icon
التغطية الحية

فرنسا تهزم البرتغال بالترجيح وتلاقي إسبانيا في نصف نهائي كأس أوروبا 2024

2024.07.06 | 02:05 دمشق

675676
فرنسا تلاقي إسبانيا في نصف نهائي أوروبا
الدوحة ـ winwin
+A
حجم الخط
-A

تمكنت فرنسا أخيراً من الفوز على منتخب البرتغال بركلات الترجيح (5-3) مساء أمس الجمعة، لتلاقي في دور منتصف النهائي من كأس أوروبا 2024 المنتخب الإسباني الذي حرم نظيره الألماني -مستضيف البطولة- من التأهل، وذلك بفوزه (2-1) بعد التمديد في ملحمة كروية.

وحجز منتخب فرنسا ثاني البطاقات المؤهلة إلى نصف نهائي كأس أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2024"، وذلك بفوزه على نظيره البرتغالي بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي من دون أهداف (0-0)، في مباراة دور الـ8 بالبطولة.

أداء حذر من الفريقين

لُعبت مباراة فرنسا والبرتغال على أرضية ملعب "فولكسبارك" بمدينة هامبورغ الألمانية، وانتهى شوط اللقاء الأول بالتعادل السلبي من دون أهداف (0-0)؛ حيث غلب الحذر أداء الفريقين، بالنظر لقيمة اللقاء وطبيعته الإقصائية. وتشير أرقام شبكة "سوفا سكور" العالمية إلى أن معدل الأهداف المُتوقعة في الحصة الأولى بلغت 0.07 للبرتغال، مقابل 0.08 لفرنسا.

استمر الأداء الحذر في الشوط الثاني، قبل أن تنتفض البرتغال هجوميًا؛ حيث وقف الحارس الفرنسي مايك ماينان "حائط صد" أمام 3 تسديدات قريبة متتالية، لبرونو فيرنانديز وفيتينيا وكريستيانو رونالدو على الترتيب.

وتسبب الجناح الأيسر البرتغالي رافائيل لياو في مشكلات كبيرة لظهير أيمن منتخب فرنسا "جول كوندي"، فيما بدا الظهيران جواو كانسيلو ونونو مينديز أكثر تحررًا بالجانب الهجومي.

وشعر منتخب فرنسا بالقلق، ليبدأ في مبادلة البرتغال الهجوم، وقد سنحت فرصة ثمينة أمام مهاجم الفريق، راندال كولو مواني، الذي ظهر منفردًا بحارس البرتغال دييغو كوستا، قبل أن يطلق تسديدة قوية، اصطدمت بأحد مدافعي "البحارة"، وخرجت إلى ركلة ركنية.

واصل المنتخب الفرنسي هجومه؛ حيث سدد عثمان ديمبيلي، الذي شارك في الشوط الثاني بدلًا من أنطوان غريزمان، كرة مقوسة، مرت بجوار المرمى بقليل، فيما زج مدرب البرتغال، روبيرتو مارتينيز، بالثنائي نيلسون سيميدو وفرانشيسكو كونسيساو على حساب كانسيلو وبرونو على الترتيب.

وانتهى شوط اللقاء الثاني بالتعادل السلبي، ليحتكم الفريقان إلى وقت إضافي من شوطين. وبدا منتخب البرتغال في وضع فني أفضل بالشوط الإضافي الأول، فيما بدأ الثاني على وقع استبدال قائد الفريق الفرنسي، كيليان مبابي؛ حيث زج مدرب الديوك ديدييه ديشامب، بالجناح الصاعد برادلي باركولا.

ولم يتعرض مبابي لإصابة قبل خروجه، وقد رجّح متابعون أن يكون "الإجهاد" سبب التغيير، خاصةً أن مهاجم ريال مدريد الجديد تعرض لكسر في أنفه، وغاب عن بعض تدريبات المنتخب الفرنسي، خلال مرحلة المجموعات.

ركلات الترجيح تحسم المعركة

وظل التعادل السلبي حاضرًا، حتى أطلق مايكل أوليفر صافرته، مُعلنًا انتهاء المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، ليتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح، التي حسمها منتخب فرنسا لصالحه، بنتيجة 5-3.

واستفاد لاعبو منتخب فرنسا من إهدار لاعب البرتغال جواو فيليكس ركلته، فيما تفننوا هم في تسجيل ركلاتهم الخمسة، ليحسموا الفوز وبطاقة التأهل إلى نصف النهائي وملاقاة إسبانيا.

إسبانيا تقصي الألمان

أقصت إسبانيا ألمانيا وذلك بعدما هزمتها بهدفين لهدف في مباراة مثيرة بربع نهائي البطولة وانتهت بعد الاحتكام لوقتٍ إضافي نجح فيه ميكيل ميرينو في تسجيل هدف قاتل في الدقيقة 119.

وأعاد هذا الهدف الحاسم التفوق لإسبانيا التي بدأت التسجيل بهدف داني أولمو قبل أن يسجل فريتز نسخة ألمانيا من الأهداف القاتلة في الدقيقة 89.

المباراة جادت بالكثير مما أراده المتابعون، وأضافت لمسة عنيفة لا تخطئها العين خاصة من الجانب الألماني في بدايات المباراة تهاون معه الحكم أنتوني تايلور الذي ظن أن تجاهله للقطة أو اثنتين من توني كروس من الممكن أن تمر في سلام فإذا بها تسفر عن معركة ثأرية بين الفريقين تبادلا فيها الكثير من الركلات وأسفرت في بدايتها عن إصابة بيدري وخروجه من المباراة، وفي خلالها عن 17 بطاقة وفي نهايتها عن بطاقة حمراء لداني كارفاخال الذي سيغيب ضمن عدة لاعبين عن تشكيلة الماتادور في نصف النهائي.

ربما أراد تايلور تفادي إنذار كروس سريعًا مع مباراة مرشحة لتكون الأخيرة له في مسيرته، لنرى هذه المشاهد أحيانًا، لكن في بعض الفترات تحول ثأر العنف إلى شيء إيجابي أحيانًا حيث ارتفع نسق المباراة وكانت الاندفاعات البدنية والمجهود الكبير سائدًا في اللقاء. ربما فقط يجدر بتايلور التعلم من مباراة كهذه أن الحكم الحكيم ليس هو الحكم الذي يتأنى في البطاقات الصفراء، بل هو الحكم الذي يتخذ القرار الصحيح الذي يفرض عدم خروج اللاعبين عن النص فيضطر لإشهار عديد البطاقات بدلًا من تلك الأولى التي أغفلها.

سيطرة إسبانية ثم توازن

هذا العنف لم يمنع سيطرة إسبانيا على النصف الأول من الشوط الأول مع محاصرة نسبية لصالح ألمانيا التي تراجعت للخلف دون قبول لوصول اللعب بسهولة إلى الثلث الأخير من ملعبها.

لكن الشوط الأول بشكل عام كان يُلعب بين فريقين يحملان الكثير من الخصال المتشابهة. فريقان يؤمنان باللعب المتدرج والضغط العالي والعكسي وإجادة اللعب في المساحات الضيقة مع أفضلية إسبانية مفهومة في هذا الصدد.

ولأن الخصال مشتركة وإجادة التطبيق ليس مختلفًا كثيرًا مع ميل كفة الميزان لصالح إسبانيا وصلت المباراة أحيانًا إلى مرحلة اللاحراك. فقط ما كان يحركها هو ما يفعله اللاعبون، فالمدربان أجادا التخطيط وتوقفت قوتهما أمام بعضهما البعض لتبدأ الحلول الفردية في إحداث هذا الحراك من حين لآخر، فمراوغة واحدة من هنا أو هناك تبعثر الدفاعات كما حدث مثلًا في لقطة راوغ فيها إيمريك لابورت منافسه ليروي ساني ليبعثر التحصينات الألمانية، ونفس الشيء حدث مع داني كارفاخال لكن دون مراوغات بل في تحرك مفاجئ له من الجانب الأيمن إلى وسط الملعب ليزيد لاعبي وسط إسبانيا لاعبًا ومن ثم يصبح اللاعب الخالي من الرقابة حتى وصل إلى حدود منطقة جزاء ألمانيا دون مضايقة مع تلك الخطط المحكمة التي يلتزم بها كل لاعب.

والحقيقة أن اشتراك داني أولمو بدلًا من بيدري كان له فائدة جمة على صعيد تلك التحركات المفاجئة، فأولمو لاعب يجيد اللعب في أكثر من مركز ما بين صانع الألعاب والمهاجم المتأخر والجناح، وقد لعب في كل تلك المراكز خلال المباراة وأفاد الإسبان كثيرًا.

لكن ما لم يفد الإسبان كثيرًا هو أن أولمو أقل دفاعيًا من بيدري أو على أقل تقدير أقل على مستوى الالتزام، وبالتالي عندما بدأت ألمانيا في الرد وكسب الاستحواذ في بعض فترات النصف الثاني من الشوط الأول، كان الضغط كبيرًا على رودري وفابيان رويز، كما أحكم المانشافت القبضة على انطلاقات نيكو ويليامز ولامين يامال في المرتدات مع مستوى مخيب للآمال من جانب ألفارو موراتا.

الأمر نفسه كان مع كاي هافيرتز لكن بشكل مختلف، فقد نجح فيما فشل فيه موراتا على صعيد التحرك بشكل جيد وتهيئة أكثر من فرصة لنفسه، لكن ما فشل فيه هو تحويل تلك الكرات لأهداف ليذهب الفريقان إلى الاستراحة متعادلين سلبيًا.

إسبانيا تسجل

عاد الإسبان بشكل قوي في بداية الشوط الثاني ليكونوا الطرف الأفضل وكرر موراتا ما فعله كاي هافيرتز عندما نجح في تهيئة كرة لنفسه بعد تمريرة من لامين يامال قبل أن يسدد عاليًا مع مضايقة تاه، لكن لامين يامال هيأ كرة أخرى إلى داني أولمو الذي لم يضيع الفرصة هذه المرة وسدد على يمين نوير في كرة استحال على الحارس الألماني المخضرم اللحاق بها.

كان على دي لافوينتي إدراك أن سر قوة إسبانيا في امتلاك الكرة وإبعاد الخطورة عن مرماها، كما أن نصف ساعة كان وقتًا طويلًا للصمود إن تراجع للخلف، لكنه قرر ذلك وأخرج لامين يامال وأشرك فيران توريس في رسالة واضحة للاعبي إسبانيا أن التبديلات بصبغة دفاعية ستتوالى لأن توريس أفضل دفاعيًا من يامال، لكن الناخب الوطني الإسباني تجاهل إضافات يامال الاستثنائية، وربما لم يكن ليفعل ذلك إن قرر إشراك لاعب وسط جديد لكن استبدال بيدري بداني أولمو حرمه من ذلك التفكير على ما يبدو.

مع الوقت بدأت ألمانيا في السيطرة ودفع التحصينات الإسبانية إلى الخلف خاصة مع الدور المهم الذي لعبه فريتز وجمال موسيالا في هذا الصدد لتدين لهم السيطرة.

لكن السيطرة لم تتحول لخطورة إلا عندما أدركت ألمانيا أن ما تتفوق على إسبانيا فيه حقًا هو ألعاب الهواء ليصبح اشتراك فولكروغ منطقيًا دون إخراج هافيرتز ليوفر كلاهما الحماية للآخر، بينما استمر دي لافوينتي في تبديلاته الدفاعية بإخراج نيكو ويليامز وموراتا وإشراك ثنائي سوسييداد أويارزابال وميكيل ميرينو.

ومع إصرار مدرب الماتادور الإسباني على عدم الاعتماد على أحد أفضل مدافعي الليغا الموسم الماضي داني فيفيان ليُشرك ناتشو، كان فولكروغ صداعًا حقيقيًا على دفاع لاروخا الذي فقد لو نورماند بعد بطاقته الصفراء. مع توالي العرضيات كان الألمان ينتزعون التعادل عن طريق فريتز بنفس الشكل تقريبًا.

وقت إضافي محموم وميرينو يختم اللقاء

كان وقتًا إضافيًا محمومًا جدًا ومليئًا بالصراعات البدنية والاندفاعات التي نتجت عن التبديلات واشتراك لاعبين أفضل بدنيًا، لكن اللمسة الختامية كانت من ميكيل ميرينو.

ميرينو اشترك لقوته البدنية في خط الوسط وربما كذلك لأنه يجيد الرأسيات بشكل كبير؛ فأشركه دي لافوينتي أملًا في مساهمة خط وسطه مع دفاعه في التصدي لعرضيات ألمانيا، لكن الهدية كانت في الجانب الآخر من الملعب إذ لم يُبعد ميرينو الخطورة الألمانية في الرأسيات بل سجل بنفسه رأسية أعادت للأذهان رأسية كارلس بويول التي أقصت ألمانيا في نصف النهائي وقادت إسبانيا لنهائي كأس العالم 2010.

والحقيقة أن تميز ميرينو على مستوى الرأسيات يعرفه من يشاهدون الليغا، فاللاعب قوي جدًا في كل جوانب الكرات الثابتة وكثير المشاكسة، ليكون نتاجًا طبيعيًا أن يسهم بشدة في حصد الكثير من النقاط لريال سوسييداد الموسم الماضي.

كانت مباراة قوية اعتبرها كثيرون نهائيًا مبكرًا، وقد وفت بالوعود تمامًا. تأهل الماتادور بينما بقيت ألمانيا دون لقب على أرضها منذ لقبها الوحيد على أرضها في كأس العالم 1974.