icon
التغطية الحية

مع تصاعد الدعوات لتشديد قوانين اللجوء.. هل يمكن ترحيل السوريين من ألمانيا؟

2024.08.28 | 13:51 دمشق

آخر تحديث: 28.08.2024 | 15:34 دمشق

هل يمكن ترحيل السوريين من ألمانيا؟
هل يمكن ترحيل السوريين من ألمانيا؟
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • أدى مقتل ثلاثة أشخاص على يد لاجئ سوري، رُفض طلبه، إلى تصعيد التوترات حول سياسة اللجوء في ألمانيا.
  • زادت الدعوات إلى ترحيل اللاجئين السوريين والأفغان، وتشديد القوانين المتعلقة باللجوء.
  • تواجه ألمانيا صعوبات في ترحيل اللاجئين السوريين بسبب الوضع في سوريا، مما يمنحهم حق الحماية الثانوية.
  • يحصل اللاجئون الذين يواجهون خطراً كبيراً في بلادهم على الحماية الثانوية في ألمانيا، مما يمنع ترحيلهم.
  • تحاول ألمانيا تطبيق إجراء دبلن لإعادة اللاجئين إلى الدول التي دخلوا منها إلى أوروبا، ولكن تواجه تحديات في تنفيذه.

أدى اكتشاف أن المشتبه به الذي قتل 3 أشخاص في زولينجن هو مواطن سوري رُفض طلب لجوئه العام الماضي وكان يجب ترحيله، لإثارة الجدل في ألمانيا، حيث زادت الدعوات في البلاد إلى ترحيل السوريين والأفغان إلى بلادهم.

وسلم المشتبه به، البالغ من العمر 26 عاماً، نفسه للشرطة يوم السبت، وأعلن تنظيم الدولة "داعش" مسؤوليته عن الهجوم.

وتبيّن أن المشتبه به كان في ألمانيا منذ نحو عامين، ورفض طلب لجوئه، وكان ينبغي ترحيله إلى بلغاريا، أول بلد دخل فيه الاتحاد الأوروبي، لكن هذا القرار لم يُنفذ.

وبحسب موقع (DW) أدت هذه المعلومات إلى تجديد الدعوات على الساحة السياسية الألمانية لتقييد حقوق اللجوء والهجرة، وإزالة العقبات أمام ترحيل الأفغان والسوريين. لكن تنفيذ هذه المطالب ليس بالأمر السهل.

لماذا لا يمكن ترحيل السوريين إلى بلادهم؟

لا تزال حالة عدم الاستقرار التي بدأت في سوريا عام 2011 مستمرة. وتشير وزارة الخارجية الألمانية في تقييمها الحالي للوضع في سوريا إلى التالي: "لا تزال الاشتباكات مستمرة في جميع أنحاء سوريا، بدرجات مختلفة من الكثافة، مما يؤدي إلى مقتل المدنيين".

كما تلفت الوزارة إلى زيادة الضربات الجوية على "جهات وشبكات يشتبه بارتباطها بإيران" في سوريا منذ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، واستمرار الهجمات التي ينفذها تنظيم "داعش" في سوريا.

ووفقاً لوزارة الخارجية الألمانية، فإن سوريا ليست بلداً آمناً، كما أن المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين (BAMF) ملزم بأخذ ذلك في الاعتبار عند تقييم طلبات اللجوء. لذا عُلقت عمليات الترحيل إلى سوريا، وينطبق الوضع نفسه على مواطني أفغانستان.

وأشار الموقع إلى أنه حتى إذا لم يُقبل هؤلاء الأشخاص كلاجئين في ألمانيا، فإنهم يستفيدون تلقائياً من وضع يُعرف بـ"الحماية الثانوية" لأنهم لا يمكن إعادتهم إلى بلادهم.

ما وضع الحماية الثانوية ومن يتمتع به؟

ويُمنح الأشخاص الحاصلون على وضع الحماية الثانوية تصريح إقامة صالح لمدة عام واحد في البداية. ثم يمكن تمديد التصريح لمدة سنتين في كل مرة إذا لزم الأمر. هؤلاء الأشخاص لا يتمتعون بكل الحقوق التي يتمتع بها الأشخاص الذين قُبلت طلبات لجوئهم. على سبيل المثال، يكون حق لم شمل الأسرة محدوداً.

وبحسب المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين الألماني، يُمنح هذا الوضع للأشخاص الذين "يواجهون خطراً كبيراً للتعرض لضرر جسيم" في بلدهم الأصلي ولا يمكنهم الحصول على الحماية هناك أو لا يرغبون في الاستفادة منها بسبب هذه التهديدات. يشمل ذلك الأشخاص الذين تتعرض حياتهم للخطر بسبب الحرب والإرهاب.

كم عدد السوريين في ألمانيا؟

تشير أحدث البيانات من المكتب الفيدرالي للإحصاء، إلى أن نحو مليون سوري يعيش في ألمانيا. متوسط عمر السوريين في ألمانيا هو 25 عاماً، 39 بالمئة منهم ذكور و37 بالمئة منهم قاصرون.

وصلت الغالبية العظمى من هؤلاء السوريين إلى ألمانيا في عام 2015. على الرغم من التدابير المتخذة مثل اتفاقية اللاجئين مع تركيا، لا يزال السوريون يتدفقون إلى ألمانيا. وبلغ عدد السوريين الذين تقدموا بطلبات لجوء في النصف الأول من عام 2024 نحو 37 ألفاً و633 سورياً.

تقييم الخارجية الألمانية

لم يتغير تقييم وزارة الخارجية الألمانية للوضع في سوريا. ومع ذلك، قد يشكل قرار المحكمة الإدارية العليا في مونستر بولاية شمال الراين وستفاليا نقطة تحول. 

وأشارت المحكمة في حكم صدر هذا العام إلى أن المدنيين ليسوا جميعاً عرضة لخطر كبير في جميع أنحاء سوريا، وأن بعض المناطق أصبحت أكثر أماناً، وقررت أنه لا توجد حقوق حماية عامة للسوريين في ألمانيا. 

ولم يتضح بعد كيف سينعكس هذا القرار على سياسات ألمانيا إذا أصبح نهائياً.

وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس في نهاية أيار بعد هجوم بالسكاكين في مانهايم أدى إلى مقتل شرطي، أنهم يريدون إظهار مزيد من الحزم في ترحيل المجرمين، بما في ذلك المواطنون السوريون والأفغان.

ما إجراء دبلن وكيف يُطبق بحق السوريين؟

على الرغم من أنه لا يمكن ترحيل السوريين إلى بلادهم بعد، إلا أنه يمكن إعادتهم إلى أول دولة دخلوا فيها الاتحاد الأوروبي، ويتحقق ذلك من خلال إجراء يُعرف باسم "إجراء دبلن"، وهو تنظيم أوروبي.

ووفقاً لهذا التنظيم، يجب أن تتم إجراءات اللجوء في أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي دخلها اللاجئون. لذا يمكن لألمانيا إعادة اللاجئين والمهاجرين الذين ينطبق عليهم هذا الإجراء إلى تلك الدولة.

وبحسب البيانات التي شاركتها الحكومة الألمانية، رُحّل 829 سورياً العام الماضي و257 سورياً في الربع الأول من عام 2024 إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي دخلوا فيها أولاً. ويذكر أن الغالبية العظمى رُحّلوا بموجب إجراء دبلن.

ولكن لم يُرسل جميع اللاجئين والمهاجرين الذين تعتزم ألمانيا إعادتهم إلى الدول الأعضاء ذات الصلة. على سبيل المثال، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية، أرادت ألمانيا العام الماضي إعادة نحو 75 ألف شخص إلى الدول التي دخلوا فيها أولاً، وحصلت على موافقة من تلك الدول بشأن 56 ألف شخص، لكن في الواقع رُحّل 5 آلاف شخص فقط.

من هم الأطراف المعنية بإجراء دبلن ولماذا يتعرض للانتقادات؟

وبجانب جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تشارك سويسرا والنرويج وليختنشتاين وآيسلندا أيضاً في إجراء دبلن.

هذا الإجراء يلزم الدول التي دخلها اللاجئون أولاً بتسجيل طلبات اللجوء وفحصها واتخاذ قرار بشأنها، مما يشكل عبئاً أكبر على دول الاتحاد الأوروبي الواقعة على الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية.

لذلك، أُجريت إصلاحات هذا العام في "آلية التضامن" لمحاولة تخفيف هذا العبء عن الدول المعنية.