وأخرى للدبابات، لصالح الانفصاليين في دونباس.