icon
التغطية الحية

عيدية النظام السوري للموظفين والمتقاعدين.. ماذا تشتري الـ 300 ألف ليرة؟

2024.06.11 | 09:31 دمشق

2644444444444444444444
عيدية النظام السوري للموظفين والمتقاعدين.. ماذا تشتري الـ 300 ألف ليرة؟
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

قبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك، أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد المرسوم رقم 17 لعام 2024 والذي ينص على صرف منحة مالية لمرة واحدة للمتقاعدين والعاملين في دوائر حكومة النظام.

وقُدّرت المنحة بمبلغ مقطوعٍ قدره 300 ألف ليرة سورية (نحو 20 دولاراً) شملت العاملين (المدنيين والعسكريين) في "الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة وشركات ومنشآت القطاع العام وسائر الوحدات الإدارية".

وشملت المنحة "أصحاب المعاشات التقاعدية من العسكريين والمدنيين، وأصحاب معاشات عجز الإصابة الجزئي من المدنيين غير الملتحقين بعمل ولا يتقاضون معاشاً من أي جهة تأمينية أخرى".

وفي عز أيام العمليات العسكرية التي كان يقودها جيش النظام السوري ضد مختلف المحافظات السورية لملاحقة الثوار، كان الوضع المعيشي للسوريين أفضل بكثير من هذه الأيام، خصوصاً بعد ثبات سعر الليرة السورية أمام الدولار إلى حد ما عند 14800 ليرة، واستمرار القدرة الشرائية للسكان بالتراجع.

وهذه إشارة إلى الفشل الاقتصادي وتفشي الفساد في كل مؤسسات النظام والأجهزة الحكومية وعدم تمكنه من من وقف التدهور في ظل سياسات غير مسؤولة تسهم في زيادة نسب الفقر إلى مستويات كبيرة جداً، قدرتها الأمم المتحدة بـ 90% تحت خط الفقر.

ويعاني السوريون في مناطق النظام سواء أكانوا موظفين حكوميين أو في القطاع الخاص من قلة رواتبهم مقارنة بالواقع المعيشي ذو التكاليف العالية.

ماذا تشتري الـ 300 ألف ليرة سورية بالنسبة للطعام؟

ورصد موقع "تلفزيون سوريا"، ما الذي تفعله هذه المنحة المالية الزهيدة في سوريا قبل العيد أو خلاله، بما يعبر بشكل جلي عن الواقع الاقتصادي والمعيشي الذي يشقى به السوريون تحت سيطرة النظام.

وتبلغ قيمة المنحة المالية التي لن يحصل عليها سوى العاملون في القطاع العام أو المتقاعدون عنه، قرابة 20 دولاراً أميركياً وهو حجم متوسط الرواتب الحكومية حالياً.

ومن خلال جولة في أسواق دمشق في باب سريجة أو الميدان أو الشيخ سعد، نجد أنه بـ 300 ألف ليرة سورية يمكن شراء فروجين مشويين مع زيادة 20 ألف ليرة فوقهم لأن أرخص فروج مشوي بـ 160 ألف ليرة سورية.

وبزيادة 40 ألف ليرة فوق الـ 300 ألف يمكن شراء فروجين بروستد، لأن سعر الفروج البروستد بـ 170 ألف ليرة بأقل وزن ممكن.

تشتري الـ 300 ألف ليرة كيلو لحم غنم من دون دهنة، لأن سعر كيلو اللحمة بدهنة 20 بالمئة يبدأ من 280 ألف ليرة.

وتشتري الـ 300 ألف 3 كيلوغرام شرحات دجاج (فيليه)، وقرابة 4 كيلو دجاج بعظم فخذ أو وردة.

تشتري الـ 300 ألف ليرة 6 كيلوغرام جبنة بيضاء، و3 كيلوغرام من الجبنة المشللة أو الحلوم.

تشتري الـ 300 ألف ليرة 10 كيلوغرام أرز مصري من نوع جيد أو 10 كيلو من السكر بعد أن ارتفع ثمنه لـ 30 ألف ليرة للكيلو الواحد.

تشتري الـ 300 ألف ليرة 1 كيلوغرام من قهوة الشامي مع هيل إكسترا، وكيلو غرام وأوقية من قهوة الحسناء أو الحموي، وهناك أنواع أخرى بـ 230 ألف ليرة للكيلو الواحد.

والـ 300 ألف ليرة لا تشتري كيلو مكسرات إكسترا لأن سعرها قرابة 450 ألف ليرة، بينما مخلوطة المكسرات المليئة بالفستق السوداني والبذر الأبيض بـ 300 ألف ليرة.

ويبلغ كيلوغرام معمول الفستق الحلبي من نوعية جيدة بـ 400 ألف ليرة، وكيلو غرام 

معمول الفستق الممتاز بـ 500 ألف ليرة.

ويبدأ كيلو معمول العجوة من نوعية جيدة 250 ألف ليرة، والممتاز من 300 ألف ليرة للكيلو الواحد.

هل تشتري الـ 300 ألف ليرة لباس عيد لطفل واحد؟

وبخصوص شراء ألبسة العيد لطفل واحد صغير، حتى ولو من البالة (مستعمل) أو من البسطة في الطرقات لا تشتري الـ 300 ألف لباس من قطعتين بنطال وكنزة أو قميص، بل يبلغ متوسط سعر القطعتين ما بين 450 ألف ليرة و550 ألف ليرة.

وحتى في البالة لا يقل سعر القطعة الواحدة عن 180 ألف ليرة ما يعني أن الـ 300 ألف ليرة لا تشتري لباسا لطفل واحد صغير.

ويبلغ سعر الحذاء من نوعية متوسطة قرابة الـ 300 ألف ليرة سورية، ما يعني أن الطفل إن اشترى الحذاء فلا يستطيع شراء ألبسة للعيد.

ويبدأ سعر زوج الجوارب لطفل من 17 ألف ليرة للنوعية المتوسطة، والنخب الأول من 35 ألف ليرة للزوج الواحد.

كيف يرى سوريون المنحة؟

ورغم أن أي مبلغ قد يأتي السوريين في مكان سيطرة النظام السوري يعد مساعدة لهم، إلا أنهم بحاجة لحلول دائمة تنهي معاناتهم وفقرهم المدقع.

كما أن النظام السوري يروج لهذه المنحة وكأنها "فتح اقتصادي" سينقل السوريين إلى طور جديد من الرفاه وهي لا تكفي لأكثر من وجبتين لعائلة من 5 أو 6 أشخاص.

وقالت هدى الرفاعي التي تعمل مدرسة بإحدى ثانويات دمشق، إن المبلغ على قلته دفعة قبل العيد، فالمعلم بالمدارس الحكومية لا ينتظر من راتبه سوى أجرة طريق يومية بالسرفيس ولا يكفي لكامل الشهر بالتأكيد.

وأضافت هدى لموقع "تلفزيون سوريا" أن الحوالات من الخارج قد تراجعت مؤخراً على وقع الأزمات الاقتصادية التي يعيشها الناس في الدول الأخرى.

ولفتت إلى أن شقيقها يرسل لهم حوالة مالية شهرية بقيمة 150 دولاراً، قرابة 7 أضعاف المنحة التي أعطاها لهم النظام، إلا أن الحوالة كانت 200 دولار إلا أن تراجع الوضع المعيشي في تركيا والتضخم هناك اضطر شقيقها لتخفيض قيمة الحوالة.

وترى الرفاعي أن تحسين الرواتب في سوريا يعمل عليه سريعاً، لأن عدم وجود تعديل في الرواتب يعني أننا أمام فقر أكبر خلال الفترة المقبلة، ومهما أعطوا الناس من منح وعيديات لن تحل أي جزء من المشكلة التي يعيش فيها السوريون.

انعكاس سلبي على الأسواق

من جانبه قال عبد الله الفايز الموظف المتقاعد والبالغ من العمر 75 عاماً، إن راتبه التقاعدي قرابة 235 ألفاً، والآن لديه 300 ألف ليرة عيدية يعني "نقلة نوعية".

وأضاف الفايز أن الحكومة (حكومة النظام السوري) لا تعطي أي مبلغ إلا وتعرف مسبقاً أنها ستحصله ربحاً من جيوب الشعب.

وتوقع الفايز أن تفرض الحكومة زيادة على أسعار الوقود والخبز قريباً، قد يؤجلون ذلك لبعد العيد لتكون الصدمة متأخرة وبذلك يكون من لديه راتب حكومي وليس لديه راتب في مواجهة زيادة أسعار كبيرة مقبلة.

ويخشى سوريون في مناطق سيطرة النظام من أن أي زيادة في الرواتب أو المنح ستنعكس على الأسواق سلباً بزيادة الأسعار خصوصاً بما يتعلق بموسم العيد وما يرتبط به من استهلاك في اللحوم والحلويات وأسواق الملابس.

وتظهر المنحة مدى الفشل والعشوائية التي يعمل بها النظام السوري، عبر حلول مؤقتة لا تحمل أي بعد تنموي أو إصلاحي للاقتصاد ما يعني إبقاء الناس تحت خط الفقر بشكل مقصود.