خفّض النظام السوري كميات الخبز المدعوم اليومية، الممنوحة بسعر مخفض عبر "البطاقة الذكية" لجميع فئات المواطنين في البلاد بنسبة 50 في المئة، وذلك من دون إعلان رسمي.
وقالت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إن نسبة كبيرة من معتمدي الخبز في دمشق خفضوا مخصصات المواطنين اليومية من مادة الخبز، حيث باعوا المواطنين نصف الكمية المخصصة لهم، بحجة صدور قرار بتخفيض مخصصات المعتمد من مادة الخبز بنسبة 50 في المئة.
وفي الوقت ذاته، لم يحدث أي تخفيض بمخصصات المواطنين اليومية التي يشترونها من المخابز الخاصة والعامة، الأمر الذي أثار استياءً واضحاً لدى المواطنين، بحسب صحيفة الوطن.
وأكد عدد من المواطنين بأن بطاقاتهم الإلكترونية صادرة من محافظات أخرى غير محافظة دمشق وليس بإمكانهم شراء الخبز سوى من المعتمد الذي بات يبتزهم ويعطيهم نصف الكمية المخصصة لهم، مطالبين بضرورة إيجاد حل لهذا الأمر من قبل وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام أو السماح لهم بالشراء من المخابز وحصولهم على مخصصاتهم بالكامل.
كيف برر النظام السوري القرار؟
ومن جهتهم، برر بعض المعتمدين ذلك بأن مخصصاتهم من مادة الخبز انخفضت بنسبة 50 في المئة وهم لا يستطيعون إعطاء جميع المواطنين الذين يوطنون بطاقاتهم الإلكترونية لديهم مخصصاتهم كاملة من الخبز لذا قاموا بتخفيض الكميات اليومية المخصصة للمواطنين من أجل تخديم النسبة الأكبر منهم.
وبدوره، أكد مدير عام "المؤسسة السورية للمخابز"، مؤيد الرفاعي، صحة صدور قرار بتخفيض مخصصات المعتمدين من مادة الخبز وذلك في كل مراكز المدن ولم يشمل القرى والأرياف البعيدة عن المخابز.
وزعم أن التخفيض لم يكن بنسبة 50 في المئة كما يدعي المعتمدون إنما هو جزئي ويشمل مراكز المدن حصراً.
وادعى أن هذا القرار لا يعني تخفيض المعتمدين مخصصات المواطنين اليومية بنسبة 50 في المئة، مضيفاً: يجب على كل معتمد إعطاء المواطن حصته كاملة دون نقصان وفي حال عدم إعطائه مخصصاته كاملة باستطاعته تقديم شكوى ضده إلى "مديرية التجارة الداخلية" في المحافظة.
وأشار إلى أن الهدف من صدور القرار افتتاح كوات البيع في المخابز لفترات ولساعات أطول باعتبار أن هناك نسبة من المواطنين لم يحصلوا على مخصصاتهم خلال الفترة السابقة بسبب الازدحام الذي كان يحصل على المخابز عندما كانت فترة افتتاح كوات البيع ليست طويلة، نافياً في الوقت نفسه بأن هذا الإجراء مؤقت وجرى تخفيض مخصصات المعتمدين بسبب كارثة الزلزال.
أزمة خبز في سوريا
وبالرغم من طرح عشرات الآليات لبيع الخبز خلال العامين الأخيرين، ما تزال حكومة النظام السوري تفشل في إيجاد حل حقيقي لعلاج أزمة توفير الخبز، وسط تخبّطٍ في التصريحات الرسمية أمام مشهد الازدحام والطوابير وإغلاق أفران عديدة بسبب عدم توافر الطحين.