icon
التغطية الحية

هزة جديدة داخل هيئة تحرير الشام.. قيادي مؤثر يتمرد على الجولاني

2023.12.05 | 13:38 دمشق

من اليمين القيادي في "هيئة تحرير الشام" جهاد عيسى الشيخ (عمر الشيخ/ أبو أحمد زكور) وأبو محمد الجولاني وأبو ماريا القحطاني
من اليمين: جهاد عيسى الشيخ، الجولاني، القحطاني
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

تتعرّض "هيئة تحرير الشام" لهزّة جديدة قد تكون لها ارتدادات على سلطة زعيمها "أبو محمد الجولاني" في الفترة المقبلة، وعلِم موقع تلفزيون سوريا من مصادر خاصة أن القيادي البارز جهاد عيسى الشيخ المعروف بـ"أبي أحمد زكور" وصل إلى مفترق طرق بخلافاته مع "الجولاني"، بعد عدة أشهر من الأزمة التي بدأت باعتقال الهيئة للقيادي "أبو ماريا القحطاني" المقرّب من الشيخ بتهم التعاون مع جهات خارجية.

ولم تفلح كل محاولات الوساطة الداخلية في رأب الصدع بين "الشيخ" و"الجولاني"، كما فشل الطرفان بالتوصّل إلى نقاط تفاهم بعد اجتماع مطول عقداه نهاية شهر تشرين الثاني الماضي.

وتفجّر الخلاف بعد أن حاول الجهاز الأمني للهيئة اعتقال شخصيات مقربة من "أبو أحمد زكور" قبل أسبوعين، مع تسريب معلومات غير رسمية أن سبب محاولة الاعتقال هي حملة جديدة ضد عملاء للتحالف الدولي، لكن زكور توجه مع المقربين منه إلى منطقة عفرين، لتجنب عمليات الاعتقال.

أسباب الأزمة

أكّدت مصادر على دراية بما يدور ضمن "هيئة تحرير الشام" لـ موقع تلفزيون سوريا أنّ تدهور العلاقة بين "الشيخ" و"الجولاني" هي امتداد للأزمة التي عصفت بالتنظيم شهر آب من العام الجاري، والتي طفا منها على السطح اعتقال "القحطاني" وتسريب معلومات عن عمالته للتحالف الدولي.

وبحسب المصدر فإن زعيم الهيئة كان لديه الرغبة باعتقال "الشيخ" أيضاً، لكنه امتنع عن الخطوة بسبب اعتبارات داخلية، وخشيته من الارتدادات التي قد تنتج عن القرار بسبب النفوذ الذي يتمتع به الشيخ.

الصورة
يمين: جهاد عيسى الشيخ (أبو أحمد زكور) 
يسار: أبو ماريا القحطاني

وأفادت المصادر أن "الجولاني" حصل على معلومات تفيد بتدبير "القحطاني" و"الشيخ" لمحاولة انقلاب على سلطته، ويتضمّن المخطّط تنصيب الشيخ بديلاً عن الجولاني، كما أشار المصدر إلى وجود استياء فعلاً لدى الشيخ والقحطاني من نهج الجولاني خاصّة فيما يتعلق بتركيز النفوذ ومصادر قوة التنظيم بيد مقرّبين منه، مثل شقيقه وأشقاء زوجته الذي يعرف أحدهم باسم المغيرة بدوي.

وتفيد المعلومات التي اطلع عليها موقع تلفزيون سوريا، بأن الجولاني بات يشعر في الآونة الأخيرة أن القحطاني والشيخ يعملان على تشكيل نفوذ لهما بمعزل عن قيادة التنظيم، خاصة في منطقتي عفرين واعزاز، حيث يتولى القياديان مهمة اختراق تلك المنطقتين لصالح الهيئة منذ عدة سنوات، وقد نجحا بالفعل بتأسيس شبكة علاقات مع عدة مجموعات عسكرية انشقّت عن فصائل أساسية في الجيش الوطني السوري، لكن الجولاني بات يشعر بأنّ الشيخ تحديداً ربط هذه المجموعات بشخصه، وأنّه يسعى إلى تطوير علاقاته مع قيادات عسكرية في الجيش الوطني لزيادة نفوذه.

التداعيات المحتملة للأزمة

ثمة تداعيات محتملة للأزمة الحالية، نظراً لأنّ القيادي الذي دخل في خلاف مع الجولاني يمتلك تأثيرا على مجموعات ذات طابع عشائري تتمركز في مناطق متفرقة من شمالي إدلب، كما أن لديه ارتباطات ببعض المجموعات العسكرية النشطة في مناطق سيطرة الجيش الوطني، مثل تجمع الشهباء.

وفي حال الفشل بشكل نهائي بحل الخلاف الحاصل، من غير المستبعد أن يتصدع نفوذ الجولاني في بعض المناطق، إضافة لخسارته فرص الهيمنة في عفرين واعزاز وصولاً إلى معبر الحمران المخصّص لدخول المحروقات إلى شمالي سوريا.

ومن غير المستبعد أيضاً أن تتطور الأزمة لتشمل قيادات أخرى مستاءة من تفشي المحسوبيات داخل التنظيم، إذ كان من اللافت موقف الشخصية الأمنية المؤثّرة وهو المدعو "أبو أحمد حدود"، والذي حاول لعب دور الوساطة في الخلاف، ولم يظهر تأييداً مطلقاً لـ"الجولاني"، على الرغم من قربه الشديد منه طوال السنوات الماضية، وهذا ربما يؤشر على الاستياء من استئثار تيار بأوراق القوة داخل الهيئة.

يمتلك "أبو أحمد زكور" معلومات تفصيلية عن تاريخ هيئة تحرير الشام، ويعرف بشكل دقيق الخفايا التي لا يرغب زعيم الهيئة بافتضاحها، وهذا ما يعطي الأوّل أهمية إضافة إلى جانب ثقله العسكري.