أعرب سكّان في دمشق عن استيائهم من توجّه "وزارة التجارة الداخلية" في حكومة النظام، للاستعاضة عن تجربة معتمدي الخبز، بعد عامين من إطلاقها، بتجربة بيع المادة عبر صالات "السورية للتجارة" وصالاتها.
ويعني هذا الاستبدال - بحسب السكّان - عودة الازدحام على الأفران واضطرار الكثير من السكّان للذهاب إلى مسافات بعيدة للحصول على مادة الخبز، خاصةً المناطق التي لا توجد فيها أفران كـ المزة 86.
ويرى فراس - أحد المعتمدين في المزة 86 - أنّ وزارة التجارة الداخلية "تتسلّى" بموضوع الخبز وتتجاهل جودة الرغيف تماماً، مشيراً إلى أنّ "المزة 86" ستبقى من دون خبز، في حال ألغت الوزارة المعتمدين.
ويوضح فراس خلال حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، أن معظم سكّان "المزة 86" يشترون الخبز من المعتمدين لعدم توفّر الأفران فيها، وفي حال الإلغاء سيضطر السكّان للذهاب إلى أفران حي الشيخ سعد، ما يزيد من كثافة طوابير الانتظار أمام كوات الأفران وعودة مظاهر الازدحام أمامها.
آلية جديدة لبيع الخبز
بحسب صحيفة "البعث" التابعة للنظام السوري، فإنّ "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" تتجه إلى إلغاء المعتمدين وتوفير الخبز عبر صالات "السورية للتجارة" والأكشاك، مع حفاظها على جزء منهم في المناطق التي لا تتوفر فيها الصالات.
وعليه، يعتقد سكّان في دمشق ومنهم وليد إدريس (32 عاماً) - مدرس لغة إنكليزية - أنّ "نية الوزارة إلغاء معتمدي الخبز تندرج في إطار افتعال أزمة في توزيع الخبز، بعد أشهر من استقرار التوزيع عبر المعتمدين وكوات الأفران".
ويوضح إدريس لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ "توزيع الخبز عبر المعتمدين رغم كونه خياراً سيئاً، إلا أنه يظل أقل سوءاً من الانتظار لساعات أمام الأفران وعلى أكشاك الخبز".
وبينما يبلغ سعر ربطة الخبز الرسمي من الفرن 200 ليرة سورية، تُباع من المعتمد للمواطن بـ 500 ليرة وأحياناً بألف ليرة، وهذا الفارق السعري يبرّره المعتمدون بـ"تكاليف النقل وتحقيق هامش ربح"، مشيرين إلى أنّ وزارة التجارة الداخلية خفضت مؤخراً مخصّصات معتمدي الخبز بنسبة وصلت إلى 50%.
ومع هذا التخفيض، بدأ المعتمدون التحكّم بالناس من خلال تخفيض مخصّصاتهم من الخبز المحدّدة عبر "البطاقة الذكية"، فضلاً عن بيع الربطة بألف ليرة، بحسب ما قال عدد من سكّان المزة لـ موقع تلفزيون سوريا.
اقرأ أيضاً.. أزمة الخبز في سوريا
وكانت حكومة النظام قد بدأت، في شهر أيلول 2020، ببيع الخبز عبر "البطاقة الذكية" ووفق نظام الشرائح، بحجة توفيره لكل السكّان ومنع التلاعب والمتاجرة بالمادة وتخفيف الازدحام.
وبحسب سكّان دمشق، فإنّ معاناتهم لا تنتهي عند طريقة الحصول على الخبز، إنما تتعداها إلى سوء نوعية الرغيف وعدم صلاحيته للأكل، وسط تخبّط قرارات "وزارة التجارة الداخلية" بين تخفيض مخصّصات المعتمدين أو إلغاء عملهم والاستعاضة عنهم بكوات الأفران والأكشاك.
آليات بيع خبز فاشلة ومثيرة للسخرية
يشار إلى أنّ حكومة النظام السوري, طرحت عشرات الآليات لبيع الخبز، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، من بينها آليات مثيرة للضحك والسخرية، كآلية "كل ربطتين بكيس"، و"ربطتي خبز كل يومين بدل ربطة واحدة بيوم واحد"، وغيرها.
وما تزال حكومة النظام تفشل في إيجاد حل حقيقي لعلاج أزمة توفير الخبز، وسط تخبّطٍ في التصريحات الرسمية أمام مشهد الازدحام والطوابير وإغلاق أفران عديدة نتيجة عدم توفّر الطحين وارتفاع تكاليف المواد، إضافة إلى الرسوم الباهظة التي تفرضها، وقبل كل ذلك، بسبب تعنّت النظام وحربه المستمرة على السوريين.