قال الرئيس اللبناني ميشال عون مساء الثلاثاء إن بلاده لم تعد قادرة على تحمل "عبء" اللاجئين السوريين، مؤكداً على ضرورة "وقف لغة الحرب لحل النزاعات بين الدول".
جاء ذلك في تصريحات عون خلال لقاء جمعه مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في روما، ونشرت مقتطفات منها على حساب عون الرسمي في تويتر.
وذكر عون أن "لبنان لم يعد قادراً على تحمل أعباء وأحمال النزوح السوري، وعلى الدول المانحة إعطاء الحوافز داخل سوريا لتحفيز النازحين على العودة".
ولفت إلى "ضرورة العمل على عودة السوريين توازيا مع المساعدة على الوصول إلى حل سياسي، وبذلك يتمكن السوريون من إعادة إعمار بلادهم فيخففوا العبء عن لبنان".
وعبّر عون عن أمله بوقف ما سماها "لغة الحرب لحل النزاعات بين الدول وفرض أمر واقع". متمنياً بلوغ مسار فيينا حول الملف النووي الإيراني إلى خواتيمه عبر التوصل الى اتفاق بين إيران والغرب ما ينعكس إيجاباً على المنطقة.
الرئيس عون: لبنان لم يعد قادراً على تحمل اعباء وأحمال النزوح السوري، وعلى الدول المانحة اعطاء الحوافز داخل سوريا لتحفيز النازحين على العودة
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) March 22, 2022
"مطالبات متكررة"
يشار إلى أن الرئيس اللبناني ميشال عون يكرر في مختلف لقاءاته مطالبته للمجتمع الدولي بضرورة حل مسألة اللجوء السوري في لبنان محملاً اللاجئين السوريين مسؤولية الأزمات التي تعاني منها بلاده، إذ قال في كلمة مسجلة له أمام الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، نشر منها مقتطفات على حسابه على تويتر: "إن حروب المنطقة، وخصوصاً الحرب السورية، ساهمت بتفاقم أزمات لبنان سواء من ناحية الحصار المفروض الذي حرم لبنان من مداه الحيوي، أو من ناحية تمدد الإرهاب على الأرض اللبنانية، أو من ناحية تدفق الأعداد الضخمة للاجئين السوريين إلى لبنان".
لقد ساهمت حروب المنطقة في تفاقم أزماتنا، وخصوصا الحرب السورية، سواء من ناحية الحصار المفروض والذي حرم لبنان من مداه الحيوي أو من ناحية تمدد الإرهاب على أرضنا أو من ناحية تدفق الأعداد الضخمة للنازحين السوريين الى لبنان، وقد بلغت الأرقام حتى اليوم ما يتخطى المليون ونصف المليون نازح
— General Michel Aoun (@General_Aoun) September 24, 2021
"ظروف صعبة"
ويعيش اللاجئون السوريون في لبنان أوضاعاً إنسانية صعبة سواء داخل المخيمات أو خارجها، حيث يقدّر عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان بنحو 1.5 مليون لاجئ، ويأمل معظمهم بالخروج من لبنان بطرق قانونية عبر مفوضية شؤون اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي أو بطرق غير قانونية.
ويحاول اللاجئون السوريون البحث عن حياة أفضل بعد أن عانوا ما عانوه في دول اللجوء المؤقت خاصةً في لبنان، إذ لا يكاد يمر يوم من دون أن نسمع خبراً عن الإمساك بدفعة من السوريين الذين حاولوا الخروج من لبنان باتجاه أوروبا بحراً.
وازدادت هذه الحالات بعد أن بدأت الأزمة الاقتصادية منذ عام 2019، إضافة إلى تبعات إجراءات الحد من وباء كورونا وما سببته من ضغط اقتصادي على نسبة كبيرة من اللاجئين الذين فقدوا أعمالهم، وتحديداً فئة العمال اليوميين، فبحسب دراسات مفوضية شؤون اللاجئين أصبح ما يقارب 90% من اللاجئين الذين يعيشون في لبنان تحت خط الفقر.