حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن الإنسانية تبعد بمقدار سوء تفاهم واحد أو زلّة واحدة عن إبادة نووية.
وأشار غوتيريش إلى أن العالم يواجه مخاطر لم يشهدها منذ حقبة الحرب الباردة، بحسب تصريحاته التي نقلها موقع "بي بي سي"، اليوم الثلاثاء، خلال افتتاح مؤتمر الدول الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وقال غوتيرش: "إننا وسط تصاعد التوتر في العالم، تفصلنا خطوة واحدة غير محسوبة عن حرب نووية مدمرة، وإننا كنا محظوظين للغاية حتى الآن".
الحظ ليس خطة استراتيجية
ونبّه غوتيريش، أن الحظّ ليس استراتيجية. ولا يحمي من التوترات الجيوسياسية التي تغلي على صفيح نزاع نووي، موضحاً أن هذا الحظ الذي حالفنا حتى الآن قد لا يدوم، حاثاً العالم على تجديد الدفع باتجاه نزع جميع الأسلحة المماثلة.
كذكل أشار الأمين العام، إلى بلوغ التوترات العالمية مستويات مرتفعة، خاصة بعد غزو روسيا لأوكرانيا، وفي ظل التوترات في شبه الجزيرة الكورية والشرق الأوسط.
بدوره، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة إلى المؤتمر، أمس الإثنين، يُعلن فيها أنه "لن يكون هناك فائز في حرب نووية، ولا يجوز إطلاقاً أن يطلق العنان لها".
بينما دان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ما وصفه بقرع روسيا لطبول الحرب، مشيراً إلى تسليم أوكرانيا لأسلحتها النووية، منذ عام 1994، بعد ضمانات بخصوص أمنها من روسيا ودول أخرى.
زيادة التسلح بالترسانات النووية
وسبق أن توقّع تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، أن يشهد العقد المقبل زيادة في التسلح بالترسانات النووية، على الرغم من التراجع الهامشي لأعداد الرؤوس النووية عام 2021.
وبحسب التقرير، فإن الدول التسع المسلّحة نووياً تواصل تحديث ترساناتها، وهي: الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، بريطانيا، فرنسا، الصين، الهند، باكستان، دولة الاحتلال الإسرائيلي، كوريا الشمالية.
وفي بداية عام 2022، كان مخزون هذه الدول التسع هو 12 ألف و 705 رؤوس نووية حربية، وُضع 2000 رأس منها في حالة التأهب العالية، معظمها يعود لأميركا وروسيا.
نبّه التقرير إلى أن عصر تخفيض ترسانات الأسلحة النووية قد انتهى، وأن خطر حدوث تصعيد نووي في أعلى مستوياته الآن منذ الحرب العالمية الباردة.
روسيا تقرع طبول الحرب النووية
وعزى باحثون مشاركون في إعداد تقرير معهد ستوكهولم، سباق التسلح النووي هذا إلى الغزو الروسي لأوكرانيا، والطريقة التي يهدّد بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستخدام الأسلحة النووية.
وبعد التقرير بأيام، أعلنت السفارة الروسية في واشنطن عبر بيان، رفضها اتهامات غربية لموسكو باستخدام التهديد بالأسلحة النووية، خلال حربها في أوكرانيا.
واعتبرت السفارة أن التلميحات الغربية حول تشكيل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لمخاطر على المواقع النووية هناك "غير مبررة"، كذلك الاتهامات بالتهديد بالسلاح النووي، وفق ما نقل موقع "روسيا اليوم".
وكان الرئيس الروسي قد أصدر أمراً بوضع قوات الردع "النووي" في حالة التأهب القصوى، مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا يومه الرابع فقط.
وتهدف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، إلى منع انتشار هذا النوع من الأسلحة والتكنولوجيا المرتبطة بها، مع الحفاظ على تعزيز التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتُعتبر التعهد الملزِم الوحيد بهدف نزع السلاح الذي قطعته الدولُ الحائزة للأسلحة النووية على نفسها في معاهدةٍ متعددة الأطراف، بحسب الأمم المتحدة.