icon
التغطية الحية

إسرائيل تقصف مقر "جهاد البناء" في سوريا.. ما دور هذه المنظمة الإيرانية؟

2024.06.27 | 11:54 دمشق

آخر تحديث: 27.06.2024 | 21:28 دمشق

القنصلية الإيرانية بدمشق التي استدفتها غارة إسرائيلية في نيسان الماضي ـ رويترز
القنصلية الإيرانية في دمشق عقب استهدافها بغارة إسرائيلية في نيسان الماضي ـ رويترز
تلفزيون سوريا ـ محمد علي
+A
حجم الخط
-A

قصفت إسرائيل منتصف ليلة الخميس 27 من حزيران الجاري المقر الرئيسي لشركة "جهاد البناء"، وهي منظمة حكومية تتبع وزارة الزراعة الإيرانية بدأت نشاطها في سوريا منذ العام 2013 كجمعية تعنى بإعادة الإعمار والإنشاء لصالح المشاريع التنموية.

وأنشأت الجمعية تحت إشراف جنرالات من الحرس الثوري الإيراني عشرات المباني في دير الزور وريفها، من بينها حسينية في حي القورية وحديقة في حويجة صقر وحسينية أخرى في بلدة حطلة ومرافق عمرانية لقاعدة الإمام علي في البوكمال، إلى جانب تنفيذها لمشاريع ترميم لمساكن متضررة ومرافق عامة كالمستوصفات والمدارس، كما تدعم المنظمة روضة للأطفال الأيتام.

وفي العامين 2018 و2019 نفذت الجمعية مشاريع لترميم أبنية سكنية ومرافق عامة في كل من مدينة السفيرة وبلدتي نبل والزهراء، إضافة إلى ترميم هياكل معامل مهجورة في محيط بلدات جبرين والنيرب وتل شغيب لصالح الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المرتبطة به لاستخدامها كمقارّ وثكنات ومستودعات عسكرية.

نشاط "جهاد البناء" في ريف دمشق

اتخذت "جهاد البناء" منشأة حكومية في بلدة السيدة زينب بالقرب من دوار حجيرة كمقر رئيسي منذ بدء نشاطها في سوريا، ونفذت العديد من المشاريع بعضها بالشراكة مع منظمة الهلال الأحمر السوري كترميم وتأهيل محطات مياه وبناء مرافق وملحقات لحسينيات وحوزات شيعية وترحيل أنقاض الأبنية المدمرة بفعل العمليات العسكرية في بعض أحياء العاصمة دمشق وريفها، بالإضافة إلى مشاركتها في مراحل توسعة مقام السيدة زينب.

مصدر أمني أكد لموقع تلفزيون سوريا أنّ الحرس الثوري الإيراني يستعمل منظمة "جهاد البناء" ومشاريعها الخدمية والخيرية والتنموية كغطاء ذي صبغة مدنية للنشاطات الهندسية العسكرية، خصيصاً في جنوب سوريا.

وكشف المصدر أنّ "جهاد البناء" أنهت في شباط الفائت تشييد هيكل مبنى مؤلف من قبو وطابقين بمساحة تقدر بـ550 متراً مربعاً باستخدام طبقات من الخرسانة المسلحة مسبقة الصب والمقاومة للقصف على مقربة من المشفى الوطني في مدينة قطنا بريف دمشق.

ويقع المبنى على أرضية حكومية حصلت وزارة دفاع النظام السوري على حق التصرف بها في وقت سابق لتشييد مبنى لقسم الشرطة العسكرية بدلاً من المبنى المتهالك الموجود داخل مدينة قطنا، في حين رجّح المصدر استخدام المبنى الذي يوشك تجهيزه على الانتهاء كمقر أمني ومستودع عسكري لصالح الحرس الثوري وميليشيا حزب الله اللبنانية بعد أنّ أصبحوا مجبرين على تغيير مواقعهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم كبلدة السيدة زينب ومحيطها وبعض المواقع في ريفي دمشق الشمالي والغربي.

وشيّدت المنظمة خلال السنوات السابقة في منطقة السيدة زينب مستودعات يستخدمها الحرس الثوري لتخزين الأسلحة والذخائر، من بينها مستودعان في ثكنة عسكرية لجيش النظام السوري في شارع علي الوحش والتي طالها قصف جوي إسرائيلي أواخر شباط الفائت استهدف شحنة صواريخ موجهة وطائرات مسيرة عقب ساعات من وصولها إلى سوريا، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وأنهت المنظمة أواخر العام 2023 الفائت تجهيز هنغارات تحت أرضية لاستخدامها كمستودعات تخزين عسكري وحظائر لمنظومات دفاع جوي قصيرة المدى في ثلاثة مواقع محيطة ببلدة السيدة زينب، أحدها بجوار مطار عقربا، والثاني على الطريق الواصل إلى بلدة البحدلية وعلى مقربة من مقر إدارة الحرب الإلكترونية، والأخير بالقرب الجسر الرابع على طريق مطار دمشق الدولي وقد استهدفته إسرائيل بغارة جوية في 2 كانون الأول الفائت وأصابت مزرعة مجاورة له.

مشاريع عسكرية قيد الإنشاء

كشفت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا عن نشاط المنظمة الإيرانية في ثلاثة مشاريع عسكرية قيد الإنشاء، أكبرها يقع على الطريق الواصل بين مدينة الكسوة وبلدة العادلية في ريف دمشق الجنوبي، يتضمن إنشاء مرابض لإطلاق الطائرات المسيرة ومستودعات سرية تحت الأرض.

وتتجهز المنظمة لربط المستودعات فيما بينها وبين الثكنات والقطع العسكرية التابعة لجيش النظام السوري في المنطقة ذاتها بشبكة أنفاق قصيرة يمكن لسيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة التنقل من خلالها.

وباشرت المنظمة في أيار الفائت أعمال ترميم وتأهيل ثكنة عسكرية مهجورة بالقرب من قرية دير الحجر جنوبي مطار دمشق الدولي لصالح ميليشيا حزب الله، بعد أن قام عناصر هندسة عسكرية يتبعون للميليشيا اللبنانية بمسح الموقع ومحيطه بواسطة أجهزة البحث عن المعادن.

وكانت المنظمة قد بدأت أواخر العام الفائت بأعمال تشييد وتأهيل مبانٍ في محيط مطار بلي العسكري،  واستمرت حتى شهر نيسان الفائت، إذ علّقت العمل في بعض المواقع قبل الانتهاء من تجهيزها وأخلت كل آلياتها ومعداتها الهندسية من المنطقة لأسباب مجهولة.

وأواخر العام الفائت جنّدت المنظمة بالتعاون مع الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري شبانا من أبناء محافظة دير الزور وأريافها للعمل ضمن مجموعات مختصة بأعمال التحصين العسكري والتدشيم برفقة الميليشيات المحلية على الحدود العراقية وفي البادية السورية، وفقاً لموقع عين الفرات المحلي.

وأجرى مختصون بالمتفجرات والتحصين العسكري من الميليشيات المحلية دورات تدريبية لبعض العاملين لدى المنظمة تحت اسم "دورة نباشين" لتعليمهم استخدام أجهزة الكشف عن المتفجرات والمعادن وأساليب التعامل مع الألغام الأرضية وطرق تفكيكها.

"جهاد البناء" متورطة بعمليات تهريب الأسلحة

استخدم الحرس الثوري أسطول الشاحنات لدى المنظمة في عمليات تحريك ونقل الأسلحة داخل الأراضي السورية، حسبما ذكر مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا.

وأكّد المصدر أنّ الوحدة 840 التابعة لفيلق القدس في الحرس الثوري المسؤولة عن استلام الشحنات العسكرية القادمة من إيران إلى مطار دمشق دولي وإيصالها إلى وجهتها سواء داخل الأراضي السورية أو إلى جنوب لبنان، تعتمد بشكل أساسي على شاحنات مملوكة لمنظمة جهاد البناء.

وأشار المصدر إلى أنّ الوحدة المختصة بتهريب وتمرير الشحنات العسكرية كانت تبقي الشاحنات محملة بالذخائر والعتاد العسكري مركونة بالقرب من مواقع تجري بها أعمال بناء لبضعة أيام قبل إعادة تحريكها تجاه المستودعات أو نقاط التبادل مع الوحدات 108 و100 و112 التابعة لميليشيا حزب الله في كل من القلمون وريف دمشق الغربي ومحافظة حمص، والمسؤولة عن التنسيق مع فيلق القدس لإيصال تلك الشحنات إلى الأراضي اللبنانية.

هجوم دقيق

وتزامنت الغارات الإسرائيلية على مقر المنظمة في السيدة زينب منتصف ليل الخميس 27 حزيران الجاري مع غارة استهدفت موقع رادار تابعاً لجيش النظام في تل الصحن بريف السويداء، وهو تكتيك لجأت إسرائيل لاتباعه منذ منتصف العام 2023 يتمثل بضرب أنظمة الرادار والإنذار المبكر ومنظومات الدفاع الجوي لضمان عدم اعتراض أي من صواريخها تجاه الهدف الرئيسي.

وأفاد موقع صوت العاصمة المحلي بأنّ جنرالات وقياديين في الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المرتبطة به يستخدمون المقر الرئيسي لمنظمة جهاد البناء لتخزين الشحنات العسكرية بشكل مؤقت، ولعقد اجتماعات عسكرية.

واعترفت وزارة دفاع النظام السوري في إعلان نقلته وكالة الأنباء الرسمية سانا، بمقتل شخصين وإصابة عسكري إثر قصف جوي نفذته طائرات إسرائيلية من خارج الأجواء السورية واستهدف عدداً من النقاط في المنطقة الجنوبية.