أدى رفع حكومة النظام السوري أسعار الإسمنت إلى شل حركة البناء، فضلاً عن تأثيراتها السلبية على الحرف المرتبطة بالمهنة والتي يشكل الإسمنت أساس عملها.
ونقلت صحيفة (تشرين) المقربة من النظام عن متعهدي بناء في درعا أن "سعر طن الإسمنت في السوق وصل إلى 700 ألف ليرة مع وجود شح في المادة ناجمة عن عزوف المعامل الخاصة عن ضخ كميات كافية من المادة، وعدم كفاية الكميات الموزعة من قبل فرع مؤسسة عمران لتغطية النقص الحاصل".
وأضافوا أن "الأسعار الجديدة للإسمنت والتي زادت بنسبة 100 في المئة تقريباً ستؤدي حتماً إلى ارتفاع أسعار مواد البناء والتي يدخل الإسمنت في تصنيعها، هذا فضلاً عن انعكاس هذا الارتفاع على سعر المادة في السوق السوداء والذي سيرتفع أيضاً عما هو عليه الآن".
ارتفاع أسعار الإسمنت يهدد مهن البناء
وأعرب أحد متعهدي البناء عن خشيته من أن يؤدي النقص في المادة إلى توقف مشاريع البناء كلياً بالتزامن مع ارتفاع أسعار المواد الأخرى وفي مقدمتها الحديد، وعدم قدرة كثيرين على مجاراة هذه الأسعار، لافتاً إلى أن تبعات التراجع والركود في قطاع البناء ستطول العديد من المهن والحرف المرتبطة بهذا القطاع كمعامل البلوك والسيراميك والبلاط ومكاسر الرمل والبحث وغيرها الكثير.
وأوضح أن قطاع البناء يعد مشغلاً رئيساً للآلاف من فرص العمل التي باتت مهددة نتيجة ما حصل من ركود في السوق وإحجام عن العمل من قبل كثيرين وخصوصاً خلال هذه الفترة من العام والتي تلي فصل الشتاء حيث يبدأ فيها قطاع البناء بالتحرك.
ارتفاع التكاليف يوقف مشاريع البناء
وقال صاحب منشأة حرفية لكبس البلوك إن حركة السوق في أسوأ حالاتها فالطلب على مواد البناء عند حدوده الدنيا نتيجة ارتفاع تكاليف البناء التي باتت مقتصرة في الغالب على أعمال الترميم البسيطة، في حين توقف كثيرون عن إتمام مشاريعهم السكنية والتجارية، لافتاً إلى أن استجرار المنشآت الحرفية لمادة الإسمنت من القطاع الخاص بات مكلفاً للغاية، خاصةً أن مادة الإسمنت التي توزع على الحرفيين بموجب تراخيصهم قليلة جداً ولا تفي بالغرض.
رفع أسعار الإسمنت في سوريا بنسبة 100 في المئة
والأربعاء الماضي رفعت حكومة النظام السوري أسعار الإسمنت بنسبة 10 في المئة تقريباً، ليصل سعر الطن الواحد إلى 397 ألف ليرة سورية، بعد أن كان 211 ألفاً.
وبحسب القرار الذي نشرته "وزارة التجارة الداخلية" أصبح سعر طن الإسمنت البورتلاندي عيار 32.5 المعبأ للمستهلك بـ 397 ألفا و760 ليرة سورية، والفرط بـ 341 ألفا و30 ليرة، أما سعر الطن الواحد من الإسمنت البورتلاندي عيار 42.5 المعبأ للمستهلك فقد أصبح بـ 413 ألفاً و490 ليرة سورية، والفرط بـ 355 ألفاً و270 ليرة.
وسجلت أسعار الإسمنت مؤخراً ارتفاعاً كبيراً في الأسواق السورية، حيث وصل سعر الطن الواحد إلى 700 ألف ليرة، بعد أن خفضت حكومة النظام السوري مخصصات الإسمنت "المدعوم" الأمر الذي انعكس سلباً على أصحاب معامل المنتجات الإسمنية (البلوك والبلاط)، وزاد من ارتفاع أسعار الإسمنت في السوق السوداء إلى عدة أضعاف، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه مناطق سيطرة النظام السوري.