ملخص:
- ارتفعت أسعار الملابس الشتوية في سوريا، بما في ذلك الألبسة المستعملة "البالة"، لتصبح غير متاحة للعديد من الأسر.
- أسعار "البالة" أصبحت تقارن بالألبسة الجديدة، مما يفقدها دورها كخيار اقتصادي.
- أسباب ارتفاع الأسعار تشمل تقلبات سعر الصرف، وندرة المحروقات، بالإضافة لتكاليف التهريب.
- محال "البالة" تعاني من حظر الاستيراد، ما يعرض التجار للعقوبات ويزيد أسعار الملابس.
ارتفعت أسعار الملابس الشتوية بشكل ملحوظ في الأسواق السورية، بما في ذلك محال الألبسة الأوروبية المستعملة المعروفة بـ"البالة"، الأمر الذي حرم نسبة لا بأس بها من السوريين من شراء ألبسة جديدة هذا العام.
وباتت أسعار "البالة" تقارن بأسعار الألبسة الجديدة، وبالتالي لم تعد خياراً اقتصادياً للعديد من العائلات السورية التي تعاني من ظروف معيشية صعبة، وفقاً لما ذكره موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري.
تشير صفاء، وهي ربة منزل، إلى الحاجة الملحة لتدابير مالية مثل الجمعيات أو القروض لتمكينها من شراء الجاكيتات لأبنائها، قائلة: "أحتاج لجمعية أو قرض حتى أتمكن من شراء 3 جواكيت لأبنائي، حيث يتجاوز سعر الجاكيت الواحد نصف مليون ليرة، أما في البالة تبدأ الأسعار من 200 إلى 300 ألف ليرة".
من جانبها، تعبر المعلمة نسرين عن إحباطها بقولها: "لا يوجد شيء في الأسواق بأقل من 250 ألف ليرة، حتى بيجامات الأطفال وصلت إلى 350 ألف ليرة. في السنوات الماضية، كانت البالة تعد ملاذاً اقتصادياً، أما اليوم فأسعارها لم تعد تسمح بذلك، وباتت لميسوري الحال للتباهي بالماركات".
ويعزو نبيل، وهو موظف، قراره بعدم شراء الملابس الشتوية هذا العام إلى الارتفاع الكبير في الأسعار، قائلاً: "كنت قادراً على الشراء في السنوات السابقة، لكن الأسعار الحالية تضاعفت ثلاث مرات".
تحديات تواجه سوق الألبسة في سوريا
ذكر أبو بشار، صاحب محل لبيع الألبسة في دمشق، أن تراجع مبيعات الملابس الشتوية أثر سلباً على أعماله، مؤكداً أنهم غير مسؤولين عن الزيادة الكبيرة في الأسعار.
محمد، صاحب محل ملابس آخر، أشار إلى وجود تفاوت في الأسعار بين المناطق المختلفة، مرجعاً السبب إلى ارتفاع تكاليف الإيجار، والنفقات، والنقل، والضرائب، الأمر الذي يؤثر على سعر المنتج.
تاجر ملابس آخر أرجع ارتفاع الأسعار إلى عوامل عدة، منها العقوبات، وتقلبات سعر الصرف، وزيادة أسعار وندرة المحروقات، وارتفاع كلفة الإنتاج، مبيناً أن هذه العوامل مجتمعة تسهم في زيادة أسعار السلع.
فيما يتعلق بارتفاع أسعار محال البالة، أوضح أحد التجار أن كافة البضائع مهربة نظراً لحظر استيرادها منذ نحو سنتين، وأضاف: "هناك كلفة شحن يتحملها التجار لجلب البضاعة، وبالتالي هم مضطرون لرفع الأسعار لتحقيق نسبة ربح، حتى لو كانت ضئيلة".
أشارت مصادر في حكومة النظام إلى أن البالة ممنوعة من الاستيراد، وإدخالها يعرض التاجر للعقوبات، مضيفة أن هذه البضائع لا يتم البحث في تسعيرتها وإنما يتم إعلام الجمارك لمصادرتها كونها دخلت بطريقة "غير نظامية".
أسعار الملابس الشتوية في سوريا
سجلت أسعار الملابس لموسم 2024-2025 ارتفاعاً في أسواق العاصمة السورية دمشق، ووصلت إلى مستويات قياسية، مع تفاوت الأسعار بين المحال المختلفة.
ويتراوح سعر الجاكيت المتوسط الجودة بين 350 و600 ألف ليرة، والجاكيت عالي الجودة يبدأ من 600 ألف ويصل إلى مليون ليرة، وتتراوح أسعار البنطلونات النسائية بين 250 و400 ألف، والكنزات بين 100 و350 ألف ليرة.
وفي محال البالة، يبلغ سعر الجاكيت النسائي 400 ألف ليرة، ويبدأ سعر الجاكيت الولادي من 150 ألف ليرة، ويتراوح سعر البنطال البناتي بين 100 إلى 150 ألف ليرة، ويصل سعر البنطال النسائي والرجالي إلى 250 ألف، ويبدأ سعر الكنزات من 100 ألف ليرة ويصل إلى 300 ألف.