icon
التغطية الحية

الانتخابات الأميركية.. تحول أصوات المسلمين يضعف هاريس في الولايات المتأرجحة

2024.09.20 | 16:26 دمشق

جيل ستاين بعد إلقاء كلمة خلال مظاهرة داعمة لغزة في شيكاغو (رويترز)
جيل ستاين بعد إلقاء كلمة خلال مظاهرة داعمة لغزة في شيكاغو (رويترز)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • بدأ تحول كبير بين الناخبين المسلمين نحو دعم جيل ستاين، مرشحة حزب الخضر.
  • تراجع دعم كامالا هاريس في ولايات متأرجحة كميشيغان، بسبب موقفها من إسرائيل.
  • حصلت ستاين على دعم 40 بالمئة من الناخبين المسلمين في ميشيغان.
  • حملة ترامب تسعى لاستقطاب الناخبين المسلمين في ولايات رئيسية.
  • مطالب متزايدة بوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل كشرط لدعم هاريس.

تشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة تحولاً ملحوظاً في توجهات الناخبين المسلمين والعرب، حيث بدأ الكثيرون منهم بالتحول نحو دعم مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين، كنوع من الاحتجاج على الدعم غير المشروط الذي تقدمه المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، لإسرائيل، خاصة في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على غزة. 

ويشكل هذا التغيير في توجهات الناخبين تهديداً لهاريس في الولايات المتأرجحة، حيث إن فقدان أصوات هذه الفئة قد يؤثر في نتائج الانتخابات بشكل كبير.

وأظهر استطلاع رأي أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR) في أواخر شهر آب، ونقله موقع (Daily Sabah)، أن 40 بالمئة من الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان يدعمون جيل ستاين.

وتُعد ميشيغان من الولايات الحاسمة في الانتخابات بفضل جاليتها العربية الكبيرة. في المقابل، حصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على 18 بالمئة من أصوات المسلمين في هذه الولاية، بينما جاءت كامالا هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن، في المركز الثالث بنسبة 12 بالمئة.

ولا يقتصر تقدم جيل ستاين على ميشيغان فقط، بل امتد إلى ولايتي أريزونا وويسكونسن، وهما أيضاً ولايتان متأرجحتان تضم كل منهما نسبة كبيرة من الناخبين المسلمين. وفي هاتين الولايتين، تفوقت ستاين على هاريس بشكل واضح. 

هذا التقدم يأتي في سياق محاولات مستمرة من قبل المرشحين لاستقطاب أصوات الناخبين المسلمين الذين يمثلون كتلة تصويتية مهمة في هذه الولايات.

تقدم هاريس في ولايات أخرى

ورغم التحول الواضح في بعض الولايات، ما تزال هاريس الخيار الأول للناخبين المسلمين في ولايتي جورجيا وبنسلفانيا، حيث أظهرت استطلاعات الرأي تفوقها هناك. 

وجاء ترامب في ولاية نيفادا، في الصدارة بنسبة 27 بالمئة، متفوقاً بفارق ضئيل على هاريس التي حصلت على 26 بالمئة من أصوات الناخبين المسلمين.

وفي انتخابات 2020، حصل جو بايدن على دعم كبير من الناخبين المسلمين، حيث أظهرت الاستطلاعات أنه حصل على أكثر من 80 بالمئة من أصواتهم. 

وكان هذا الدعم الكبير جزءاً أساسياً من فوزه في العديد من الولايات الحاسمة. ولكن، منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على غزة والتي استمرت قرابة العام، تراجع دعم الناخبين المسلمين للديمقراطيين بشكل ملحوظ. 

تشير التقديرات إلى أن هناك نحو 3.5 ملايين أميركي من أصول شرق أوسطية وفقاً لتعداد الولايات المتحدة لعام 2020، وهو العام الذي شهد لأول مرة تسجيل هذه البيانات.

ورغم أن هذه الفئة تشكل نحو 1 بالمئة فقط من إجمالي سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم 335 مليون نسمة، إلا أن أصواتهم قد تكون حاسمة في انتخابات قريبة ومتقاربة، حيث يمكن أن تسهم في ترجيح كفة أحد المرشحين في الولايات المتأرجحة التي قد تحسم السباق الانتخابي.

موقف كامالا هاريس من الحرب في غزة

ويوم الثلاثاء الماضي، دعت كامالا هاريس إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل وغزة، وعودة الرهائن المحتجزين من قبل حركة حماس. كما أكدت على ضرورة ألا تعيد إسرائيل احتلال غزة، مشددة على دعمها لحل الدولتين كحل نهائي للنزاع.

ورغم هذه التصريحات، إلا أن قادة المجتمع المسلم والعربي في الولايات المتحدة تشير إلى أن حملة هاريس رفضت مراراً وتكراراً دعوات المجتمع المحلي لوقف أو تقليص شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، خاصة في الاجتماعات المغلقة التي عقدت في ميشيغان وغيرها.

وعلى الجانب الآخر، تواصل جيل ستاين حشد الدعم بين الناخبين المسلمين من خلال موقفها الواضح والصريح تجاه الحرب في غزة. ستاين تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وفرض حظر فوري على شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل.

وتدعم ستاين حركات طلابية تسعى لدفع الجامعات الأميركية إلى سحب استثماراتها من صناعة الأسلحة. هذه المواقف جعلت ستاين تحظى بشعبية كبيرة بين الأوساط المؤيدة للفلسطينيين.

ويذكر أن زميلها المرشح، بوتش وير، أستاذ التاريخ في جامعة كاليفورنيا بسانتا باربرا، هو مسلم، مما يزيد من جاذبية حملتها لدى الناخبين المسلمين.

يسعى فريق ترامب إلى استقطاب أصوات الناخبين العرب والمسلمين من خلال تنظيم عشرات الفعاليات الحضورية والافتراضية في ولايات مثل ميشيغان وأريزونا.

وفقًا لريتشارد غرينيل، المدير السابق للاستخبارات الوطنية في عهد ترامب، فإن القادة العرب الأميركيين في ديترويت يشعرون أن هذه هي لحظتهم لإرسال رسالة قوية للحزب الديمقراطي بعدم الاستهانة بهم. 

أهمية حزب الخضر والولايات المتأرجحة

وعلى الرغم من أن جيل ستاين وحزب الخضر لا يحظيان بفرص كبيرة للفوز في الانتخابات المقبلة، وفقًا لاستطلاعات الرأي، إلا أن وجود الحزب على بطاقات الاقتراع في معظم الولايات، بما في ذلك الولايات المتأرجحة، قد يكون له تأثير كبير على النتائج. 

حزب الخضر موجود على بطاقات الاقتراع في معظم الولايات المتأرجحة، باستثناء جورجيا ونيفادا، حيث يقاضي الحزب من أجل إدراجه.

الانتخابات المقبلة قد تشهد إعادة ترتيب للأصوات في الولايات المتأرجحة مثل جورجيا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. في عام 2020، فاز بايدن في ميشيغان بفارق 154 ألف صوت، بينما فاز ترامب في الولاية نفسها في عام 2016 بفارق أقل من 11 ألف صوت. 

وفي فيلادلفيا، التي تضم عدداً كبيراً من المسلمين السود، انضم الناشطون إلى حملة وطنية تحت عنوان "التخلي عن هاريس". هؤلاء الناشطون نظموا احتجاجات خلال المناظرة الأخيرة بين هاريس وترامب، مطالبين بتغيير السياسات الأميركية تجاه النزاع في غزة.

ووفقاً لرابيول شودري، الرئيس المشارك لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في فيلادلفيا، فإن الناخبين المسلمين لديهم خيارات بديلة، مشيراً إلى أنه "إذا تعهد ترامب بإنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن، فإن الأمر سينتهي بالنسبة لهاريس". ترامب بدوره أكد أن الحرب لم تكن لتندلع لو كان رئيساً، رغم عدم وضوح الكيفية التي كان سيعتمدها لإنهائها.

المطالب بوقف شحنات الأسلحة والدعوات للاحتجاج

وفي جورجيا، التي فاز فيها بايدن بفارق ضئيل بلغ 11,779 صوتاً في 2020، يعمل الناشطون المسلمون والعرب على حشد 12 ألف ناخب للتعهد بعدم التصويت لهاريس ما لم تتحرك إدارة بايدن بحلول 10 تشرين الأول لوقف جميع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، والمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار في غزة والضفة الغربية. الآلاف من الناخبين في نيوجيرسي وبنسلفانيا وويسكونسن وقعوا على تعهدات مماثلة.

وعبر النائب الأميركي دان كيلدي، وهو ديمقراطي من ولاية ميشيغان، عن قلقه من تأثير حرب غزة على نتائج الانتخابات في تشرين الثاني. 

وقال إن الإحباط لا يقتصر فقط على العرب والمسلمين، بل يشمل أيضاً مجموعة واسعة من الناخبين الشباب وغيرهم الذين يشعرون بالغضب من سياسات الولايات المتحدة تجاه النزاع في غزة.