icon
التغطية الحية

تعرضت لأكثر الزلازل دماراً..ماهي الفوالق التي تسببت بزلازل سوريا

2024.08.13 | 18:45 دمشق

الدمار في بناء بسبب زلزال سوريا وتركيا (الدفاع المدني السوري)
تعرضت لأكثر الزلازل دماراً..ماهي الفوالق التي تسببت بزلازل سوريا
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تسجيل 14 هزة أرضية خلال الساعات الـ24 الماضية معظمها في ريف حماة الشرقي.
  • أكبر هزة بلغت قوتها 5.3 درجات على مقياس ريختر وحدثت الساعة 23:55.
  • الزلازل تحدث نتيجة تراكم الطاقة على فوالق زلزالية نشطة، مثل فالق البحر الميت، مما يجعل سوريا عرضة للنشاط الزلزالي.
  • تاريخياً، شهدت سوريا العديد من الزلازل المدمرة، منها زلزال حلب عام 1138 م، والذي يُعد من أعنف الزلازل في المنطقة.
  • خبير جيولوجي تركي يؤكد: "لاداع للقلق".

سجل المركز الوطني للزلازل في سوريا 14 هزة أرضية في البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية، وقع أغلبها في ريف حماة الشرقي. استمرت الهزات الأرضية من أمس الاثنين 12 آب حتى صباح اليوم الثلاثاء 13 آب 2024.

وفق المركز، فإن 13 هزة كان مركزها في ريف حماة الشرقي، وأكبرها حدثت الساعة 23:55 بقوة 5.3 درجات على مقياس ريختر، بينما تأثرت البلاد في الساعة 10:47 صباحاً بهزة حدثت وسط تركيا بقوة 3.3 ريختر.

وبخصوص الهزة الأقوى التي شعر بها سكان معظم المحافظات السورية وأجزاء من الأردن ولبنان، قال المركز إنها حدثت "نتيجة تراكم الطاقة خلال الفترة الزمنية السابقة ضمن الفوالق الثانوية المرتبطة بفالق البحر الميت، بينما الهزات اللاحقة للهزة الرئيسية هي هزات ارتدادية أضعف".

من جهته: قال خبير الزلازل التركي البروفيسور "ناجي غورور" حول زلزال حماة: 'سلسلة من الزلازل في سوريا، الأول كان زلزالاً تمهيدياً، تلاه زلزال آخر بقوة 5.5 درجات، الزلازل وقعت على امتداد صدع البحر الميت في ولاية هاتاي، وفي مناطق قريبة من حماة".

وأضاف الخبير أن صدع البحر الميت في سوريا قد تكسّر، باستثناء الصدوع الموجودة على الصفيحة العربية في تركيا، مؤكداً كجيولوجي: "كنا نتوقع حدوث زلازل في هذه المناطق. لا نتوقع حدوث حركة تؤدي إلى كارثة في مناطق حول هاتاي على صدع البحر الميت، فلا داعي للقلق".

الصدوع الزلزالية في سوريا

توجد العديد من الصدوع الزلزالية التي تؤثر على النشاط الزلزالي في سوريا وماحولها. وهي مناطق تتعرض لضغوط تكتونية تجعلها عرضة للزلازل. ومن أبرز هذه الصدوع:

  •  صدع البحر الميت التحويلي (Dead Sea Transform Fault): 

يمتد هذا الصدع من البحر الأحمر مرورًا بالبحر الميت وصولاً إلى تركيا عبر الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان، ويعتبر من الصدوع النشطة للغاية وقد تسبب في العديد من الزلازل الكبيرة على مر التاريخ.

فالق البحر الميت
  • صدع الفالق الأناضولي (East Anatolian Fault):

يمتد هذا الصدع من شرقي تركيا باتجاه الجنوب الشرقي، مرورًا بشمال سوريا، ويرتبط بنشاط زلزالي مرتفع ويُعتبر من الصدوع المهمة في المنطقة.

فالق الأناضول
  • صدع اليمونة (Yammouneh Fault):

هو فرع من صدع البحر الميت التحويلي، ويمتد عبر لبنان ويؤثر على المناطق المحيطة به في سوريا، وله تاريخ من النشاط الزلزالي الكبير.

فالق اليمونة - مركز أبحاث الزلازل
  • صدع الفالق العربي (Arabian Fault):

 يمتد عبر شبه الجزيرة العربية باتجاه الشمال الشرقي، مرورًا بالعراق وسوريا، ويؤثر على النشاط الزلزالي في شمال شرقي سوريا.

  •  صدع الفالق السوري-الأفريقي (Syrian-African Fault):

 يمتد هذا الصدع عبر البحر الأحمر وشمالاً باتجاه سوريا، ويعتبر جزءًا من النظام التكتوني الكبير الذي يؤثر على المنطقة.

 هذه الصدوع الرئيسية تسهم في النشاط الزلزالي في سوريا والمناطق المحيطة بها. ويمكن أن يؤدي إلى زلازل تتراوح في شدتها وتأثيراتها، مما يجعلها مناطق تحتاج إلى رصد مستمر وإجراءات احترازية.

الفالق العربي والإفريقي - مركز أبحاث كامبردج -

تاريخ الزلازل في سوريا

بحسب الدراسات الجيولوجية، لم تتوقف سوريا عن الاهتزاز يوماً بل مرت بمراحل استراحة وانحباس، حيث عانت من عدة زلازل مدمرة على مر التاريخ، وتظهر الوثائق التاريخية العديد من الزلازل الكبيرة على طول نظام صدع البحر الميت (DSFS) الذي يتقاطع مع صدع الأناضول الشرقي في جنوب شرقي تركيا.

وتظهر مراجعة سريعة للنشاط الزلزالي التاريخي في شرقي البحر الأبيض المتوسط بوضوح أن هذا الجزء من العالم قد اهتز منذ عام 2000 قبل الميلاد بسبب الزلازل القوية التي دمرت آلاف الهياكل، وتسببت في خسائر فادحة في الأرواح، إذ تعرضت سوريا لـ 181 زلزالاً تاريخياً من عام 1365 قبل الميلاد وحتى عام 1900 م.

زلزالا حلب ودمشق

تاريخيا، تذكر الوثائق زلزالاً عنيفا ًضرب أوغاريت في العصر البرونزي الحديث بين 1370 و1360 قبل الميلاد، أدى إلى كثير من الضحايا ودمار في الحضارة آنذاك. وتتحدث أيضا ًعن زلزال وقع سنة (1887) تسبب في وقوع العديد من الضحايا والدمار في سوريا.

وفي تموز 1046 -1047م  وقعت عدة زلازل مدمرة مركزها في ديار بكر أدت إلى مقتل كثير من الناس وتدمير القلاع والحصون. وفي 1140م ضرب زلزال دمشق وأدى إلى دمار في قلعتها وقتل كثيرا وأدى أيضا إلى دمار قلعة شيزر غربي حماة.

وذكر مؤرخ الشام الحافظ ابن عساكر أن "دمشق قد تعرضت لزلزال يوم الخميس 11 ربيع الآخر 253 هـ أدى إلى تدمير المنازل وربع الجامع الأموي الكبير وسقطت المئذنة وانهارت الجسور ووصل هذا الزلزال إلى الغوطة حيث داريا والمزة وبيت لاهيا، وشرد الزلزال السكان وقتل كثيرا من الناس تحت الأنقاض بنحو "20000" شخص. وسقطت العديد من مصاطب الجامع الأموي، ووصل إلى أنطاكية والموصل حيث قتل فيها أكثر من 2000".

ولاحقاً ضرب زلزال وصفته هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية بأنه الأعنف والأكثر دموية في مدينة حلب شمالي سوريا، في الـ11 من تشرين الأول عام 1138م، أدى إلى مصرع عشرات الآلاف من السكان. ويعد رابع أكبر الزلازل في تاريخ البشرية من حيث قوته وحجم الدمار الذي نتج عنه، والثالث من حيث دمويته وأعداد الضحايا التي خلفها.

ورافق الزلزال تسونامي في البحر المتوسط، وتبعته 5 هزات ارتدادية عنيفة، وقدّرت الدراسات الحديثة شدة الزلزال بـ8.5 درجات على مقياس ريختر.

كما كان زلزال حلب الكبير بداية أول تسلسلين عنيفين من الزلازل في المنطقة: من تشرين الأول 1138 حتى حزيران 1139، وسلسلة أكثر شدة من أيلول 1156 إلى أيار 1159، وأثر التسلسل الأول على المناطق المحيطة بحلب والجزء الغربي مدينة أورفا التركية، وخلال الثاني تعرضت منطقة شمال غربي سوريا وشمال لبنان ومنطقة أنطاكية الواقعة جنوبي تركيا لزلزال مدمر.

كما دمر زلزال ضرب إقليم هاتاي في 6 شباط عام 2023 الماضي، مدينة أنطاكيا، وأسفر عن مقتل أكثر من 51000 شخص وترك عددا لا يحصى في عداد المفقودين. وشهدت مناطق محيطة حدوث انزياحات في طبقات الأرض بنحو 3 أمتار، وذلك باستخدام صور الأقمار الصناعية، إذ تم تحديد مقطع صدعي بطول 250 كيلومتراً على الفرع الرئيسي لخط صدع الأناضول الشرقي الممتد من هاتاي إلى مالاطيا التركية.

الزلازل المدمرة في بلاد الشام

وقعت كثير من الزلازل التي خلفت دماراً كبيراً وقتلت الآلاف في مناطق مختلفة من بلاد الشام على مر التاريخ، ومن أبرزها:

زلزال الجليل: وهو زلزال مدمر ضرب جنوب شرقي بلاد الشام يوم الـ18 من أيار عام 363، كان مركزه مدينة الجليل شمالاً وامتدت آثاره على طول صدع البحر الميت حتى خليج العقبة جنوباً. وتسبب بدمار مدينة البتراء إضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بمدن مثل القدس وحيفا وطبريا.

زلزال بيروت: وقع الزلزال يوم الـ9 من تموز عام 551، وتسبب الزلزال الذي قُدرت شدته بنحو 7.6 حسب مقياس ريختر بتسونامي مدمر وصل تأثيره إلى المدن الساحلية في فينيقيا البيزنطية، مما تسبب بتدمير كبير وغرق العديد من السفن، وبلغ عدد الضحايا في بيروت وحدها 30 ألفاً، حسب تقديرات أنطونيوس بياتشينزا.

زلزال غور الأردن: كان زلزال غور الأردن الذي وقع عام 1033 عبارة عن مجموعة من الهزات الأرضية القوية والمتتالية، والتي استمرت لـ40 يوماً تقريباً، أدت إلى دمار مدينة طبريا وأريحا، وتهدمت أجزاء كبيرة من المسجد الأقصى وأسوار القدس، بالإضافة إلى تشكل أمواج تسونامي على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

زلزال صفد: وقع الزلزال الذي كان مركزه مدينة صفد الفلسطينية في الأول من كانون الثاني عام 1837، بلغت قوته على مقياس ريختر نحو 6.5 درجات، وراح ضحيته قرابة الـ5 آلاف نسمة. ودُمرت بسببه 17 قرية بالقرب من بحيرة طبريا مع مدينة صفد بالكامل.