قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، إن على موسكو أن تختار بين الحرب والدبلوماسية، كما حث روسيا على إظهار عزمها على وقف التصعيد بشأن أوكرانيا "بالأفعال وليس بالأقوال".
وأضاف، في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، أنه "في اليومين الماضيين أشارت روسيا إلى أنها قد تكون منفتحة على الدبلوماسية (..) نحث روسيا على اتخاذ خطوات ملموسة وفعلية نحو وقف التصعيد لأن هذا شرط الحوار السياسي الصادق والصريح".
وتابع: "الاختيار اليوم هو اختيار بين الحرب والتضحيات المأساوية الناتجة عن تلك الحرب، أو شجاعة الحوار السياسي وشجاعة المفاوضات الدبلوماسية".
ويأتي تصريح ميشيل بعد ساعات من تصريح أدلى به الرئيس الأميركي جو بايدن، حذر فيه من "مغبة الغزو الروسي لأوكرانيا".
وقال بايدن إن بلاده لا تسعى لزعزعة الاستقرار في روسيا، مشيراً إلى أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو أوكرانيا لا يشكلان تهديداً لروسيا.
ووجه بايدن رسالة للروس قائلاً: "أنتم أيها المواطنون الروس لستم أعداءنا، ولا أعتقد أنكم ترغبون بحرب دموية ضد أوكرانيا، لا سيما أن لديكم روابط تاريخية وثقافية عميقة مع هذا البلد".
بايدن: غزو روسيا لأوكرانيا "حرب عبثية"
وأضاف "بايدن" أنّ "واشنطن لم تتأكد بعد من بدء انسحاب الجنود الروس إلى ثكناتهم"، وأن احتمال الغزو الروسي لأوكرانيا" ما يزال قائماً"، مشيراً إلى وجود أكثر من 150 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية والبيلاروسية، داعياً - من جديد - جميع الأميركيين المقيمين في أوكرانيا إلى مغادرة البلاد.
وتابع: "لهذا السبب نقلنا سفارتنا في كييف إلى غربي أوكرانيا، نحن نتصرف بشفافية أمام الشعب الأميركي والعالم بأسره فيما يتعلّق بخطط روسيا، حتى يرى الجميع بأنفسهم خطورة الوضع".
وألمح "بايدن" إلى أنّ "واشنطن لا ترغب في صراع مباشر مع موسكو، محذراً في الوقت نفسه من رد قوي في حال استهدفت روسيا الأميركيين في أوكرانيا"، مضيفاً: "إذا شنّت روسيا هجمات غير متماثلة ضدنا أو ضد حلفائنا، مثل الهجمات الإلكترونية على شركاتنا وبنيتنا التحتية الحيوية، فنحن مستعدون للرد".
يشار إلى أنّ العلاقات بين كييف وموسكو توترت، منذ نحو 7 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها للانفصاليين الموالين لها في منطقة دونباس.
ومؤخراً، وجّهت دول غربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، في حين هدّدت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على موسكو في حال "شنّت هجوماً" على أوكرانيا، إلا أنّ روسيا تنفي استعدادها للغزو، وتتهم الدول الغربية بتقويض أمنها من خلال توسّع حلف شمال الأطلسي "ناتو" نحو حدودها.