ملخص:
- تعرضت المدارس والمنشآت التعليمية شمال غربي سوريا لـ172 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا منذ 2019.
- الهجمات أدت إلى تدمير البنية التحتية التعليمية وحرمان آلاف الأطفال من التعليم.
- الهجمات المستمرة أجبرت العديد من المدارس على الإغلاق، في حين تعمل أخرى تحت تهديد دائم.
- الدفاع المدني السوري يسعى لحماية القطاع التعليمي بتركيب أنظمة إنذار مبكر وإزالة مخلفات الحرب لضمان بيئة آمنة للطلاب.
أكد الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" تعرض المدارس والمنشآت التعليمية في منطقة شمال غربي سوريا لـ172 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا منذ عام 2019 حتى العام الحالي.
وأشار الدفاع المدني في تقريرٍ صدر يوم أمس السبت، إلى أن قوات النظام وروسيا استهدفت المرافق التعليمية بشكل ممنهج خلال السنوات الماضية ضمن حملاتهم العسكرية على السوريين، مما أدى إلى تدمير وإضعاف البنية التحتية للقطاع التعليمي وحرمان آلاف الأطفال من حقهم في التعليم.
ومنذ عام 2011، تسبب القصف المتكرر بتدمير آلاف المدارس. وقد وثق الدفاع المدني السوري منذ عام 2019 حتى الآن 172 هجوماً استهدفت المنشآت التعليمية في شمال غربي سوريا.
وتوزعت الهجمات على 89 هجوماً في عام 2019، و40 هجوماً في 2020، و7 هجمات في عام 2021، وهجومين في عام 2022، و29 هجوماً في عام 2023.
وفي العام الحالي، واصلت قوات النظام وروسيا هجماتها على المدارس في مناطق شمال غربي سوريا، حيث تم تسجيل 8 هجمات على المؤسسات التعليمية منذ الأول من كانون الثاني حتى مطلع شهر أيلول.
وشمل القصف الجوي والمدفعي مدارس في مدن وبلدات إدلب. وعلى الرغم من أن بعض هذه الاستهدافات لم تسبب إصابات مباشرة، فإن الضرر المتكرر فاقم من هشاشة القطاع التعليمي، وفقاً للتقرير.
وشهدت منطقة شمال غربي سوريا العام الماضي تصاعداً في استهداف المؤسسات التعليمية، مع تسجيل 29 هجوماً على المدارس، بعضها في أثناء الدوام المدرسي، مما أسفر عن إصابات بين الطلاب والمعلمين.
وأشار الدفاع المدني إلى أن هذه الهجمات دفعت إلى إغلاق العديد من المدارس، في حين تعمل أخرى تحت تهديد مستمر، مما أدى إلى تراجع جودة التعليم وانخفاض معدلات الحضور.
تدمير المدارس شكلٌ من أشكال الحرب في سوريا
شدد الدفاع المدني على أن الهجمات المتكررة على المدارس لا تقل خطورة عن غيرها من أشكال الحرب التي تواجهها سوريا، حيث يعاني الطلاب والمعلمون على حد سواء من استمرار هذه الانتهاكات التي تحرمهم من مستقبل آمن ومستقر.
وذكر التقرير أن الدفاع المدني يسهم في تعزيز سلامة القطاع التعليمي عبر تركيب أنظمة إنذار مبكر في المدارس وتنظيم جلسات توعية للطلاب والمعلمين حول كيفية التصرف في حالات الطوارئ.
كما يعمل على إزالة مخلفات الحرب من المرافق التعليمية لضمان بيئة آمنة للطلاب مع بداية كل عام دراسي، إضافة إلى إعادة بناء وترميم المدارس التي تضررت بسبب الزلزال وحملات القصف الممنهجة لقوات النظام وروسيا.
وأكد الدفاع المدني أنه "لا يمكن أن يبقى قتل الأطفال وتدمير مستقبلهم أمراً عادياً لا يلتفت إليه المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة"، مضيفاً أن "إفلات نظام الأسد من العقاب هو ما جعله يمعن أكثر في الاستمرار بجرائمه وتطوير أسلحته واستخدام أسلحة دقيقة بما لا يترك مجالاً للشك بأن هجماته متعمدة، والهدف منها هو قتل المدنيين وخاصة الأطفال وترهيبهم".
وفي الختام، طالب الدفاع المدني المجتمع الدولي بـ"وضع حدٍ للهجمات القاتلة على الأطفال وحمايتهم ومحاسبة من ارتكب الجرائم، ومنع الإفلات من العقاب لأنها الخطوات الأهم نحو حماية التعليم، وبذل كل الجهد لدعم الأطفال لاستعادة مستقبلهم، لأنهم الضامن الوحيد لمستقبل سوريا".