تسابق إلهام القاسم التي تعيش في مخيمات الدانا شمالي إدلب، الوقت علها تتمكن من صناعة أكبر كمية ممكنة من معجنات العيد، في موسم لا يتكرر إلا مرتين في العام، إذ يعد فرصة لتوفير بعض المال اللازم لشراء بعض احتياجات العائلة.
تحول أم سلوى المهجرة من مدينة سراقب شرقي إدلب، منزلها إلى مطبخ متكامل تنتج فيه عشرات الأنواع من الحلويات، التي تلاقي وفق قولها قبولاً لدى الكثير من الراغبين، باعتبارها تصنع بنمط منزلي يعرف بـ "البيتوتي"، والذي يختلف جودة ومذاقاً عن ذلك الذي تقدمه محالّ الحلويات.
مصدر رزق وحيد
المهنة التي ورثتها إلهام عن والدها البغجاتي القديم في المنطقة، والذي كان لديه محل حلويات معروف بأبي سلوى يبيع فيه المعجنات، لم تتوقف عند تلك الأنواع التي يعرفها أهالي سراقب كالبرازق والسنيورة ومعمول الجوز، بل أدخلت أم سلوى أنواعاً أخرى كعجينة الشوكولا التي تختص فيها وبتطويرها والتي لاقت الكثير من القبول والمحبة، إضافة إلى حلوى أخرى سمتها أبا سلوى نسبة إلى والدها وهي نوع من العجينة المحلاة الممزوجة بالفستق الحلبي والجوز، يضاف إليها نكهة خاصة تجعل مذاقها مناسباً مع القهوة.
هذا العمل هو مورد الرزق الوحيد لأم سلوى، فزوجها يتولى مهام التسويق عبر الطلب أو عبر العرض بالأسواق، في حين تتولى هي التجهيزات، وفي كثير من الأوقات لا تؤمن المهنة لهم أكثر من خمسين ليرة يومياً، في الوقت الذي يزداد فيه المدخول خلال فترة الأعياد.
الحلويات والمعجنات رفاهية في الشمال السوري
تقول أم سلوى في حديثها لموقع تلفزيون سوريا إن الإقبال على شراء المعجنات وحلويات العيد يتضاءل عاماً بعد آخر فهو يعد اليوم ضمن قوائم الكماليات، فعموم الأسر السورية بالكاد تؤمن قوت يومها ومستلزماتها الأساسية، ومن يفيض عنده شيء بعدها يتجه لتوفير وجبة من اللحم أو الدجاج التي قد تكون غائبة لأشهر، لتغدو الحلويات بالنسبة للسوق المحلية عنوان رفاهية وكماليات، واقع يؤثر بشكل كبير في عملهم وعمل مئات العوائل التي تعتاش من هذه الأعمال.
الأعمال المنزلية مهن تؤمن دخلاً لآلاف الأسر السورية
وتعتبر الأعمال المنزلية واحدة من أكثر موارد الدخل انتشاراً في الشمال السوري، حيث تعتمد آلاف العوائل في معيشتها ومستلزماتها على الأعمال التي تتنوع بين تجهيز للمونة أو مشتقات الحليب أو الحلويات أو تغليف الخضار والتي تعود بغالبيتها لصالح محال تجارية أو مراكز بيع للمونة، وهي أعمال رغم أهميتها، إلا أنها لا توفر لتلك العوائل أدنى متطلبات الحياة.
والتقى موقع تلفزيون سوريا عدداً من العوائل التي تعمل على تجهيز مربى البندورة خلال هذا الموسم، حيث أشاروا إلى أن عمل العائلة بالكامل ضمن هذه المهنة بالكاد يوفر لهم يومياً 50 ليرة تركية، أما من أتيحت لهم فرصة التعاقد مع محال بيع القشة، فيتقاضون عشرة ليرات تركية على تنظيف كل واحدة رغم أنها تتطلب عناءً وتعباً كبيراً.