icon
التغطية الحية

موسم التخفيضات في سوريا.. وهمٌ يغري المستهلكين بلا فائدة حقيقية

2024.08.25 | 12:15 دمشق

آخر تحديث: 25.08.2024 | 12:15 دمشق

0
الأسعار غالباً لا تنخفض والعروض تستهدف البضائع القديمة - إنترنت
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • موسم التخفيضات في سوريا غالباً ما يكون غير حقيقي، ويعتبر حيلة تسويقية.
  • العروض الوهمية تسببت في فقدان صدقيّة التجار والتشكيك بجودة البضائع.
  • العروض أصبحت مصيدة للمستهلكين، مما يحرمهم من الاستفادة الفعلية.
  • بسبب الأوضاع الاقتصادية، يركز المواطنون على شراء المواد الغذائية والسلع الأساسية فقط.

بات موسم التخفيضات في سوريا مجرد حيلة تسويقية لجذب المستهلكين وإقناعهم بإنفاق مزيد من أموالهم، كون هذه التنزيلات غالباً ما تكون وهمية ولا تقدم فائدة حقيقية للمواطنين.

وبينما يصوِّر التجار والمسوقون هذه الخصومات على أنها فرصة ذهبية للادخار، فإن الأسعار في بعض الأحيان لا تنخفض بشكل ملحوظ أو قد ترتفع مرة أخرى بعد انتهاء الحملات.

وأدت تلك العروض الوهمية إلى فقدان صدقيّة التجار لدى الزبائن، والتشكيك المستمر بجودة البضائع المعروضة، فضلاً عن تسببها بعزوف كثيرين عن الأسواق خلال هذه الفترة وحرمانهم من الاستفادة من هذا الموسم.

وتقول السيدة "فاديا" إنها لا تثق كثيراً بما يتم الإعلان عنه من تخفيضات، لأنها غير حقيقية، وتكون على منتجات المواسم السابقة، وتهدف إلى تصريف تلك البضائع وبيعها ولو بنصف الثمن، وفق ما نقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري.

من جانبها، انتقدت "رهف" تحول العروض إلى فخ للإيقاع بالزبائن، موضحة أنها دخلت إلى محل أعلن عن تخفيضات تصل لنصف السعر، وأخرى تحت شعار "اشترِ قطعتين واحصل على الثالثة مجاناً"، إلا أنها تفاجأت برد صاحب المحل بأن العرض انتهى وكان ليوم واحد.

وعلى الرغم من العروض والتنزيلات، فإن أسعار البضائع ما تزال مرتفعة، رغم أن العروض تشمل البضائع القديمة والرديئة، حيث توضح السيدة "هنادي" بالقول: "معظم البضائع التي تُطرح هي "ستوكات"، ورغم أن هناك تخفيضات بنسبة 20% وأحياناً 50%، وفي بعض المحال تصل لـ 70%، لكنها تبقى مرتفعة ولا تناسب شريحة كبيرة من الناس."

ضوابط وحدود التصفيات والتخفيضات في سوريا

اعتبر مدير "مديرية حماية المستهلك" في وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام، حسام النصر الله، أن "القرار 1135 نظّم عمليات التصفية والتخفيضات والتنزيلات التي تتم في العمل التجاري، وحدد الفترة من 15 تموز إلى 15 أيلول موعداً للتصفية على البضائع الصيفية."

وبحسب النصر الله، فإن "القرار بيّن أن تتم التخفيضات في أي وقت، ولكن بشرط تقديم طلب والحصول على موافقة الوزارة"، مضيفاً: "كما أنه يجب ألا تقل التنزيلات أو التصفيات عن 20% كحد أدنى، وأن يتم فرز السلع بحسب نسب التنزيلات المعلن عنها."

وشرح النصر الله شروط التنزيلات، ومنها أن يكون البائع حائزاً على سجل تجاري ويحتفظ بصورة مصدقة لا يتجاوز تاريخ تصديقها 3 أشهر من تاريخ التصفية، وأن يضع لافتة على واجهة المحل تثبت نوع التصفية والحد الأدنى لنسب التخفيضات، كما يجب وضع بطاقة سعرية لكل صنف تُظهر المواصفات والسعر الجديد بعد شطب السعر القديم.

وشدد النصر الله على أنه يجوز الإعلان عن التخفيضات عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي أو الصفحة الخاصة بالمحل، مضيفاً أن دوريات "حماية المستهلك" تقوم بالرقابة المستمرة، وتُجري مقارنة بين الصكوك السعرية وبيانات الكلفة قبل وأثناء التصفية، و"في حال المخالفة، سيتم اتخاذ الإجراء القانوني وإغلاق المحل."

فرحة مسلوبة في سوريا

أدت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سوريا إلى تغير أولويات الإنفاق، إذ أصبح عزوف المواطنين عن شراء المواد غير الضرورية والأساسية أمراً شائعاً، وبات التركيز منصباً على شراء المواد الغذائية والسلع الأساسية فقط، وتجنب النفقات الكمالية.

وباتت غالبية الأسر السورية تنتظر مواسم التنزيلات لشراء حاجتها من الملابس بشكل خاص، إلا أن غياب الرقابة واستغلال التجار حرم تلك الأسر من تلك الفرصة، لا سيما أن العروض باتت بمنزلة مصيدة لا أكثر.