icon
التغطية الحية

اللاجئون السوريون في لبنان تحت وطأة الغارات الإسرائيلية ومخاوف الترحيل

2024.08.29 | 06:40 دمشق

آخر تحديث: 29.08.2024 | 12:21 دمشق

435
لاجئة سورية تحتضن ابنتها بعد غارة إسرائيلية على جنوبي لبنان (AFP)
بيروت - جنى بركات
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • اللاجِئون السوريون في لبنان يواجهون تهديدات متعددة تشمل الغارات الإسرائيلية المستمرة، مما يزيد من معاناتهم ويجعلهم عرضة للمخاطر.
  • تزايد المخاوف من الترحيل وعدم الاستقرار يؤثر سلبا على حياة اللاجئين، الذين يعيشون في ظروف قاسية داخل المخيمات في جنوب لبنان والبقاع.
  • الجهود الإنسانية غير كافية لتلبية احتياجات اللاجئين في ظل الأوضاع المتدهورة.

في ظل التخوف من قرارات الترحيل المفاجئ إلى مناطقهم غير المستقرة، وجد اللاجئون أنفسهم محاصرين بنيران الغارات الإسرائيلية، داخل خيم قماشية، بين جنوب لبنان وبقاعه. لتضاف معاناة جديدة إلى قائمة القهر والتشريد التي يعيشها معظم اللاجئين السوريين في لبنان.

منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي واندلاع المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في جنوبي لبنان، قُتل 29 سورياً، بينهم 8 أطفال على الأقل وامرأة واحدة، بالإضافة إلى أكثر من 20 جريحًا، في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منازل ودراجات نارية بين مناطق الجنوب والبقاع والشوف.

لذلك، تفاقمت الأزمات التي يعاني منها اللاجئون السوريون الذين كانوا أصلاً يواجهون عدم استقرار شديد بسبب الظروف المعيشية الصعبة.

فرار مستمر في مخيمات الجنوب

في خيمة متواضعة في بلدة الخيام، جنوب لبنان، تعيش رقية (اسم مستعار) وأطفالها الخمسة في ظل ظروف قاسية. تعود معاناة رقية إلى سنوات طويلة من التهجير بعد أن اعتُقل زوجها في سوريا، مما أجبرها على البحث عن ملاذ آمن في لبنان. لكن الحياة في خيمة بسيطة وسط قلق دائم من القصف الإسرائيلي لمناطق الجنوب تضيف عبئاً ثقيلاً على كاهل العائلة.

وفي حديثها مع "تلفزيون سوريا"، وصفت رقية الوضع قائلة: "نفر من حرب إلى حرب، لا نعرف أين نذهب إذا توسعت رقعة الحرب. نحن عالقون في وضع لا نملك فيه أي أمل". 

في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر والقصف المتواصل، تشعر رقية بقلق بالغ حيال سلامة أطفالها، فالقصف الذي يطول المنطقة بشكل متواصل يخلق حالة من عدم الاستقرار، ويجعلها قلقة على مستقبل أطفالها المجهول، بحسب قولها. 

خيمة رقية، التي لا توفر حماية تذكر ضد القصف، أصبحت رمزاً لمعاناة العديد من العائلات السورية التي تبحث عن الأمان في لبنان.

وأيضا، وبما أن معونات الإغاثة تتدفق بشكل غير كافٍ، تجد رقية نفسها في مواجهة تحديات ضخمة؛ من نقص الغذاء والمياه إلى عدم وجود مكان آمن يمكنهم اللجوء إليه في حالة تصاعد القتال. وعبرت عن هذا بقولها: "كل يوم نعيش في خوف ورعب. لا نعلم متى وكيف سينتهي هذا الكابوس".

اللاجئون في البقاع: حرب صامتة

في منطقة البقاع، حيث يتمركز عدد كبير من اللاجئين السوريين، يعيش الحاج أحمد (56 سنة، اسم مستعار) في خيمة تابعة للأمم المتحدة. 

بعد 13 عاما من التهجير، أصبح الحاج أحمد يواجه العديد من الصعوبات التي تزداد حدة مع التصعيد الحالي في النزاع. الوضع في المخيم حيث يقيم يضج بالخوف والرعب، ويؤثر بشكل كبير على صحته النفسية والجسدية.

قال أحمد بإحباط: "أنا تعب من حياة التهجير، وأفكر في السفر عبر البحر إذا تطورت الأمور أكثر. هيك هيك ميتين." بالنسبة له، البحر يمثل خيارا مريرا لكنه قد يكون أكثر أماناً من البقاء في الوضع الراهن. لقد عانى من ظروف قاسية جداً، من النزوح المستمر إلى نقص الموارد الأساسية، مما جعله يشعر بأن الحياة في لبنان أصبحت غير محتملة.

في سياق متصل، أكد  أحمد في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن المساعدات التي تصلهم لا تلبي احتياجاتهم كاملة، وهو ما يزيد معاناته. 

ويعتبر أحمد أن عدم وجود استجابة كافية من قبل السلطات والمساعدات الإنسانية يجعل من الصعب عليه أن يظل صامداً. ويرى أن التهجير المستمر والحرب غير المنتهية دفعاه إلى التفكير في مغامرة خطيرة عبر البحر، حتى وإن كانت تعني المجازفة بحياته. 

هل تعمل المفوضية على خطة إجلاء؟

منذ بداية الأزمة في تشرين الأول 2023، أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، سلسلة من الاستجابات الطارئة لمساعدة الأفراد المتضررين، وفقا لما قالته المفوضية لموقع تلفزيون سوريا. 

وقدمت المفوضية أكثر من 116 ألف عدة إغاثة أساسية، والتي تشمل أكثر من 34 ألف سترة شتوية، و29 ألف فرشة، وأكثر من 18 ألف بطانية، ونحو 7 آلاف مصباح شمسي، بالإضافة إلى 185 شادراً بلاستيكياً وغيرها. 

وزعت هذه المساعدات بشكل منظم عبر وحدة الحد من مخاطر الكوارث في صور والزهراني، ووحدة إدارة مخاطر الكوارث في محافظة النبطية، جنوب لبنان، بحسب المفوضية.

علاوة على ذلك، قامت المفوضية بأعمال ترميمية لـ50 وحدة سكنية للعائلات ولخمسة مآوٍ جماعية. تهدف هذه الأعمال إلى تأمين المياه وتجهيز الأماكن بطريقة تحافظ على خصوصية العائلات.

وفي تموز 2024، تمت أعمال ترميمية لمساكن 167 نازحًا. كما تلقى أكثر من 6 آلاف شخص من اللبنانيين واللاجئين مساعدات نقدية طارئة خاصة بالحماية.

في المقابل، أشارت المفوضية إلى أنها لا تقوم بخطط إجلاء، بل تتحرك فقط في حالات الطوارئ المتعلقة باللجوء.

وأضافت المفوضية أنها جاهزة لدعم احتياجات الأفراد المتضررين وتوفير المساعدة الملحة، لكن التحديات الكبيرة التي يواجهها اللاجئون السوريون تتطلب المزيد من الدعم والتعاون الدولي.

وفي الختام، تشير المعطيات إلى أن اللاجئين السوريين في لبنان يواجهون تحديات متعددة ومعقدة في ظل التصعيد المستمر للصراع في المنطقة. 

وتتراوح هذه التحديات بين المخاوف من الترحيل، الصعوبات المعيشية، والأخطار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية. على الرغم من الجهود التي تبذلها المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم والإغاثة، فإن الأوضاع الراهنة تشير إلى حاجة ماسة لتنسيق أكبر وتدخلات أكثر فعالية لتأمين الحماية والاحتياجات الأساسية لهذه الفئة.