يتخوف مزارعو القطن في ريفي دير الزور الغربي والرقة الشرقي الخاضعان لسيطرة قوات النظام السوري من تدهور موسم القطن لهذا العام بعد انتشار دودة القطن الشوكية في الأراضي الزراعية.
وانتشرت هذه الآفة في الأراضي المزروعة بالقطن في منطقة غربي الفرات في الآونة الأخيرة وذلك بعد التغير المناخي الذي ساعدها على التكاثر بشكل كبير وملحوظ.
ويواجه المزارعون صعوبة في تأمين المبيدات الحشرية لمعالجة آفة القطن نتيحة منع جلبها من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شرقي الفرات وعدم توافرها بجودة عالية لدى الصيدليات الزراعية ضمن مناطق سيطرة النظام غربي الفرات وفقاً لأحد المزارعين.
وأضاف المزارع لموقع تلفزيون سوريا أن "سبب هذا الانتشار للدودة الشوكية هو الأجواء الباردة التي تضرب المنطقة بين الحين والآخر وعدم استقرار درجات الحرارة خلال الموسم الصيفي الذي يقوم بالقضاء بشكل طبيعي على دودة القطن من خلال ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير".
وتتقاعس مديريات زراعة الرقة ودير الزور التابعة لقوات النظام عن توزيع المبيدات الحشرية والوقائية من الآفات التي تضرب المحاصيل الزراعية الموسمية.
ويرجح مزارعون غربي دير الزور وشرقي الرقة أن نسبة الخسارة لموسم القطن في المنطقة لهذا العام تتراوح بين 50 إلى 55 في المئة بحسب المعطيات التي يراها الفلاح والمزارع.
تراجع إنتاج القطن في سوريا خلال العام الماضي
في كانون الأول من العام الماضي كشف رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين التابع للنظام محمد الخليف أن كميات القطن المسوقة أقل بنسبة 50 بالمئة من الكميات التي سوقت الموسم الماضي.
وذكر الخليف حينئذٍ أن المزارعين في محافظة الحسكة لم يزرعوا القطن في الموسم الحالي لأنهم لن يستطيعوا تسليمه لمراكز الاستلام التابعة للنظام نتيجة قيام "قسد" بمنعهم من تسليم المحصول خلال الموسم الماضي.
وأكد الخليف أن الاتحاد العام للفلاحين طالب وزير الزراعة في حكومة الأسد خلال مهرجان القطن بالتوسع بزراعة محصول القطن وتأمين مستلزمات إنتاجه للموسم المقبل.
القطن في سوريا
شهدت زراعة القطن في سوريا انخفاضاً كبيراً خلال المواسم السابقة، نتيجة للظروف الأمنية السائدة وعدم استقرار المزارعين وصعوبة تصريف المحصول. كما تشكّل هجرة الفلاحين، وارتفاع أسعار البذار والمبيدات الحشرية، وقلة المياه اللازمة للري، عوامل إضافية لتراجع زراعة القطن في عموم سوريا.
ويحتل محصول القطن صدارة المحاصيل الزراعية في سوريا، وكان يعد من المحاصيل الاستراتيجية التي يعتمد عليها الاقتصاد السوري، نظراً لحجم المساحات المزروعة التي بلغت قبل العام 2011 نحو 250 ألف هكتار في محافظات الحسكة وحلب والرقة ودير الزور وحماة.