مع اقتراب العيد يشهد شارع الحصري بمدينة "ستة أكتوبر" القريبة من القاهرة ازدحاماً لافتاً وحركة في الأسواق قبل الإفطار وبعده، وسط إقبال من الناس لشراء ملابس العيد ومستلزماته من حلويات وضيافة.
يعد شارع الحصري أحد أهم الأسواق التي تنتشر فيها المحال التجارية السورية في مصر.
يستعد اللاجئون السوريون لاستقبال عيد الفطر للسنة 13 منذ لجوئهم، على الرغم من تردي الأوضاع الاقتصادية في مصر نتيجة التضخم وغلاء المعيشة وانهيار الجنيه.
ومن أبرز عادات السوريين قبيل العيد شراء الملابس الجديدة وخاصة للأطفال، وصنع الحلويات المنزلية من المعمول والكليج "كعك العيد"، والذهاب إلى صالونات التجميل.
تقول غفران محمد، سورية تعيش في القاهرة، على الرغم من أني بعيدة عن بلدي وأقيم في مصر منذ سبع سنوات، إلا أني أحاول أن يشعر أطفالي بالعيد، وأشتري لهم ملابس العيد وأحضر لهم الحلويات، كما نخطط مسبقاً لرحلة "الملاهي".
من عادات الاستعدادات أيضاً، صنع الحلويات في المنزل، وتقول إيمان خالد، سورية تعيش في منطقة المعادي بالقاهرة، لا أشعر بالعيد إذا لم أصنع حلويات العيد من "معمول وأقراص بعجوة وبيتيفور" وأنشر رائحتها في المنزل، هذا الطقس الأهم الذي مازلت أحافظ عليه، إضافة للمنزل وترتيبه وهو ما نطلق عليه اسم "تعزيلة العيد".
وتضيف إيمان، لاحظت ارتفاعا كبيرا في أسعار المواد الأولية للحلويات مقارنة بالعيد الماضي، لذلك قللت الكمية والبحث عما هو أرخص سعراً، لكي نشعر بالعيد.
كذلك، محمد السليماني، سوري مقيم في القاهرة، لجأ إلى بدائل اقتصادية لقضاء حاجيات العيد نتيجة الغلاء.
ويقول محمد، شراء الملابس للأطفال لا مفر منه في العيد، ولكن على إثر موجة الغلاء حاولنا الشراء من أماكن أقل سعرا من التي كنا نشتري منها، حتى لو كانت أقل جودة قليلا من السابق.
المحال السورية تجهز للعيد
في شارع الحصري هناك العديد من المحال السورية، تبيع الألبسة والحلويات والمأكولات السورية في مصر، ويقع الشارع في مدينة "ستة أكتوبر" التي يطلق عليها السوريون اسم "دمشق الصغرى".
وتتجهز هذه المحال قبل العيد عن طريق فرش البضاعة الجديدة، وتلقى هذه المحال رواجا خلال المواسم وخاصة الأعياد، فتبدأ المحال العمل من بعد الظهر وحتى وقت متأخر من الليل من أجل تلبية احتياجات الزبائن، واستغلال لحركة الموسم.
يقول معتصم الحسن، سوري صاحب محل ألبسة في "ستة أكتوبر"، نبدأ التحضيرات وترتيب الواجهات والبضاعة الجديدة من منتصف رمضان، حيث يبدأ توافد الزبائن، وتكون الأسواق مزدحمة جدا في هذه الأيام.
ويضيف معتصم، أنه على الرغم من غلاء الأسعار إلا أن الناس يحاولون إسعاد أولادهم وشراء ملابس العيد لهم، وخاصة أن كثيرين لا يشترون كسوة لأطفالهم إلا في الأعياد.
تيم الحارث صاحب محل حلويات في "ستة أكتوبر" يجد محله إقبالاً من السوريين والمصريين قبل العيد.
ويقول تيم، نقوم بصنع حلويات العيد الشهيرة عند السوريين كالبرازق والغريبة والمعمول بالعجوة والجوز ويكون الطلب على هذه المنتجات من المصريين أيضاً، ولا يقتصر شراء الحلويات على السوريين.
ويضيف تيم، عادة يشتري الناس حلويات العيد قبل يوم أو يومين فقط، ونحن نقوم بتجهيز المواد قبل أسبوع على الأقل من العيد وعرض المنتجات على واجهة المحل.
مشاريع صغيرة تزدهر في مواسم الأعياد
تعمل العديد من النساء السوريات من خلال إنشاء مشاريع صغيرة وعادة ما تكون مصدر رزقهن الوحيد لإعالة العائلة، على سبيل المثال التسويق عبر الإنترنت للملابس أو ديكورات المنازل.
ولكن المشاريع الأكثر هي صنع الطعام والحلويات وتسويقه عبر الإنترنت، وتتم "التواصي" قبل العيد بعدة أيام، وعلى الرغم من صغر هذه المشاريع إلا أنها تعد مصدر رزق للعديد من العائلات.
غيداء سورية تبيع الحلويات بعد صنعها في منزلها، تقول لموقع "تلفزيون سوريا"، أعمل بهذا المشروع منذ سنتين، أعرض منتجاتي عن طريق منشور على الفيسبوك في غرف ومجموعات السوريين في مصر.
وتضيف غيداء، أنها في العيد تصنع الحلويات بسبب أنه موسمها، ولكن باقي أيام السنة تصنع الطعام السوري بكل أنواعه وتبيعه أيضا.
وتلفت غيداء إلى أن الناس تثق بالحلويات المصنوعة في المنزل لنظافتها.
بدورها، منى عبد الله، سورية تعمل في تسويق الملابس عبر الإنترنت، وتقول، منذ بداية الشهر الكريم أقوم بنشر صور البضاعة على الإنترنت ومن ثم أقبل التواصي وأوصل البضاعة قبل العيد لمنازل الزبائن.
وحيدون في العيد
يعيش العديد من الشباب السوريين وحدهم في مصر بعيدا عن ذويهم بغرض العمل أو الدراسة، ويقضي هؤلاء العيد وحيدين في الغربة، وخلف شاشات التيلفونات مع أهلهم، محاولين إضافة بعض بهجة على أيام العيد.
راشد عز الدين، عشريني سوري يقيم في العبور بالقاهرة، يقول لموقع "تلفزيون سوريا"، أعمل هنا منذ أربع سنوات ولم أستطع الاجتماع بعائلتي بعد، ولكن أحاول في العيد الاجتماع مع أصدقائي فنسافر للبحر مثلا لقضاء العيد، أو ندخل السينما لمشاهدة فيلم، ولكني لا أشعر بأجواء العيد.
أما يحيى الأدلبي، طالب سوري يدرس في جامعة القاهرة فيقول، في الغربة العيد مختلف فأنت تحاول أن تتمسك بأي عادة كنت تقوم بها في بلادك ومع أهلك، فأنا مثلا أشتري ملابس العيد وبعض الحلويات من أجل محاولة الشعور بالعيد.