تتواصل معاناة اللاجئين على الحدود الواقعة بين بيلاروسيا وبولندا وسط تصاعد الاتهامات الأوروبية لبيلاروسيا بافتعال الأزمة التي يدفع ثمنها اللاجئون وكان آخرهم رضيعا سوريا قضى أمس في الغابة الحدودية في حين تم إنقاذ رجل سوري كان على وشك الموت.
ووصفت ناشطة موجودة على الحدود البيلاروسية البولندية لموقع تلفزيون سوريا أوضاع اللاجئين على الحدود بـ"المأسوية"، وقالت الناشطة إن الشرطة البيلاروسية تحرض اللاجئين على اقتحام الحدود، مشيرة إلى أن محاولة الاقتحام الأخيرة حصلت بعد أن طلب عناصر من الشرطة الذين يرتدون ثياباً مدنية من اللاجئين اقتحام الحدود، مضيفة بأنهم يشيعون بين الحين والآخر إشاعات عن فتح الحدود من قبل السلطات البولندية.
في الأثناء، دعا مجموعة من الناشطين البولنديين والمنظمات الأوروبية بولندا لفتح الحدود أمام اللاجئين لطلب اللجوء فيها.
وقال الناشطون في نداء اطلع موقع تلفزيون سوريا عليه "اقترب ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص من نقطة عبور الحدود البولندية في كونيكا بحثاً عن ممر آمن إلى الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه".
وأضاف الناشطون والمنظمات في البيان إنه من "بين اللاجئين بضع مئات من الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة (..) هؤلاء الناس تركوا منازلهم طلبا للجوء".
وتابع البيان "يعيش الأشخاص الموجودون على نقطة الحدود في كونيكا في ظروف قاسية مع تعرضهم لدرجات حرارة منخفضة حد التجمد ونقص في الغذاء والماء".
وأضاف الناشطون "نظراً لأنه من الواضح أنه لن يكون هناك مزيد من الأشخاص القادمين عبر طريق بيلاروسيا، فإننا نطلب ونطلب منك في الوقت نفسه السماح للأشخاص بدخول بولندا وطلب اللجوء".
وختم الناشطون نداءهم للدول الأوروبية بالقول "ساعدوهم! لا تؤذوهم! لا تدعوهم يموتون على الحدود".
وقبل أيام، أطلقت قوات بولندية الغاز المسيل للدموع وفتحت خراطيم المياه على مهاجرين حاولوا عبور الحدود من بيلاروسيا، وألقى بعض المهاجرين الحجارة على القوات البولندية عبر الحدود، حسب ما أفادت وزارة الدفاع البولندية.
تصاعد الضغوط
سياسياً، تصاعدت الضغوط على الحكومة البيلاروسية لإبعاد اللاجئين عن الحدود وحضّ وزراء خارجية دول مجموعة السبع بيلاروسيا، الخميس، على وضع حد لأزمة الهجرة عند حدودها مع بولندا.
واتّهمت بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، بترتيب عملية الهجرة غير الشرعية عبر حدودها.
وفي بيان وقّع عليه الاتحاد الأوروبي أيضاً، وصدر عن حكومة لندن، قال الوزراء: "تُعرّض هذه الأفعال الفظة حياة الناس للخطر"، وأضافوا: "نقف صفاً واحداً في تضامننا مع بولندا، كما مع ليتوانيا ولاتفيا، التي استُهدفت جميعها بهذا الاستخدام الاستفزازي للهجرة غير النظامية كتكتيك مصطنع"، ودعا البيان بيلاروسيا "إلى الوقف الفوري لحملتها العدوانية والاستغلالية من أجل منع مزيد من الوفيات والمعاناة".
وأضاف الوزراء أنه ينبغي السماح للمنظمات الدولية بالوصول «الفوري ومن دون عوائق» للمهاجرين المحاصرين عند الحدود لتقديم مساعدات إنسانية.
وذكر البيان أن «أفعال بيلاروسيا محاولة لصرف الانتباه عن تجاهلها المستمر للقانون الدولي والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق شعبها».
ويتهم الغرب مينسك بالتسبب عمداً بموجة لجوء، رداً على العقوبات المفروضة بعد حملة الحكومة على حركات المعارضة العام الماضي.
مقترح بيلاروسي
في المقابل، قالت الرئاسة البيلاروسية إن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو اقترح على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن يفتح الاتحاد الأوروبي ممرا لعبور ألفي لاجئ إلى أوروبا.
وأضافت الرئاسة أن نحو 7 آلاف لاجئ ينتشرون على أراضيها بينهم ألفَا لاجئ على حدود بولندا.
وقالت الرئاسة البيلاروسية إن لوكاشينكو وميركل اتفقا على أن "المشكلة بمجملها ستطرح على مستوى بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي"، وتحدثت عن تعيين مسؤولين من الطرفين لبدء مفاوضات على الفور.
وكانت الحكومة البيلاروسية تحدثت يوم الأربعاء عن مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، سعيا لحل أزمة طالبي اللجوء العالقين داخل أراضيها، لكن المفوضية الأوروبية أوضحت أن الأمر يتعلق بمحادثات تقنية حول عمليات إعادة طالبي اللجوء الساعين لدخول الاتحاد الأوروبي، وذلك بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ومع المنظمة الدولية للهجرة وبيلاروسيا.
في الأثناء، أعلنت السلطات البولندية اعتقال 100 طالب لجوء حاولوا اختراق حدودها، مشيرة إلى أنها سجلت أكثر من 500 محاولة اختراق. واتهمت الحكومة البولندية مينسك بدفع اللاجئين إلى رشق الجنود والحرس بالحجارة لتشتيت انتباههم، في حين توقع وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك أن تستمر الأزمة شهورا وربما سنوات أخرى.