ملخص:
- تزايد العزوف عن الزواج في سوريا بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة ومطالب المهور الباهظة.
- بعض الشباب السوريين المهاجرين يفضلون الزواج من أجنبيات بسبب قلة متطلباتهن.
- تجاوزت 3 ملايين فتاة سورية سن الثلاثين دون زواج، مع نسبة عزوف تبلغ 70%.
- الهجرة باتت الحل الوحيد للبعض لتجنب التجنيد وتحقيق حياة مستقرة رغم صعوباتها ومخاطرها.
شهدت سوريا تزايداً ملحوظاً في نسب العزوف عن الزواج، حيث بات الشباب يبتعدون عن هذه الفكرة بسبب التحديات الاقتصادية الصعبة.
وجعل ارتفاع تكاليف الزواج والمعيشة، إلى جانب مطالب المهور المرتفعة التي يفرضها بعض الأهالي، الزواج أمراً بعيد المنال لكثيرين في سوريا، وفقاً لما نقله موقع "بزنس تو بزنس" المقرب من النظام السوري.
ودفعت هذه الضغوط العديد من الشباب السوريين المهاجرين إلى الخارج لتفضيل الزواج من أجنبيات، نظراً لقلة مطالبهن، بينما يبقى هذا الخيار صعب التحقيق بالنسبة للشباب الذين لم يغادروا البلاد.
ويروي أحد الشباب تجربته مع أصدقائه الذين هاجروا، وعندما فكروا في الارتباط بفتيات سوريات، وجدوا أن الطلبات المتزايدة والمرهقة، والتي قد تصل إلى طلب شراء سيارة خاصة، دفعتهم في النهاية إلى الزواج بفتيات أجنبيات أقل تطلباً.
من جهتها، أشارت بعض الفتيات إلى أن تكاليف الزواج للشباب السوري أصبحت باهظة، مما يدفع الشباب للعزوف عن فكرة الزواج، ومع ذلك، تصر الفتاة على مطالبها من دون التنازل.
وأشار المصدر إلى تقرير مصور نشره موقع "هنا العاصمة" الإخباري قبل أسابيع، استعرض آراء الشباب والفتيات وكذلك الأهالي بخصوص فكرة الزواج في ظل الوضع الراهن، وأبرز المعوقات التي أدت إلى ارتفاع نسب العزوبية.
وقالت إحدى الفتيات إنه على الشباب انتظار تكوين أنفسهم بالطريقة التي تفضلها الفتاة، حتى وإن اضطروا للانتظار حتى سن الخمسين، في حين علقت أخرى قائلة: "اللي ما معو لا يتزوج".
بدورها، قالت إحدى الأمهات إنها طلبت مهراً لابنتها قدره 5 ليرات ذهبية مقدم و5 مؤخر، بالإضافة إلى "ملبوس بدن" بقيمة 8 ملايين ليرة سورية، معتبرة أن هذه المطالب "تحت الوسط".
وفي عام 2022، نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة النظام قوله إن نحو 3 ملايين فتاة سورية تجاوزن سن الثلاثين من دون زواج، مشيراً إلى أن نسبة العزوف عن الزواج في سوريا بلغت 70% في ذلك الوقت.
تحديات بالجملة تواجه الشباب في سوريا
يواجه الشباب في سوريا العديد من التحديات التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم ومستقبلهم، بدءاً من فرض التجنيد الإجباري عليهم من قبل النظام، والذي يُعد إحدى أبرز المشكلات التي ترهق الشباب، حيث يتعرضون للملاحقة والاعتقال من قِبل الأجهزة الأمنية، ما يجبر كثيرا منهم على العزوف عن متابعة دراستهم.
ويخشى كثير من الشباب الانتقال بين المناطق عبر الحواجز التي نصبتها قوات النظام، خوفاً من أن يتم توقيفهم وإجبارهم على الالتحاق بالخدمة العسكرية، مما يدفعهم إلى البقاء في منازلهم وتجنب التفاعل مع المجتمع.
بالإضافة إلى التجنيد الإجباري، يعاني الشباب في سوريا من تردي الظروف الاقتصادية بشكل عام، إذ يشكل العثور على فرصة عمل تحدياً صعباً في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية، حيث أغلقت العديد من الشركات والمصانع أبوابها نتيجة النزاع المستمر.
كما أن الوظائف المتاحة غالباً ما تكون ذات أجور منخفضة ولا تتناسب مع تكاليف المعيشة المتزايدة، مما يجعل الشباب غير قادرين على تأمين متطلبات حياتهم الأساسية، ناهيك عن بناء مستقبل مستقر.
وتؤدي هذه الظروف الاقتصادية الصعبة أيضاً إلى مشكلات اجتماعية ونفسية للشباب، فالعجز عن العثور على فرص عمل مجزية يجعل كثيرا منهم يشعرون بالإحباط وفقدان الأمل، فضلاً عن تأثير ذلك على النمو السكاني إذ تحول الظروف الاقتصادية والأمنية من دون الإقدام على الزواج والتفكير فيه.
وأمام هذه التحديات المعقدة، يجد العديد من الشباب أنفسهم مضطرين إلى الهجرة خارج سوريا بحثاً عن حياة أفضل، حيث باتت الهجرة بمنزلة الحل الوحيد للبعض لتجنب التجنيد الإجباري وتحقيق مستقبل آمن اقتصادياً، على الرغم من تحدياتها ومخاطرها، حيث يواجه الشباب صعوبات في الحصول على التأشيرات وتكاليف السفر الباهظة، بالإضافة إلى مخاطر الطريق.