icon
التغطية الحية

"خطة الجنرالات".. إسرائيل تواصل تهجير سكان شمالي غزة وواشنطن تلوم تل أبيب

2024.10.17 | 14:04 دمشق

3
صورة أرشيفية - آثار الدمار في قطاع غزة من جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة (Getty Images)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ "خطة الجنرالات" لتهجير الفلسطينيين من شمالي غزة من خلال التجويع والحصار، وسط تحذيرات من حركة حماس من "إبادة جماعية".
  • وزارة الصحة في غزة تحذر من أزمة خطيرة تهدد حياة الأطفال حديثي الولادة في المستشفى بسبب نقص الوقود والأدوية نتيجة الحصار.
  • الحصار والعمليات العسكرية أسفرت عن مقتل 42,438 فلسطينيًا وإصابة 99,246 آخرين.
  • الولايات المتحدة تنتقد إسرائيل لاستخدامها المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية، وتصف ذلك بأنه "غير مقبول" و"انتهاك للقانون الدولي".

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 13 يوماً تنفيذ مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من شمالي قطاع غزة، عبر التجويع والحصار، بما يُعرف بـ "خطة الجنرالات"، وسط تحذيرات من حركة حماس "بإبادة جماعية هي الأبشع في تاريخ الخطط العسكرية"، في حين توجه واشنطن اللوم لتل أبيب وتتهمها بالتدرع بالمدنيين الفلسطينيين.

حذرت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم الخميس، من "كارثة إنسانية حقيقية" على حياة الأطفال حديثي الولادة في "مستشفى كمال عدوان" نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق على شمال القطاع منذ نحو أسبوعين.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على منصة "تلغرام"، إن "كارثة إنسانية حقيقية تواجه الأطفال الحديثي الولادة في حضانة مستشفى كمال عدوان".

وأوضحت أن المستشفى يعاني أزمة وقود ونقص الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة الحصار الإسرائيلي.

وأشارت إلى أن قسم الحضانة في مستشفى كمال عدوان هو القسم الوحيد بهذا الاختصاص شمالي قطاع غزة، وهي الوحيدة التي تحتوي على حضانات أطفال تخصصية متقدمة ومزودة بالأكسجين، ما يهدد حياة الأطفال بالخطر.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 42.438 قتيلا، و99.246 مصابا..

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين ضد العائلات الفلسطينية بالقطاع وصل منها إلى المستشفيات جثامين 29 شخصاً و93 مصاباً خلال الساعات الـ 24 الماضية.

حماس تدق ناقوس الخطر وتحذر من "خطة الجنرالات"

حملت حركة حماس الإدارة الأميركية مسؤولية الإبادة التي تنفذها إسرائيل في شمالي قطاع غزة بعد فصله عن محافظات وسط وجنوب القطاع وتهجير سكانه.

وقالت الحركة، في بيانها، إن "جرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان تحدث في شمال غزة" في إطار ما يعرف بـ"خطة الجنرالات".

ووصفت حماس الخطة بأنها "وحشية وإحدى أكثر الخطط العسكرية التي عرفها التاريخ الحديث انحطاطاً ونازية".

ومنذ 13 يوماً، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحه البري لشمال قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا، ضمن حرب "إبادة وتجويع" تستهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين من المنطقة إلى الجنوب عبر طريق صلاح الدين الذي يمتد على طول القطاع من جهة الشرق.

ويفرض الاحتلال حصارا مشددا يمنع دخول الغذاء والمياه والأدوية ويشن قصفا دمويا مكثفا، بهدف تهجير الفلسطينيين واحتلال شمالي القطاع بعد فصله عن بقية المناطق.

ما هي خطة الجنرالات؟

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في 4 أيلول/سبتمبر الماضي، عن "خطة الجنرالات" والتي تهدف إلى "تحويل كامل المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (أنشأته إسرائيل وسط القطاع)، أي محافظتي غزة والشمال، لمنطقة عسكرية مغلقة".

وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح شمالي القطاع للمرة الثالثة منذ بدء الحرب على غزة، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

الخطة أعدها عسكريون إسرائيليون سابقون، وتقضي بـ"إجلاء السكان خلال أسابيع قليلة، وفرض حصار على المنطقة، لدفع المسلحين بمدينة غزة للاستسلام أو الموت"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" في 22 أيلول/سبتمبر الماضي.

وتشمل تفاصيل الخطة بحسب وسائل إعلام إسرائيلية إحكام الحصار على شمالي قطاع غزة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، واعتبار من سيبقى داخله مقاتلين، ما يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم بعد إعلان المنطقة عسكرية مغلقة".

ودقت حركة حماس ناقوس الخطر محذرة من مخططات الاحتلال الإسرائيلي تفريغ شمالي قطاع غزة وتهجير سكانه، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع منذ أكثر من عام.

وقال القيادي بالحركة أسامة حمدان، الثلاثاء الماضي في بيان مصور لحمدان نشرته الحركة على موقعها الإلكتروني الرسمي، إن ما يحدث حاليا شمال قطاع غزة لا سيما في جباليا ومخيمها هو "عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان" تؤكد بدء إسرائيل بخطة فصل شمال القطاع وتهجير سكانه.

وطالبت الحركة المجتمع الدولي بإجراءات فعالة لفرض قرارات تحمي المدنيين في غزة.

واشنطن "منزعجة" من تدرّع إسرائيل بالمدنيين الفلسطينيين

وصفت الولايات المتحدة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن استخدام الجنود الإسرائيليين للمدنيين دروعاً بشرية في القطاع، بأنها "مزعجة جداً"، وأنه "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لذلك".

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الأربعاء، وذلك تعليقا على معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بشأن استخدام إسرائيل المدنيين دروعا بشرية بشكل متكرر.

وأشار ميلر إلى أنه إذا كانت الوقائع الواردة في تقرير الصحيفة صحيحة، فإنها "غير مقبولة على الإطلاق".

وقال إنه "لا يوجد أي سبب لاستخدام المدنيين دروعاً بشرية، ولا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لذلك".

تقرير: إسرائيل تستخدم الفلسطينيين دروعاً بشرية

والأربعاء، أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن ما ورد في تقريرها المنشور السبت الماضي، من شهادات العاملين الصحيين في قطاع غزة، الذين وثقوا "الرعب" الذي شاهدوه، "صحيحة"، وأن انتقادات مؤيدي إسرائيل للتقرير لا تستند إلى أدلة.

وأفادت الصحيفة، السبت، نقلا عن جنود ومسؤولين إسرائيليين لم تذكر أسماءهم، أن الجيش، الذي يواصل حرب الإبادة على غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، استخدم المدنيين الفلسطينيين المعتقلين دروعاً بشرية.

وأكدت أن ما لا يقل عن 11 فريقا مكونا من جنود وعناصر استخبارات إسرائيليين استخدموا الفلسطينيين دروعاً بشرية في خمس مدن بغزة.

وأوضحت أن الجنود الإسرائيليين أرسلوا قسرا مدنيين فلسطينيين معتقلين إلى مناطق يعتقدون أن عناصر حركة حماس نصبوا كمائن فيها.

ومنذ 377 يوماً، تواصل إسرائيل بدعم أميركي حرباً مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 143 ألف ضحية ما بين قتيل وجريح، وعشرات آلاف المفقودين، ودمارا هائلا في الأبنية السكنية والبنى التحتية، ومجاعة قاتلة لا سيما في الشمال أودت بحياة أطفال ومسنين.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.