نفت الخارجية الأميركية الأنباء عن انسحاب القوات الروسية المتمركزة على حدود أوكرانيا، مؤكدة أنها بازدياد، وأن النيّات الروسية بغزو أوكرانيا "لن تؤدي إلا إلى إضعاف روسيا وليس تقويتها".
ورداً على سؤال تلفزيون سوريا عن الإجراءات الممكن القيام بها في حال غزت روسيا أوكرانيا، أوضح المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، صامويل وربيرج أنه "إذا اختارت روسيا القيام بعمل عسكري، فنحن مستعدون للرد بشكل حاسم، إلى جانب حلفائنا وشركائنا. سيشمل ردنا تدابير اقتصادية صارمة، مع حزم مماثلة سيفرضها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا ودول أخرى. وسيشمل أيضًا تغييرات في وضع الناتو والقوات الأميركية على طول الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي. وسيشمل الدعم المستمر لأوكرانيا".
وأجرى تلفزيون سوريا حواراً مع المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، صامويل وربيرج، جاء فيه:
الكرملين يتحدث عن بدء سحب قوات له من حدود أوكرانيا، كيف تقيمون الوضع؟
الولايات المتحدة وحلفاؤها يقيمون الحقائق على الأرض. حتى الآن لم نرَ أي خفض للتصعيد من الجانب الروسي، بل على العكس، عدد القوات الروسية المتمركزة على حدود أوكرانيا تزداد وهناك حشد روسي عسكري كبير. بالتالي إذا كانت روسيا جادة بشأن خفض التصعيد فعليها أن تثبت ذلك عبر الأفعال وليس الأقوال.
الحديث اليوم أن الغزو قد يبدأ يوم غد هل ما زلتم على هذه القناعة؟
على الرغم من أننا لن نتحدث عن المسائل الاستخبارية أو ننشر معلوماتنا الاستخبارية ولكن كما قلنا من قبل، الغزو الروسي لأوكرانيا قد يبدأ في أي وقت.
ما زال المسار الذي ستختاره روسيا غير واضح. نبقى على اتصال مع الحكومة الروسية، بالتنسيق الكامل مع حلفائنا وشركائنا ويبقى مسار الدبلوماسية متاحاً إذا اختارت روسيا الانخراط بشكل بنّاء. لكننا واضحون فيما يتعلق بالحقائق على الأرض ومستعدون لفرض تكاليف باهظة على روسيا بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا إذا هاجمت أوكرانيا.
كييف تتحدث عن نجاحها والغرب في إيقاف الغزو كيف ذلك؟
لا نستطيع التحدث باسم الحكومة الأوكرانية وكيف تقيّم المشهد، بالنسبة لنا نحن مستمرون في التنسيق الوثيق مع حلفائنا وشركائنا. تحدّث الرئيس بايدن مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي مؤخراً ورئيس الوزراء البريطاني جونسون أمس - ونحن على اتصال وثيق مع حلفائنا وشركائنا عبر جميع مستويات الإدارة. إن شراكاتنا مع حلفائنا الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي لم تكن أبدًا أقوى مما هي الآن وهادفة لأننا نعمل بشكل جماعي على تهدئة التوترات على الحدود بين أوكرانيا وروسيا. إذا اختارت روسيا الغزو، فإن العواقب الاقتصادية الوخيمة والأضرار التي ستلحق بسمعتها دولياً والتي لا رجعة فيها بسبب إزهاق أرواح الأبرياء من أجل حرب دموية لن تؤدي إلا إلى إضعاف روسيا وليس تقويتها.
ماذا لو اندلعت الحرب أي خيارات لديكم غير العقوبات؟
إذا اختارت روسيا القيام بعمل عسكري، فنحن مستعدون للرد بشكل حاسم، إلى جانب حلفائنا وشركائنا. سيشمل ردنا تدابير اقتصادية صارمة، مع حزم مماثلة سيفرضها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا ودول أخرى. وسيشمل أيضًا تغييرات في وضع الناتو والقوات الأميركية على طول الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي. وسيشمل الدعم المستمر لأوكرانيا. لقد حشدنا حلفاءنا وشركاءنا معًا وحققنا مستوى رائعًا من الوحدة والهدف المشترك.
قوة ونفوذ روسيا على المدى الطويل سوف تتضاءل، ولن تصبح أقوى عبر الغزو العسكري.
سوف تواجه مجتمعًا عبر الأطلسي أكثر تصميماً. وستواجه ضغوطًا هائلة على اقتصادها وضوابط التصدير التي ستؤدي إلى تآكل قاعدتها الصناعية الدفاعية. وسيتعين عليها تقديم مزيد من التنازلات للصين - ولن تكون الصين قادرة على تعويض روسيا عن الخسائر الاقتصادية التي قد تتكبدها إذا قامت بتصعيد غزوها. وستواجه روسيا موجة إدانة من جميع أرجاء العالم. مهما حدث بعد ذلك، فإن الغرب أكثر اتحادًا مما كان عليه منذ سنوات.
تم تعزيز الناتو. لقد أصبح التحالف أكثر تماسكًا وعزمًا وديناميكية أكثر من أي وقت مضى في التاريخ الحديث.
الوزير أوستن لديه جولة أوروبية، هل هي لتطمين الحلفاء أم خلاف ذلك؟
يشارك الوزير أوستن في اجتماعات وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسل التي تم تحديد موعدها من قبل، وهي اجتماعات سنوية، حيث تحدث وزير الدفاع أوستن مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أمس كجزء من جهود الإدارة الأميركية المستمرة لتعزيز الناتو وبلا شك فإن المحادثات في بروكسل ستتضمن الحشد العسكري الروسي غير المبرر على حدود أوكرانيا ولكن كما ذكرنا من قبل، حلف الناتو الآن موحد وأقوى من أي وقت مضى، بالتالي فإن أي رد سيكون رداً موحداً والولايات المتحدة ملتزمة للأقصى بحلف شمال الأطلسي.
تقارير الحرب تخرج من أميركا وأوروبا.. بناء على ماذا تحددون موعد الهجوم وتفاصيله؟
هذه التقارير مبنية على معلومات استخبارية.
ولكن يجب الغشارة إلى أن الولايات المتحدة لم تقل أو تؤكد أن الرئيس بوتين قد اتخذ قراراً نهائياً بشأن الغزو، ولكن نحن نقول إن لدينا مستوى كافياً من القلق بناءً على ما نراه على الأرض، وبناءً على المعلومات الاستخبارية.
ألا تشجعون بتصريحاتكم روسيا على التحرك عسكريا عبر قولكم إنكم لن تتدخلوا ولن تدعموا أوكرانيا؟ فقط عقوبات اقتصادية؟
يجب ألا يتم الاستخفاف بأي رد موحد من الولايات المتحدة وحلفائها، سواء كان عقوبات أو غيرها.
لقد أوضحنا مراراً وتكراراً لروسيا أننا جاهزون لكلا المسارين، سواء كان الطريق الدبلوماسي أو المسار الآخر إذا اختارت العدوانية. لذلك فإن موقف الولايات المتحدة وموقف حلفائنا وشركائنا واضح جداً وحازم وليس هناك أدنى شك بأن الرد سيكون سريعاً وقوياً، لذلك ليس هناك أي تشجيع لروسيا على انتهاج العدوانية.
كما أن الولايات المتحدة التزمت بتقديم مساعدات أمنية لأوكرانيا في العام الماضي أكثر من أي وقت مضى - 650 مليون دولار - ولا تزال عمليات التسليم جارية. في المجموع التزمنا بتقديم 2.7 مليار دولار كمساعدة عسكرية لأوكرانيا منذ عام 2014.
لقد قدمنا أيضًا نصف مليار دولار في شكل مساعدات تنموية وإنسانية في العام الماضي، ونحن ندرس تقديم دعمٍ إضافيٍ للاقتصاد الكلي لمساعدة الاقتصاد الأوكراني وسط الضغط الناتج عن الحشد العسكري الروسي.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الإدارة الأميركية والعديد من حلفائنا وشركائنا أننا بصدد إطلاق صندوق شراكة جديد من أجل أوكرانيا لتعزيز صمود ومثابرة المجتمعات في شرق أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. لذلك ليس هناك أي شك في مدى جديتنا أو جدية حلفائنا تجاه التزامنا بسيادة أوكرانيا وأمن أراضيها ونحن نقدم الدعم على شتى المستويات.