ملخص:
- مناظرة تلفزيونية حادة بين هاريس وترامب في فيلادلفيا قبل شهرين من الانتخابات.
- هاريس تهاجم ترامب وتصفه بالمجرم، متهمة سياساته بتقسيم المجتمع الأميركي.
- ترامب يرفض الاعتراف بهزيمته في انتخابات 2020، بينما هاريس ترد بأن العالم يسخر منه.
- قضايا مثل الإجهاض والسياسة الخارجية تشعل المناظرة، خاصة مع اتهام هاريس لترامب بالتقارب مع بوتين.
- المناظرة شكلت فرصة لهاريس لتعريف نفسها للناخبين، وسط سباق رئاسي محتدم.
دخلت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في مواجهة مباشرة مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، حيث تصاعدت حدة النقاشات بين الطرفين حول قضايا داخلية وخارجية حساسة، وذلك في مناظرة تلفزيونية جرت في مدينة فيلادلفيا.
وتأتي هذه المواجهة قبل أقل من شهرين من الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من تشرين الثاني، والتي تشهد سباقاً متقارباً للغاية بين المرشحين.
وكانت هذه المناظرة الأولى بين هاريس وترامب في إطار الحملة الانتخابية لعام 2024، حيث تناولت عدة مواضيع حساسة تراوحت بين قضايا الإجهاض ومصير الديمقراطية الأميركية.
وبدأت المناظرة بطريقة رسمية حين اقتربت هاريس بشكل غير متوقع من ترامب لمصافحته قبل أن يتوجها إلى المنصات المخصصة لهما. إلا أن هذه اللحظة الودية كانت قصيرة للغاية، حيث هاجم ترامب هاريس، واصفاً إياها بـ"الماركسية". كما ادعى أنها والرئيس الحالي جو بايدن سمحا "لملايين الأشخاص بالتدفق إلى بلدنا من السجون والمصحات العقلية".
هاريس تهاجم ترامب
ومن جانبها، ردت هاريس، البالغة من العمر 59 عاماً، بنظرات ساخرة في البداية قبل أن تتصاعد حدة ردها. وقالت هاريس إنها تمثل "انطلاقة جديدة" للولايات المتحدة بعد "فوضى" رئاسة ترامب السابقة، مشددة: "لن نعود" إلى تلك الفترة.
واتهمت ترامب بأنه مجرم مدان، قائلة: "لقد استخدم العرق لقسمة الشعب الأميركي". وأكدت أن سياسات ترامب أسهمت في تعميق الانقسامات في المجتمع الأميركي، معتبرة أن هذا يعد "مأساة" وطنية.
وكما تناولت هاريس رفض ترامب الاعتراف بهزيمته في انتخابات 2020 الرئاسية أمام بايدن، معتبرة أن هذا السلوك يشكل تهديداً غير مسبوق للديمقراطية الأميركية.
أمام ملايين المشاهدين، تمسك ترامب بموقفه الرافض للاعتراف بالهزيمة، مشدداً على أن "هناك كثيراً من الأدلة" التي تدعم مزاعمه بأنه فاز في تلك الانتخابات. إلا أن هاريس ردت عليه بالقول إن "مسؤوليه الأمنيين سابقاً في البيت الأبيض اعتبروه وصمة عار"، مضيفة أن "قادة العالم يسخرون من دونالد ترامب".
قضايا السياسة الخارجية
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وخصوصاً الأزمة في أوكرانيا، هاجمت هاريس ترامب، قائلة إن سياساته تجاه روسيا تشكل خطراً على الأمن الدولي. واتهمته بأنه سيسلم أوكرانيا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا عاد إلى السلطة.
ووصفت ترامب بأنه "سيكون لقمة سائغة لبوتين"، مشددة على أن "الطغاة والمستبدين يحبذون عودتك رئيساً". ورد ترامب بدوره بتصريحات زعم فيها أن إسرائيل "ستزول" إذا ما أصبحت هاريس رئيسة للولايات المتحدة.
وأكد أن هاريس "تكره إسرائيل"، قائلاً: "إذا أصبحت رئيسة، أعتقد أن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين". إلا أن هاريس نفت هذه الاتهامات بشدة، مؤكدة أنها دعمت إسرائيل طوال حياتها المهنية، وأن ما قاله ترامب "غير صحيح على الإطلاق".
قضية الإجهاض
الإجهاض كان أيضاً موضوعاً محورياً في المناظرة. أكد ترامب أنه يدعم منع حق الإجهاض على الصعيد الفيدرالي، لكنه شدد على ضرورة أن تتبنى كل ولاية سياساتها الخاصة في هذا المجال.
بالمقابل، اتهمت هاريس ترامب بنشر "شبكة من الأكاذيب"، ووصفت سياساته المتعلقة بالإجهاض بأنها "مهينة لنساء أميركا". واعتبرت أن ترامب يسعى إلى فرض قيود صارمة على حقوق المرأة في اتخاذ قراراتها الخاصة.
ومع تصاعد الضغوط التي مارستها هاريس على ترامب، رفع ترامب نبرة صوته مطلقاً تصريحات نارية ومكرراً الشتائم التي غالباً ما يستخدمها في لقاءاته الانتخابية. لكن هاريس لم تتراجع، واستمرت في هجومها، خاصة عندما سخرت من مهرجانات ترامب الانتخابية، قائلة إن الحضور "يغادرون هذه اللقاءات بسبب التعب والملل".
في أثناء المناظرة، تطرق ترامب إلى فرضية مؤامرة تم دحضها سابقاً، زاعماً أن المهاجرين الهايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة للمواطنين في ولاية أوهايو، وقال: "إنهم يأكلون كلاباً، الناس الوافدون يأكلون القطط".
وأثار هذا الادعاء رد فعل مباشراً من مدير المناظرة، الذي أكد أن سلطات مدينة سبرينغفيلد نفت حدوث أي من هذه الادعاءات.
المناظرة كفرصة انتخابية
مع تبقي 56 يوماً فقط على الانتخابات، كانت هذه المناظرة فرصة نادرة لكلا المرشحين لمحاولة ترجيح كفتيهما في السباق المحتدم. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة بين هاريس وترامب ما تزال محمومة جداً، مما يجعل كل ظهور إعلامي ذا أهمية كبيرة.
وشكلت المناظرة فرصة لهاريس لتعريف نفسها إلى شريحة أوسع من الناخبين، خاصة وأنها انضمت إلى السباق الرئاسي منذ أقل من ثمانية أسابيع فقط، بعد انسحاب بايدن المفاجئ من السباق بسبب تدهور حالته الصحية.
هذه المناظرة تأتي بعد أن شهدت الساحة السياسية الأميركية تطورات كبيرة، حيث تعرض الرئيس الحالي جو بايدن لانتقادات حادة خلال المناظرة الرئاسية الأخيرة في حزيران، والتي وصفت بأنها "كارثية" بالنسبة لحملته.
ومع تزايد الشكوك حول قدرته على الاستمرار في السباق بسبب تقدمه في العمر (81 عاماً)، تولت هاريس قيادة الحملة الديمقراطية على أمل أن تتمكن من التصدي لترامب وتحقيق نصر تاريخي.
وتُعرف هاريس بشراستها في النقاشات منذ أن كانت عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي، وقد استفادت من تجربتها الطويلة في السياسة الأميركية لتحضير نفسها لهذه المناظرة.