رغم فقدانهم منازلهم بفعل الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا في الـ6 من شباط الجاري، حُرِم مواطنون في محافظة اللاذقية من مخصصاتهم التموينية أيضاً لضياع بطاقاتهم "الذكية" تحت أنقاض بيوتهم.
وذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري أنها تلقّت شكاوى من مواطنين مقيمين في جبلة وحميميم، لعدم قدرتهم على استخراج "بطاقة ذكية" بدل تلك التي فقدوها تحت أنقاض منازلهم المدمّرة، وذلك بسبب إغلاق مكتب "تكامل" المعني بمنح تلك البطاقات في بلدية جبلة منذ حدوث الزلزال.
وبفقدانهم تلك البطاقات، حُرم أولئك المواطنون من مختلف مخصصاتهم "المدعومة"، إذ نقلت الصحيفة عن متضررين بالزلزال بأن فقدان بطاقاتهم الذكية تحت أنقاض منازلهم في جبلة وريفها، يكبدهم أعباء جديدة من ناحية عدم القدرة على شراء المازوت في ظل البرد القارس علماً أن "رسائل الاستلام وصلتهم" إضافة إلى عدم قدرتهم على استبدال أسطوانات الغاز بالأسعار المدعومة للتخفيف من مصاريف أقربائهم الذين يضيّفوهم حالياً داخل منازلهم.
ولعدم معرفتهم بكيفية التواصل مع المسؤولين عن الشركة في اللاذقية، يُضطر أولئك المتضررون للتوجّه من قرى بعيدة إلى بلدية جبلة لمعرفة إن كان مكتب "تكامل" قد فتح أبوابه، إلا أنهم يعودون خائبين متكبدين أجور الطرقات.
"حماية المستهلك" ترد
بدورها، نقلت الصحيفة الموالية عن عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية، معلا إبراهيم، وجود تسهيلات للمتضررين خاصة في كيفية الحصول على مادة الخبز ممن فقدوا بطاقاتهم بفعل الزلزال.
وزعم إبراهيم بأن أي متضرر "بإمكانه التوجه إلى معتمد الغاز المسجل لديه وإبلاغه بفقدان بطاقاته. ووفقاً للتعليمات الصادرة قبل أيام إلى معتمدي الغاز، يجب عليه تبديل أسطوانات المتضررين، وكذلك الأمر بالنسبة لمن وردتهم رسائل الحصول على مادة مازوت التدفئة".
ولفت إلى أنه في المرحلة اللاحقة "يستوجب على من فقد بطاقته الذكية تسجيل ضبط شرطة بفقدان البطاقة والعمل على استخراج بطاقة جديدة من الجهة المعنية".
اللاذقية في الزلزال
وارتفع عدد وفيات الزلزال في محافظة اللاذقية إلى 506 أشخاص، و792 إصابة. في حين بلغ عدد الأبنية المنهارة 102 بناء، وفقا لوكالة أنباء النظام السوري "سانا".
ورغم جهود المجتمع المحلي في تغطية ضعف استجابة حكومة النظام لتداعيات الزلزال في اللاذقية وغيرها من مناطق سيطرته، فإن ذلك لم يمنع مسؤولين كثراً في حلقات توزيع المساعدات والمعونات من سرقتها خصوصاً هؤلاء التابعين بشكل أو بآخر لمنظومة النظام الحكومية.
ففي منطقة "اسطامو" بريف اللاذقية المنكوبة بالزلزال، ما يزال الأهالي يناشدون ويطالبون بتقديم معونات إغاثية والعثور على حلول سريعة لنومهم في العراء. إذ لم يصل إليهم إلا "أقراص العجوة" وعلب "أندومي" وفق ما أفاد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا، مضيفاً أنه "حتى الآن لا توجد أي منظمة إغاثية أو فرق إنقاذ تعمل بالمنطقة، مشيراً إلى أن الأهالي ينامون بالعراء وسط الجو البارد وتحت المطر".