انتعشت حمّامات السوق مجدّداً في مدينة حلب، وبات لجوء الأهالي إليها خياراً أخيراً، في ظل الانقطاع المستمر للمياه والكهرباء، فضلاً عن ارتفاع أسعار المحروقات.
وتقول مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّه رغم الأجور المرتفعة قليلاً لـ حمّامات السوق الشعبية، إلا أنّ الأهالي يلجؤون إليها بمعدّل مرّتين في الأسبوع.
حمّامات السوق.. أجور مرتفعة لكنها أفضل الخيارات
وأضافت المصادر المحلية أنّ "مقابل الاستحمام لـ ثلاث أو أربع ساعات يدفع الشخص 30 ألف ليرة سوريّة (ما يقارب 5 دولارات)، وهو سعر جيّد لكثيرين، لكنّه ليس بمقدور الجميع، في ظل الأزمة الاقتصادية وانتشار الفقر في عموم المناطق السوريّة، خاصةً مناطق سيطرة النظام السوري".
وأشارت المصادر إلى أنّ كلفة صهريج المياه (500 لتر) الذي تستخدمه العائلة المؤلّفة من أربعة أشخاص، لا يكفيها لأسبوعٍ واحد، ويبلغ سعره 45 ألف ليرة سوريّة، كما يبلغ سعر لتر المازوت 19 ألف ليرة، إن وجد، وهذه مبالغ تعجز الكثير من العائلات عن دفعه، خاصة في أحياء حلب الشرقية، التي تسيطر ميليشيات إيران على معظمها.
وبحسب المصادر فإنّ "فرصة تسخين المياه عن طريق الكهرباء، لاستحمام كل أفراد العائلة، أمر متعب للغاية عند وصول تيار الكهرباء مدة نصف ساعة وبشكل متقطع أيضاً، وهذا ما يشجّع الأهالي للجوء إلى حمّامات السوق، ليس من باب الرفاهية أو السياحة، ولكن بقصد الاستحمام فقط".
"بالبيت ع بتقدر تتحمم؟ لا والله يا دوب ع بتجي الكهربا"
— تلفزيون سوريا (@syr_television) January 14, 2022
حمّامات السوق من تقليد شعبي إلى ضرورة ملحة في #دمشق#تلفزيون_سوريا @syriastream pic.twitter.com/eyzKHtnxym
وسط انعدام المقومات.. الاستحمام يؤرق السوريين
والاستحمام بات أمراً مؤرقاً بالنسبة للسوريين، فموعد حمّام العائلة قد يثير استنفار الجميع، نظراً إلى أساليب الاستحمام المتبعة في ظل انقطاع الكهرباء وعدم توفّر مياه ساخنة، فضلاً عن كونه مكلفا جداً في حال الاستعانة بالوسائل القديمة، مثل "قاظانات" المازوت.
يشار إلى أنّ مناطق سيطرة النظام السوري تشهد، منذ سنوات، ساعات تقنين طويلة وصلت في بعض المناطق إلى أكثر من 20 ساعة يومياً، بسبب عدم توفر الفيول والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد.