يعيش السوريون في مصر أجواء رمضانية لا تختلف كثيراً عما كان في سوريا، حيث تتشابه العادات والتقاليد في البلدين.
ما يميّز رمضان في مصر بعض العادات الخاصة، التي اعتاد عليها السوريون بعد مرور 13 رمضاناً خارج بلادهم، مثل زينة رمضان والسحور الجماعي والسهرات الرمضانية.
أجواء رمضان في مصر
قبل أسابيع من حلول شهر رمضان تكتسي شوارع مصر حلة جديدة احتفالاً بشهر الصيام.
يبدأ المصريون بالتحضيرات بإضاءة الشوارع والحارات والمحال التجارية، بالإضافة إلى شرفات المنازل بالمصابيح الملونة والفوانيس الكبيرة والصغيرة، وتعلق الزينة بألوانها المبهجة، استعدادا لقدوم الشهر.
ويفرش التجار المصريون بضاعتهم في داخل محالهم وأمامها، بشكل لافت، لا سيما أن رمضان هو شهر التسوق وتزداد فيه الحركة الشرائية.
وتشهد الأسواق التجارية والمحال ازدحاما قبل حلول رمضان لشراء المستلزمات الغذائية، خاصة "يا ميش رمضان"، وهو مُصطلح يُطلقه المصريون على الفواكه المجففة والمكسرات من الجوز واللوز والبندق وغيرها.
إضافة إلى "يا ميش رمضان" تمتلئ الأسواق أيضا بباعة الحلويات الشرقية مثل الكنافة والقطايف إلى جانب الاهتمام بـ "المخللات" المختلفة والملونة، والتي لا تكتمل مائدة الإفطار المصرية من دونها.
كما ينتشر بيع المشروبات الرمضانية الشهيرة، مثل التمر الهندي والعرقسوس والسوبيا.
رمضان السوريين في مصر
تقول فداء المحمد، سورية وهي ربة منزل تعيش في القاهرة، في البداية كنت لا أحب الزينة والأجواء الرمضانية المصرية وأشعر أنها صاخبة، ولكن بعد سنتين من وجودي هنا أصبحت أذهب إلى الأسواق كل سنة وأشتري زينة جديدة من مفارش وفوانيس وأضواء للمنزل.
وتضيف فداء، أحببت حتى زحمة الألوان في الزينة وأشعر ببهجة قدوم الشهر عندما أقوم بتعليقها بعد تنظيف المنزل.
أما شادي الزعيم، سوري يعيش في المعادي أحد أحياء القاهرة، يرى رمضان في مصر فيه بهجة ونكهة خاصة.
ويقول شادي، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، أقوم كل رمضان بشراء فانوس جديد لأطفالي، كما أشتري لهم التين المجفف واللوز والزبيب "يا ميش رمضان" ومشروب السوبيا المصري.
ويضيف، رغم أن الزينة لم تكن من طقوسنا في سوريا، ولكنني أحببتها لأنها تشعر أطفالي بالبهجة والحماس لقدوم رمضان، فالأطفال يجب أن يجدوا أشياء تحفزهم على الصيام.
ولا تقتصر الزينة على المنازل، حيث يجمع جيران الحي الواحد من مصريين وسوريين المال من بعضهم من أجل شراء زينة وأضواء للشوارع، ويعد هذا من العادات السنوية المميزة.
يقول محمود الدمياطي، مصري يقيم في منطقة حلوان، يعتبر شهر رمضان من أكثر الأوقات التي نشعر بها بالتعاون معا حيث نزين شوارعنا وعماراتنا معا، ويضيف محمود لدينا جيران سوريون في العمارة يساعدوننا بتعليق الزينة كل سنة ولا نشعر بأنهم غرباء، بل هم أخوة ونفرح بوجودهم معنا.
أما حنان المحمد، مصرية تعيش في المعادي، تقول لدي جارة سورية، نقوم بتجهيز قائمة الطعام ونذهب للتسوق معا، وفي رمضان نتبادل أطباق الطعام والحلويات ونذهب للتروايح معاً ، بصراحة لا أستطيع الاستغناء عن وجودها معي، السوريون أضافوا نكهة لحياتنا.
سحور جماعي.. سهرات رمضانية
من العادات المصرية الشهيرة في شهر رمضان، انتشار موائد السحور، حيث تقوم المطاعم التي تبيع طعام الإفطار في الأيام العادية بفرش الطاولات والكراسي أمام محالهم من أجل تقديم وجبات السحور الجماعي.
كما تنشئ بعض المطاعم الكبيرة والفنادق خيماً رمضانية يقدمون للزبائن طعام السحور والمشروبات والحلويات الرمضانية، تحت أضواء فوانيس رمضان الملونة.
تبدأ فترة السحور من بعد منتصف الليل حتى أذان الفجر، ويتميز المصريون بأطباق الفول المصري والطعمية "الفلافل" والجبنة بالطماطم والبيض المدحرج، كما يقدم بجانبة البطاطا المقلية والعيش المصري.
أصبح هذا التقليد الاجتماعي الحميمي محبباً للعديد من السوريين الذين يقيمون على الأراضي المصرية، تجد على طاولة السحور عائلات سورية تتشارك مع جيرانها من العائلات المصرية.
يقول محمد الجبلي، سوري يقيم في المعادي، فكرة جميلة جدا أن نتشارك طعام السحور مع أسرنا وأصدقائنا في الخارج، ونستمتع بالسهرة والطعام المصري وعيش الأجواء الرمضانية.
ويضيف محمد، السوريون لم يعتادوا على هذا النوع من الطقوس فكنا نتسحر في منازلنا مع عائلاتنا أو في بيوت أصدقائنا، ولكننا في مصر تعودنا عليها.
أما غفران العلي، سورية تقيم في منطقة المقطم تقول، يوجد الكثير من المطاعم المصرية التي تقدم السحور قريبة مني ولكني أفضل دائما الذهاب إلى شارع المعز، الأجواء هناك أكثر حماسا فيقدمون فقرات غنائية والعديد من الفعاليات.
مطاعم سورية تقدم وجبات السحور
بالإضافة إلى المطاعم المصرية، أضاف السوريون طعام السحور على لوائح الطعام في مطاعمهم، فأصبحوا يقدمون الحواضر السورية "كاللبنة والجبنة والمكدوس والمربيات" والمعجنات والفتات على السحور، بالإضافة إلى المشروبات الرمضانية والشاي والشيشة، وتضيف بعض المطاعم فقرات إنشاد وموالد.
يقول معاذ المحمدي، مصري يقيم في القاهرة، أحب تناول السحور السوري مع عائلتي في المطاعم السورية وأعتبره نوعا من التغيير عن الأكل المصري، نحن بالعموم نحب الأكل السوري سواء على الإفطار أو السحور.
أما سما الحمصي، فترى أن المطاعم السورية أثبتت جدارتها بتقديم كافة أنواع المأكولات، وتضيف أن طعام السحور متنوع ويشبه الذي نحضره في منازلنا لذلك نحبه.