ملخص:
- شهدت بعض البلدات اللبنانية رفضاً غير معلن لدفن اللاجئين السوريين، ضحايا الغارة الإسرائيلية الأخيرة.
- اضطر السوريون إلى البحث عن مقابر مؤقتة في مناطق نائية ومكلفة، مثل "ضيعة العرب".
- أعادت بعض العائلات رفات الضحايا إلى سوريا.
شهدت بعض البلدات الجنوبية في لبنان جدلاً حاداً بشأن دفن اللاجئين السوريين الذين قُتلوا في الغارة الإسرائيلية الأخيرة على منطقة وادي الكفور في النبطية.
وذكر ناشطون حقوقيون أن قرى رفضت دفن الضحايا في مقابرها بشكل غير معلن، ما دفع عائلات الضحايا إلى البحث عن بدائل.
وبحسب صحيفة "المدن"، لم تكن البلدة التي وقع فيها الاستهداف استثناءً، حيث رفضت استقبال رفات الضحايا، على الرغم من أن بعض الروايات تعزو الأمر إلى صعوبات لوجيستية متعلقة بتنظيم مراسم الدفن.
التوجه نحو "ضيعة العرب" كمقبرة بديلة
وأمام هذه العقبات، وجد العديد من اللاجئين السوريين أنفسهم مضطرين للجوء إلى مقابر مؤقتة تُعرف بمقابر "الطوارئ" أو "مدافن الغرباء"، وهي مقابر غير منظمة تقع في مناطق نائية، تتطلب تكاليفاً لا يستطيع معظم اللاجئين تحملها، لكنها باتت الخيار الوحيد المتاح لهم.
واضطر ذوو الضحايا إلى تأجيل عملية الدفن لحين إيجاد مكان مناسب لرفات أبنائهم، ليتم اختيار "ضيعة العرب" في منطقة الصرفند كمكان بديل.
بالمقابل، أُعيدت رفات بعض الضحايا إلى سوريا لدفنها في مسقط رأسهم، بينما دُفنت عائلة "عبد الدائم" بكاملها في بلدة بلاط – قضاء مرجعيون، وهي إحدى العائلات التي قضت بالكامل في المجزرة.
دور المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
تؤكد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان أنها على علم بالصعوبات التي يواجهها اللاجئون السوريون في دفن موتاهم.
ورغم أن المفوضية لا تستطيع تقديم المساعدة المباشرة في عملية الدفن، إلا أنها تقدم الدعم النفسي والاجتماعي للعائلات، وتعمل على ربطها بالجهات المحلية المعنية لحل هذه القضايا.
ومنذ عام 2016، عملت المفوضية بالتنسيق مع البلديات ودار الفتوى على توسيع وترميم عدد من المقابر في مناطق البقاع وبعلبك-الهرمل لاستيعاب اللاجئين إلى جانب السكان المحليين.
ووفق الصحيفة، بالرغم من الجهود المبذولة، ما تزال أزمة دفن اللاجئين السوريين في لبنان قائمة، وتؤكد المفوضية أنها لا تزال تتابع الوضع عن كثب وتعمل بالتعاون مع السلطات المحلية والشركاء الحقوقيين لضمان تقديم الدعم اللازم للعائلات المتضررة.
من جهتها، ذكرت مراسلة تلفزيون سوريا في لبنان أن معظم حالات الوفاة المسجلة لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من السوريين تمكّن ذووها من دفنهم في لبنان، في حين اختارت بعض العائلات السورية إعادة جثامين موتاها إلى سوريا لدفنهم هناك.
الموت يلاحق السوريين
يعيش في لبنان نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري، مسجلين رسمياً وفقاً للإحصائيات اللبنانية والأممية، ومنذ بدء المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل، سقط العديد من السوريين بين قتيل وجريح.
وقبل أيام، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية استهدفت معملاً للأحجار في أطراف بلدة وادي الكفور الشمالية بالنبطية، وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، أدت الغارة إلى مقتل "عشرة أشخاص من الجنسية السورية، من بينهم امرأة وطفلاها"، وإصابة خمسة أشخاص بجروح، بينهم ثلاثة من الجنسية السورية.