التحدث أو الكلام خلال النوم "Somniloquy"، هو اضطراب شائع في النوم يتميز بالتكلم من دون قصد أو وعيٍ في أثناء النوم.
عادة ما يكون الكلام خلال النوم غير ضار في حد ذاته، ولكن في بعض الحالات، قد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة نوم أكثر خطورة، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو الصرع.
وسنشرح هذه المقالة ما هي أسباب الكلام خلال النوم، ولماذا يحدث، ومتى يجب عليك مراجعة الطبيب بشأن هذا الأمر.
الكلام خلال النوم
يمكن أن يختلف الكلام خلال النوم من الثرثرة التي لا معنى لها أو الصراخ أو الضحك إلى الكلام الذي يستخدمه الشخص أثناء استيقاظه، وقد يبدو المتحدثون خلال النوم وكأنهم يتحدثون إلى أنفسهم، أو يُجْرون محادثة مع شخص آخر.
يمكن أن يكون الكلام خلال النوم عرَضياً، ويحدث عندما يكون الشخص محروماً من النوم أو في حالة سُكْر، وبالنسبة للبعض، يمكن أن تكون حالة مزمنة ينام خلالها ويتحدث عدة مرات في الأسبوع أو حتى ليلاً.
لا يتحدث المتكلمون خلال النوم بشكل عام لمدة أطول من تسع ثوانٍ في المرة الواحدة، وفي كثير من الأحيان أقل من ذلك بكثير، وعادةً ما يكون المحتوى غير ضار وغير مفهوم، ولكنه قد يكون في بعض الأحيان مصوراً ومثيراً للقلق، ومليئًا بالألفاظ النابية أو الإساءة اللفظية.
ما أسباب الكلام خلال النوم؟
الكلام خلال النوم هو نوع من أنواع اضطرابات النوم (الباراسومنيا)، أي أنه شيء يحدث فقط أثناء النوم. يمكن أن يحدث من تلقاء نفسه، أو مع أنواع أخرى من اضطرابات النوم، مثل المشي خلال النوم، والذعر الليلي، وتناول الطعام أثناء النوم، وشلل النوم، والنوم الجنسي.
مع أنه ليس من الواضح دائماً أسباب الإصابة باضطرابات النوم، فإنه يُعتَقد أنها مرتبطة بحالة -غالبًا ما تكون عاطفية ولكن في بعض الأحيان جسدية- تثير مشاعر قوية. وهذا لا يشمل القلق والخوف فحسب، بل يشمل أيضًا أشياء مثل السعادة أو الإثارة الجنسية، وهناك أشياء معيّنة يمكن أن تثير الكلام أثناء النوم، بما في ذلك:
- تعاطي الكحول أو المخدرات.
- التعب أو الإرهاق.
- الاكتئاب.
- الأرق.
- القلق أو التوتر.
- مرض عام.
- أدوية معيّنة.
- الحرمان من النوم.
الكلام خلال النوم.. متى يجب عليك مراجعة الطبيب؟
لا يشكِّل الكلام خلال النوم مشكلة عادة، إلا إذا كان يؤثر على نوم شريكك ويزعجه، وإذا كان الأمر يؤثر على علاقتك، أو كان شريكك قلقًا بشأن الكلام خلال النوم، فتحدَّث مع طبيبك أو اطلب الإحالة إلى أخصائي نوم.
يجب عليك أيضاً تحديد موعد مع أخصائي نوم إذا لم تتحدث أبدًا خلال نومك من قبل ولكنك بدأت فجأة في القيام بذلك كشخص بالغ. في مثل هذه الحالات، قد يكون الكلام أثناء النوم علامة على وجود مشكلة صحية أساسية، ومن المعروف أن الكلام أثناء النوم يصاحب بعض الحالات الطبية، بما في ذلك:
- الخَرَف.
- مرض الشلل الرعاش.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- نوبات الصرع.
- توقف التنفس أثناء النوم.
كل هذه الحالات خطيرة، وتتطلب عناية طبية. في بعض الحالات، قد يكون الكلام أثناء النوم هو العلامة الأولى أو الوحيدة لحالة صحية كامنة.
كيف يتم علاج الكلام خلال النوم؟
عادة لا يحتاج الكلام خلال النوم إلى العلاج، ومع ذلك، يمكن أن يكون جزءاً من حالة مَرَضية أخرى تحتاج إلى علاج. على سبيل المثال:
- بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن أو الرعب الليلي، يمكن وصف الأدوية المعروفة لهم. قد تساعد في ذلك أيضاً إجراءات ما قبل النوم، مثل التأمل وتحسين النوم.
- بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، أو اضطراب ما بعد الصدمة، أو مشكلات النوم المرتبطة بالتوتر، قد يُنصَح بالعلاج السلوكي المعرفي (شكل من أشكال العلاج بالكلام).
- بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، يمكن لجهاز تنفس يسمى ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP) أن يضمن حصولهم على كمية كافية من الأوكسجين في أثناء النوم.
- إذا كان الكلام أثناء النوم يزعج شريكك في السرير، فقد تساعد في ذلك آلة الضوضاء البيضاء أو سدادات الأذن أو سماعات الرأس العازلة للضوضاء.
- النوم في أَسِرّة أو غرف مختلفة.
- تغييرات نمط الحياة مثل ما يلي قد تساعد أيضاً في التحكم في حديثك خلال النوم: (تجنَّب شرب الكحول نهائياً.. تجنَّب الوجبات الثقيلة مع اقتراب وقت النوم.. إعداد جدول نوم منتظم مع طقوس ليلية لإقناع عقلك بالنوم.. تجنب ممارسة الرياضة قبل وقت قصير من النوم، وتناول الكثير من الكافيين، وتناول الدواء في المساء، لأنها كلها يمكن أن تؤثر على النوم المريح).
الخلاصة:
- الكلام في أثناء النوم هو حالة غير ضارة، وهي أكثر شيوعاً عند الأطفال والرجال، وقد تحدث في فترات معينة من حياتك، ولا يتطلب الأمر أي علاج، وفي معظم الأحيان سوف يختفي الكلام أثناء النوم من تلقاء نفسه.
- يمكن أن تكون حالة مزمنة أو مؤقتة، وقد تختفي أيضًا لسنوات عديدة ثم تتكرر.
- تحدَّث إلى طبيبك إذا كان الكلام خلال النوم يؤثر على نومك أو نوم شريكك.