تقضي السيدة السورية شمسة محمد بلال، البالغة من العمر ثمانين عاماً، معظم يومها وهي تعلم الشابات مهنة "صر القز"، وهي شكل من أشكال الفنون يخشى كثيرون اندثاره في جميع أنحاء البلاد.
تتألف العملية التي تستهدف صناعة أثواب القز بالطريقة الحموية من طريقة تقليدية تربط فيها عقد بأقمشة حريرية خام بأشكال معينة، ومن ثم تصبغ بألوان مختلفة لتشكل في النهاية أنماطاً ملونة بعد فك العقد.
وتقول شمسة بلال لوكالة رويترز: "صحيح مريضة بس في كنتي عم تصبغ وتشتغل بس أنا يعني مثل مشرفة الصبغة اعملي هيك ساوي هيك".
وعلى مدار قرون، اعتادت العرائس في أنحاء سوريا على تلقي أردية ذات تصميمات معقدة باستخدام هذه الطريقة، لكن هذا النوع من الحرير أصبح نادراً بشكل متزايد مع استمرار عدد قليل من النساء الماهرات في هذه الحرفة.
وأشارت شمسة بلال إلى أنها واحدة من قلائل ما زالوا يعرفون هذه الطريقة، وهي متحمسة لتعليم الشابات كيفية القيام بذلك لإحياء هذه الحرفة.
متاعب المهنة
وتحاول بلال البالغة من العمر 80 عاماً أيضاً تبديد فكرة أن هذه الحرفة يمكن أن تسبب فقدان الأسنان.
وبابتسامة ملأت وجهها كشفت عما فقدته من أسنان قائلة: "بناتي تعلموا مشان هيك أسناننا بتروح، أمي وعمتي ماتوا وما خلعوا سن هلأ هدول قال بيخافوا ع أسنانهم. ما في كبارية ما بقيت غير أنا".
محاولات لإنقاذ المهنة من الاندثار
وعلى أمل مساعدة شمسة بلال في الحفاظ على هذا الفن، نظمت الفنانة التشكيلية السورية عفاف نبواني ورشة عمل لمدة عشرة أيام لتعليم هذه الحرفة.
وتقول نبواني: "الحجة الوحيدة اللي بقيانة بسورية بتتقن هي الحرفة، فنحنا كتير كتير عجلت بالموضوع إنو عمرها فوق الثمانين وهاد الشي خطر حسيته إنو لازم نحنا هي الحرفة ما تنتهي بحياة الحجة، بس كان ضروري كتير إنو نجيب متدربات، وأنا كنت تفاجأت بالناس اللي اهتموا بالموضوع".
وسجّلت 13 امرأة في الدورة التدريبية، ثم عُرضت أعمالهن في معرض أقيم في منطقة خان أسعد باشا التاريخية بدمشق.
وتشير إحدى المتدربات وتدعى رزان أسعد إلى أنها شعرت برغبة قوية في الحفاظ على هذه التقاليد من الاندثار.
وأضافت: "عم تتعلم علم قديم نحنا بلادنا غنية بكنوزها وبأهلها وبالعلم اللي فيها وللحضارة الي فيها من أيام عشتار".