البث المباشر
انتظرت كثير من الأسر حتى نهاية شهر أيلول لتبدأ مؤونة المكدوس معتقدين أن الأسعار ستنخفض كما كانت تدور الشائعات حول انخفاض بأسعار كل السلع، لكنهم صدموا بأن الأسعار بقيت على حالها لمعظم المكونات، وارتفعت أكثر لبعضها، وأهمها زيت الزيتون.
في جولة على الأسواق في دمشق، وصل سعر كيلو الباذنجان إلى 3 آلاف ليرة، وأي أسرة بحاجة على الأقل إلى 25 كيلو بـ75 ألف ليرة، الـ25 كيلو بعد السلق والتنشيف والكبس تنخفض إلى نحو 8 كيلوغرامات، ويباع الكيلو المسلوق والمكبوس والمسوك الجاهز للحشو بـ20 ألف ليرة سورية وسطياً، أي تصل كلفة الـ8 كيلو (تعادل نحو 25 كيلوغراماً قبل السلق والتنشيف) إلى 160 ألف ليرة، وهذا الخيار متاح أمام الشريحة الأكثر يسراً.
كلفة المكدوس في سوريا
الكمية الوسطية اللازمة للأسرة المؤلفة من 5 أشخاص المقدرة بـ25 كيلوغراماً، بحاجة إلى 1.5 كيلو جوز على الأقل، وتراوح سعر الكيلو من 85 ألف ليرة لأرخص نوع بلدي وصولاً إلى 130 ألف ليرة للنوعية الأميركية، وبحاجة نحو 2 كيلو فليفلة مطحونة، ووصل سعر كيلو الفليفلة المطحونة الجاهز إلى 25 ألف ليرة وتدرج نزولاً إلى 20 ألف ليرة تبعاً لنشافته (خلوه من السوائل). وتحتاج هذه الكمية إلى 3 لترات من الزيت، وتراوح لتر زيت الزيتون النوع الأول بين 85 – 100 ألف ليرة، والوسط بين 50 – 70 ألف ليرة.
تبعاً للأسعار أعلاه تكون كلفة مؤونة 25 كيلو مكدوس بأعلى الأسعار تساوي 620 ألف ليرة سورية، وترتفع إلى نحو 700 ألف ليرة في حال استخدام المكدوس المسوك الجاهز. أما في حال احتساب الأسعار بأقلها، فتكون الكلفة نحو 392 ألف ليرة.
بمقارنة مع العام الماضي، وبحسب الأسعار التي رصدتها صحيفة الوحدة الرسمية حينها، كان سعر كيلو الباذنجان 1000 ليرة فقط، أي أنه ارتفع 200%، وسعر كيلو الجوز كان نحو 50 ألف ليرة ما يعني أنه ارتفع نحو 100%، وكان سعر كيلو زيت الزيتون 12 ألف ليرة واليوم الجيد بـ85 – 100 ألف ليرة أي أنه ارتفع أكثر من 600%، الفليفلة الحمراء تقريباً كانت ثابتة أو أرخص قليلاً حيث كان يباع الكيلو بـ15 ألف ليرة على الأقل العام الماضي للنوعية غير الناشفة.
حلول التفافية
يجد السوريون غالباً حلولاً أرخص لكنها تبقى بعيدة عن متناول شرائح واسعة من الأسر، حيث يستخدم البعض الجوز المفروم الناعم وهو رخيص نسيباً ويتراوح بين 55 – 65 ألف ليرة، ويستخدمون زيت القلي النباتي بدل الزيتون بسعر 25 ألف ليرة للتر، ويقومون بشراء الفليفلة الحمراء وطحنها وتنشيفها بالمنزل ما يخفض سعر الفليلفة نحو 25%.
الحل الأكثر جدوى بالنسبة للأسر التي التقاها الموقع، هو اختصار الكمية كاملةً فبدلاً من الـ25 كيلو باذنجان، يتم شراء 12 كيلو، ثم اختصار الحشوة وكميتها وجودتها تبعاً لأرخص الأنواع ما يجعل الكلفة تتراوح بين 175 - 200 ألف ليرة سورية، في وقت صنعت فيه بعض الأسر 5 كيلو فقط (دواقة) كي لا يمر الموسم دون تذوق المكدوس، لكن الشريحة الأوسع استبعدت هذا النوع من المؤونة نهائياً العام الحالي.
بعض الأسر التي التقاها الموقع، وصلتها حوالات من أقاربها في دول اللجوء بشكل خاص للمكدوس، ومنهم من ينتظر هذه الحوالة مع بداية الشهر العاشر، وبالتالي باتت شريحة من المغتربين ترسل حوالات خاصة لهذا النوع من المؤونة.
وتشهد أسعار معظم أنواع السلع والمواد الغذائية في سوريا كالخضراوات واللحوم والزيوت وغيرها ارتفاعات يومية، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.
خلال النصف الثاني من شهر آب الجاري، ارتفع متوسط تكاليف المعيشة لعائلة مكونة من خمسة أفراد في سوريا إلى أكثر من 10.3 ملايين ليرة سورية، بعد أن كان في شهر تموز الفائت نحو 6.5 ملايين ليرة، في وقت لم يتجاوز متوسط الرواتب الـ 200 ألف ليرة، بحسب دراسة نشرتها جريدة قاسيون.
