icon
التغطية الحية

معلمون يستقيلون من إحدى المدارس في مدينة اعزاز.. ما تعليق التربية؟

2024.09.15 | 16:13 دمشق

58
صورة أرشيفية - تلفزيون سوريا
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  1. استقالة معلمين من إحدى مدارس اعزاز بسبب الظروف الصعبة.
  2. الأسباب الرئيسية تشمل التجاهل المستمر لتحسين الظروف المادية والاجتماعية.
  3. عدم اهتمام الطلاب وأولياء الأمور بالتعليم يولّد إحباطاً للمعلمين.

تقدم معلمون في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، باستقالاتهم من إحدى المدارس التي يشرف عليها المكتب التعليمي التابع للمجلس المحلي في المدينة.

وقال أستاذ الرياضيات، عبدو جبران، في حديثه مع موقع تلفزيون سوريا، إن المعلمين استقالوا من ثانوية عبد الله رجب، وهو أحدهم.

من جهته، أوضح مدير المكتب التعليمي في المجلس المحلي بمدينة اعزاز، في حديثه مع موقع تلفزيون سوريا، أن 5 معلمين كانوا وكلاء تم تعيينهم بدون مسابقة في الفصل الدراسي الثاني، وتم فكهم في نهاية العام الدراسي، مضيفاً أن قرار نقل صدر بحق معلم آخر إلى مدرسة أخرى، بينما البقية تقدموا باستقالاتهم.

ما أسباب الاستقالة؟

وأشار جبران إلى أن أسباب الاستقالة متعددة، أهمها التجاهل المستمر من الجهات المعنية لتحسين الظروف المادية والاجتماعية للمدرسين.

وأضاف أن راتب المعلم لا يكفي لتغطية حتى ربع احتياجاته الأساسية، وعلى الصعيد الاجتماعي، أشار إلى أن مكانة المعلم قد تراجعت بشكل ملحوظ في المجتمع، بينما تتزايد الضغوط النفسية عليه نظراً لكثرة الواجبات المطلوبة منه دون أدنى تقدير.

وأكد جبران أن الاعتداءات المتكررة على المعلمين داخل المدارس وخارجها، دون وجود حماية فعلية لهم، دفعت العديد منهم إلى الاستقالة، وأضاف: "يأتي عنصر من الجيش الحر إلى المدرسة ويعتدي على المعلم، ثم يتدخل وجهاء البلد لحل الأمر بشكل سطحي، دون محاسبة فعلية".

وتحدث جبران عن الإحباط الذي يعانيه المعلمون نتيجة عدم اهتمام الطلاب وأولياء أمورهم بالتعليم، مما يجعل جهد المعلمين على مدار العام من دون جدوى، وصرح قائلاً: "الشعور بأن تعبك بلا قيمة هو القاصمة للمعلم".

وبشأن موقف المكتب التعليمي في المجلس المحلي باعزاز من الاستقالة، قال جبران إن الرد كان "بارداً للغاية، وأقرب لفض العتب"، حيث اقتصر على عبارات المجاملة من دون تقديم أي حلول ملموسة لتحسين الأوضاع.

ضغط متراكم

بدوره، ذكر مسؤول فرع حلب بنقابة المعلمين السوريين الأحرار، محمد حميدي، أن عدد المعلمين المستقيلين ارتفع خلال العام الماضي، مما ينعكس بشكل سلبي على المجتمع بشكل عام، مضيفاً أن المستقيلين حديثاً هم مدرسون مختصون في الإعداديات والثانويات.

وأضاف حميدي في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن الأسباب متعددة، ومنها الشائعة مثل ضعف الرواتب مقارنة بالجهد الذي يبذله المعلم، فضلاً عن الجهود النفسية والعملية التي يقدمها المدرسون.

ومن ضمن الأسباب، نقص التقدير والدعم من قبل الإدارات وأهالي الطلاب، مما يؤدي إلى شعور المدرسين بالإحباط، فضلاً عن البيئة المدرسية غير المريحة، إذ تعاني مدارس القطاع العام من نقص الموارد التعليمية وأبسط المستلزمات الفنية.

قطاع يصارع للاستمرار

يواجه قطاع التعليم في شمال غربي سوريا العديد من الصعوبات التي تزداد تعقيداً مع انطلاق كل عام دراسي جديد، ما يخلق ضغوطاً متزايدة على القطاع بشكل عام، في وقت تشهد فيه المدارس نقصاً بالكوادر التعليمية والموارد الضرورية للاستمرار، في حين تكثر التساؤلات عن دور الجهات الحكومية والمحلية في دعم التعليم الذي يعد حجر الزاوية لضمان مستقبل الأجيال الصاعدة.

على مستوى مناطق نفوذ الجيش الوطني السوري شمالي وشرقي حلب، ينظم المعلمون منذ عام 2021 وقفات احتجاجية بين حين وآخر، ويرجع ذلك إلى استياء شريحة واسعة من المدرسين من الواقع السيئ للقطاع التعليمي في المنطقة، الذي يعاني من عدة إشكالات من بينها انخفاض الراتب، في حين بدت المجالس من خلال تعاملها مع الأزمة عاجزة عن تقديم أي حلول مرضية، وكان أداؤها سبباً مباشراً في تصاعد الاحتجاجات، بعد تهديدها لعدد من المعلمين بالفصل.

أما في إدلب، فقد فتح الحراك الشعبي ضد سياسات "هيئة تحرير الشام"، وحكومة الإنقاذ التابعة لها، الآفاق أمام مختلف فئات المجتمع من الموظفين وغيرهم، للمطالبة بحقوقهم وتحسين بيئة عملهم بما يتناسب مع الوضع المعيشي، ويضمن حياة كريمة لهم، وكان للمعلمين نصيب في ذلك، حيث طالبوا خلال تظاهراتهم، بإعادة هيكلة نقابة المعلمين عبر إجراء انتخابات حرة لا يكون لـ "حكومة الإنقاذ" يد فيها، لتكون مستقلة تماماً، فضلاً عن المطالبة بزيادة الرواتب ووضع نظام داخلي يشمل جميع دوائر وزارة التربية والتعليم.

يعتقد كثيرون أن التعليم يشكل الأساس الراسخ لأي نهضة مجتمعية، فهو الأداة التي تنقل المجتمعات من التخلف إلى التقدم، وفي هذا السياق، ينبغي أن يكون المعلم محور الاهتمام من قِبل الحكومات، سواء في إدلب أو ريف حلب، وأن يُعتبر دعمه أولوية قصوى، فالمعلم هو المسؤول عن بناء جيل كامل، وتوجيهه وحمايته من الانحراف أو الضياع، ومع ذلك، تُتهم الجهات المعنية غالباً بالتقصير في هذا الجانب، سواء من حيث الاهتمام بالمعلم أو توفير الدعم اللازم له، وهو ما يفرض على تلك الجهات مسؤوليات إضافية لضمان بيئة تعليمية تحقق النتائج المرجوة.