ملخص:
- ارتفاع قياسي في أسعار الفليفلة في درعا أدى إلى عزوف العديد من الأهالي عن شرائها.
- ارتفاع أسعار الفليفلة يعود إلى بداية جني المحصول وعدم وصوله لذروته بعد.
- العديد من الأسر قللت أو ألغت إعداد مونة المكدوس هذا الموسم بسبب ارتفاع الأسعار.
- الأزمة الاقتصادية في سوريا أثرت بشكل كبير على قدرة العائلات على تأمين حاجياتهم الأساسية وتخزين المونة.
شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا ارتفاعاً قياسياً في أسعار الفليفلة، مما أدى إلى عزوف قسم كبير من الأهالي عن شرائها، رغم دخول موسم تحضير المونة، وتحديداً المكدوس.
وتجاوز سعر كيلو الفليفلة في درعا حاجز الـ7500 ليرة، وهو ما يعتبر رقماً قياسياً في المحافظة المنتجة للخضراوات، في المقابل، انخفض سعر الباذنجان، الذي يُعد المكون الرئيسي الثاني للمكدوس، حيث تراجع إلى أقل من 1000 ليرة بعد أن وصل إلى 4000 ليرة في بداية الموسم.
وعزا أحد تجار الخضر هذا التباين في الأسعار إلى عدة عوامل، أبرزها أن إنتاج الباذنجان وصل إلى ذروته، مما أدى إلى تدفق كميات كبيرة إلى الأسواق في ظل تراجع الطلب، وفقاً لما نقلت صحيفة "تشرين" الناطقة باسم النظام السوري.
أما فيما يتعلق بمحصول الفليفلة، فقد أوضح التاجر أن جني المحصول لا يزال في بدايته ولم يصل إلى ذروته بعد، مما ساهم في ارتفاع الأسعار، ومن المحتمل أن تنخفض الأسعار مع زيادة الكميات المعروضة في السوق، مشيراً إلى أن الفليفلة تحتفظ بقنوات تصريف أخرى غير مونة المنازل، مثل معامل الكونسروة، مما يساعد في استقرار أسعارها.
وأكد التاجر أن العديد من الأسر ألغت أو قللت من إعداد مونة المكدوس هذا الموسم أو أجلتها إلى نهاية الموسم على أمل انخفاض الأسعار بشكل أكبر.
إنتاج وفير من الفليفلة والباذنجان في درعا
أفاد رئيس "دائرة الإنتاج النباتي" في "مديرية الزراعة" في درعا، وائل الأحمد، أن الكميات المنتجة من الباذنجان والفليفلة لهذا الموسم تُعتبر جيدة.
وأوضح أن إنتاج الباذنجان يُقدر بنحو 35 ألف طن على مساحة مزروعة بلغت 465 هكتاراً، بينما بلغت المساحة المزروعة بالفليفلة 415 هكتاراً، بإنتاج مُقدر يصل إلى 19 ألف طن.
وأشار الأحمد إلى أن زراعة المحصولين تتوزع على أنحاء المحافظة، خاصة في مناطق طفس وداعل والمزيريب ونوى وإزرع وإنخل وخربة غزالة.
وأضاف أن "مديرية الزراعة" خططت هذا الموسم لزراعة 2031 هكتاراً بالخضر الصيفية، بينما بلغت المساحة المنفذة 2110 هكتارات تشمل العديد من المحاصيل مثل الخيار والكوسا والملوخية والفاصولياء والباميا، بالإضافة إلى الباذنجان والفليفلة.
الأزمة الاقتصادية في سوريا تضرب موسم المونة
تواجه سوريا أزمة اقتصادية متفاقمة تتجلى آثارها في جميع جوانب الحياة اليومية، ولعل من أبرزها التأثير على المونة، أو ما يعرف بتخزين المواد الغذائية استعداداً للشتاء. وقد تسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية وتذبذب الليرة السورية في تفاقم الوضع، مما جعل من الصعب على الكثير من العائلات تأمين حاجياتهم الأساسية.
وبدأ السكان بتعديل عاداتهم الاستهلاكية كاستجابة لهذه الأزمات، حيث يقوم الكثير منهم الآن بشراء المواد الغذائية بكميات أقل وبشكل أكثر تكراراً بدلاً من تخزينها لأشهر، كما أن انخفاض قيمة الليرة حد من قدرتهم على شراء المنتجات المستوردة، التي أصبحت باهظة الثمن، مما يؤثر على تنوع وجودة الغذاء المتاح.
ويكمن التحدي الأكبر في توفير المواد الأساسية مثل الطحين والزيت والسكر، حيث أدت ندرة هذه المواد إلى زيادة الاعتماد على المساعدات الغذائية من المنظمات الدولية. ويسلط هذا الوضع الضوء على مدى الهشاشة التي يعيشها السكان وعدم قدرتهم على تأمين مقومات الحياة الأساسية من مواردهم الخاصة.
من الجدير بالذكر أيضاً أن الأزمة الاقتصادية قد فاقمت من مشكلات التغذية في البلاد، حيث أصبح سوء التغذية مشكلة متزايدة، خاصة بين الأطفال، الذين يعاني الكثير منهم من نقص في الفيتامينات والمعادن، مما يؤثر على نموهم البدني والعقلي بشكل كبير.
أخيراً، أدت الأزمة الاقتصادية إلى تغييرات اجتماعية ملحوظة، حيث تنتشر البطالة ويزداد الفقر، مما يؤدي إلى استنزاف النسيج الاجتماعي. العائلات التي كانت تعتمد على المونة كتقليد سنوي لتأمين الغذاء خلال الأشهر الصعبة أصبحت الآن تكافح لمجرد الحصول على الضروريات اليومية.